عن الرئيس العليمي! (2)

د. علي العسلي
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٢ مساءً

 

رئيسنا.. شاهدناه يتألق في حديثه مع مع كوكبة من الإعلاميين والمفكرين والسياسيين العرب، ويُفتخر بطرحه الراقي الموضوعي، المتزن والملتزم.. لقد عرّج بشكل منهجي لتاريخ الحوثي، فوضع النقاط على الحروف.. وصوّب البوصلة، بأن فكرة تشكيل جماعة الحوثي فكرة إيرانية.. ودلل على ذلك بأن الجماعة قد تشكلت بالتزامن مع تشكيل حزب الله في لبنان، في عام1983 لخدمة إيران ومصالحها، ولم يتشكل الشباب المؤمن كما يعتقد كثيرون، عندما حارب الحوثي الدولة في العام 2004..

ورئيسنا.. هو أول من كشف لنا مبادئ الحوثي المخفية، فقال:" أن لدى الحوثيين مبدأين رئيسيين المبدأ الأول: "هو أن الحكم لآل البيت وأن كل الحكام سواء في اليمن أو في المنطقة العربية هم مغتصبين لهذا الحكم"..

ورئيسنا.. صاحب مقولة ان الحوثي تابع لإيران، منذ نشأته الأولى.. منذ أن بدأ التزاوج بين فكرتين؛ فكرة الإمامة التي يريد الحوثي إعادة احيائها في اليمن، وفكرة التوسع والتصدير للثورة الخمينية التي تتبناها إيران.. وهذا هو المبدأ الثاني الذي دعمته إيران، بالتقاء مصلحتهم في إعادة فكرة الامام، في اليمن مع مصلحة إيرانية في تصدير الفوضى إلى المنطقة والتمدد والسيطرة..ولكن بصمود ونضال وتضحيات الشعب اليمني لن يتحقق لهم ذلك ابداً بحول الله تعالى..

وعندما قال بأن (آل البيت) نحبهم في الله، وليس كما هم، يحبونهم ليحكموا.. فحب الحوثي لآل البيت، مسألة عقدية-سياسية في مشروعهم السياسي.. عندما قال الرئيس ذلك؛ جن جنون البعض نقداً وتهكماً على إشارته الذكية ذات النزعة الصوفية، فالمُحِب(الرئيس العليمي) يُدافع عن المُحَب (سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله، عليه افضل الصلاة وأتم التسليم،عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، فالرسول(ص) لا يُحتكر .. ولذلك فالشرعية تقاتل من يدّعي زوراً الإصطفاء وحصر (الآل) في السلالة، للتوظيف السياسي الرخيص، لمصلحة أسر بعينها.. فمن قام بالحملة على الرئيس غير محق.. فقط، لأنه قال أنه والشعب اليمني يحبون (آل البيت) ، فهل لو قال انهم يكرهونهم سيواجه بالاستحسان؟ .. ثم من هم ((الآل)) يا مغفلين.. أهم الحوثة ومن على شاكلتهم؟ ام نساء النبي وأبنائه وبناته واصحابه الذين عاشوا معه؟!

ورئيسنا.. هو صاحب مقولة انه لا يوجد خلاف سياسي مع الحوثي نهائياً؛ ودلل على ذلك من أن السلطة الشرعية قبلت بالواسطة القطرية معهم خلال الحروب الستة التي شنوