استخلاصاتي لمقابلات الرئيس!( 2)

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٢ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ مساءً

 

استمراراً لاستخلاصاتي لأهم ما لاحظته من مقابلات الأخ الرئيس رشاد العليمي ، أورد لكم إيها وعلى النحو الآتي:

وقال الرئيس.. ان الشرعية اعتذرت عن الانخراط في تحالف الازدهار، لأن حماية البحار ينبغي ان يكون منوط بالدول المطلة على البحار، ولأننا لا نريد ان ندخل كديكور لتزيين التحالف أو لإعطاء صبغة شرعية.. نحن نريد ان يكون هناك دعم لقدرات الجيش اليمني والمؤسسة العسكرية اليمنية للقيام بدورها في حماية السيادة اليمنية والمياه الاقليمية اليمنية، نحن بحاجة الى دعم قدراتنا العسكرية لكي نستعيد المناطق التي تحت سيطرة الميليشيات، لأن الخطر يأتي من البر.. اليوم الصواريخ والطائرات المسيرة تنطلق من البر من المناطق التي تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، وبالتالي فإن تأمين البحر الأحمر وايقاف هذا التهديد سيأتي من خلال سيطرة الحكومة الشرعية على كامل التراب اليمني والبحار اليمنية..والاستنتاج المنطقي بأن استمرار الحرب واطالة مدة بقاء الحوثي جاثماً على بعض المناطق اليمنية، ما كان ليستمر، لو كانت المقاربات الغربية صائبة، فالمقاربات الخاطئة فرضت الوصاية على اليمن، ومنعت تسليح السلطة الشرعية، ولم تمنع تهريب السلاح الإيراني ووصوله إلى الحوثي.

وقال الرئيس.. ان السلطة الشرعية ترحب بتسليح خفر السواحل كخطوة أولى، لكن نحن بحاجة إلى الدفاعات الجوية لحماية الموانئ والمؤسسات والسفن، وللأسف لم نستطع الحصول عليها حتى الآن، ومع ذلك نحن لازلنا في مساعي للتسلح، ولاستعادة تصدير النفط، وهذه المساعي إن شاء الله تتكلل بالنجاح .

وفي ظل المتغيرات الجديدة نأمل أن تنتهي الضغوطات على الحكومة الشرعية بتقديم تنازلات مستمرة، للوصول إلى مقاربة سياسية، لأن ذلك أطال عمر الميليشيات الإرهاببة.. ومن المؤكد أن الهجمات الحوثية علي البحر الأحمر، قد جعل الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا تعيد النظر في مسألة الظاهرة الحوثية، لتتبنى المقاربة العسكرية..وما إصدار القرار2722، المرحب به من قبل السلطة الشرعية، إلا دليلاً على هذا التوجه، حيث قبله، كان الغرب متعمّدين إنقاذ ميليشيات الحوثي، ومنحهم الوقت الكافي لاستعادة بناء قواتهم المنهارة، دون إلزامهم أو معاقبتهم على عدم تنفيذ بنود اتفاقية ستوكهولم. وقد أكد هذا القرار على القرار 22١6 الذي كان يُراد له أن يعطّل عبر مفاوضات جديدة، بينما يراه فخامة الأخ الرئيس أنه يمثل خارطة طريق متكاملة لحل القضية اليمنية!

تُرى.. أبعد فشل الحوار مع الوكيل ممكن الحوار مع (الأصيل) المشغل الإيراني؟ .. فالرئيس لا يرى مانعاً من الحوار مع إيران، إذ أثمر الاتفاق السعودي الإيراني الذي جرى برعاية صينية إلى نتائج لصالح المنطقة، وإذا ما انعكس ذلك ايجاباً على اليمن، لكنه لحد الآن، لا نيّة ولا إرادة طيبة لدى الإيرانيين في ذلك.. إذاً.. فما فائدة أن يفتح حواراً مباشراً معهم؟!؛ ومع ذلك فالباب لم تغلقه السلطة الشرعية، فلقد وصّل الأخ الرئيس رسائله للإيرانيين عبر الرئيس الصيني عندما القاه قبل مدّة، إذْ طلب منه الضغط على ايران للكفّ عن التدخل في شؤون اليمن الداخلية، وهذا نموذج فقط من الرسائل التي بُعثت إلى إيران، غير أن إيران لم تستجب لحد الآن.

وقال الرئيس.. إن ادعاء الحوثي بالوقوف مع غزة، له من وراء ذلك أهداف: الهدف الأول هو تنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والهدف الثاني الهروب من عملية السلام، والهدف الثالث تضليل الناس والتصوير بأنهم قد حققوا شعار الصرخة الخمينية.. فأمريكا واسرائيل لم يتضررا من استهداف السفن كما تضررت اليمن ومصر، فأكبر المتضررين هو الشعب اليمني.. الشعب اليمني اليوم ارتفعت اسعار المواد الغذائية الى خمسة وستة أضعاف ومصر تخسر نصف مليار دولار شهرياً.

وقال الرئيس.. ان مليشيات الحوثي الإرهابية تتهرب من التزاماتها الدولية والأممية، ومن السلام، بداعي "مناصرة غزة"، في الوقت الذي تفرض فيه هذه المليشيات حصاراً خانقاً وحاقداً ثأرياً على تعز. فلم ينفذوا الحوثة اتفاق ستوكهولم، خصوصاً البند الخاص بفك الحصار عن تعز، بينما الشرعية التزمت بكل البنود، لأن في ذلك مصلحة لكل اليمنيين..

ومن باب الإستدلال على حقد الحوثة على تعز، ضرب الأخ الرئيس مثالاً للصحافي القدير مصطفى بكري على ذلك، فقال له: " أن أحد السفراء أبلغه من أن الغربيين الذين كانوا يفاوضون وفد الحوثي في العاصمة العمانية مسقط، حين سألوا وفد الحوثي المفاوض لماذا ترفضون مناقشة حصار تعز، فكان جوابهم أن مسألة تعز بيد عبد الملك الحوثي شخصياً، لذلك لا يستطيعون المناقشة في هذا الموضوع؛ بمعنى انهم غير مخولين بذلك، ليدل على حقد الإمامة والحوثيين على تعز الحرية والثورة، والمدافعة عن الجمهورية وأهداف الثورة اليمنية.. وتعز بحسب الرئيس تُحاصر، كنوع من العقاب الجماعي والإذلال لأبناء تعز، لأنهم قاوموا هذا المشروع (الحوثي) حتى قبل انطلاق عاصفة الحزم، ومشهود لرجال أعمال تعز، من أنهم هم من كانوا الممولين لحركة الضباط الأحرار أثناء قيام ثورة 26سبتمبر،1962.. كما كانت تعز ولا تزال تشكل حركة التنوير والتثوير والتطوير .. وعموماً أن من يدّعي الوقوف مع غزة، لا ينبغي تصديقه، طالما متعمّد حصار الشعب اليمني وتعز الواقفين بصدق مع غزّة.. تعز تشبه غزّة بل فاقتها من حيث المعاناة نظراً للكثافة السكانية، ففيها ما يربو على أربعة ملايين نسمة.

وقال الرئيس.. أن الفساد في أجهزة السلطة لا ينكره أحد، وهو موجود لأسباب عديدة منها؛ انهيار مؤسسات الدولة وضعف الأداء، وكذا بسبب الظروف المعيشية لموظفي الدولة حيث الراتب في المتوسط يساوي 100 دولار فقط لمن يدفع لهم، وهو لا يساوي شيئا أمام التضخم والارتفاع المستمر في الاسعار وغلاء المعيشية، إذ لا يوجد توازن بين الراتب وبين المتطلبات الحياتية اليومية، فما بالكم والأغلبية في مناطق سيطرة الحوثي لا يستلمون رواتبهم، فالأنفس البشرية ضعيفة.. ويري الرئيس الحل في تنمية الموارد المحلية والحكومة عاكفة على إيجاد مشروع إنقاذ اقتصادي.

والسلطة الشرعية تقوم حالياً بتعميم الرقمنة، التي جرّبت في مديرية خور مكسر بالعاصمة المؤقتة عدن، ولوحظ من خلال هذه التجربة ارتفاع نسبة تحصيل الموارد بالرقمنة إلى حوالي اربعمائة في المائة.

الرئيس..شكك بجدوى الضربات الجوية الأميركية البريطانية المحدودة على الحوثي ، والشيء الطبيعي والمنطقي دعم الحكومة، لإستعادة سلطة الدولة وفرض سيطرتها على كامل التراب الوطني، فذلك هو السبيل الوحيد والحاسم لتأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب.هذه هي التي ستُنهي التصعيد الحوثي المستمر والمتعاظم!

وجمعة مباركة وكل عام والجميع بالف خير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي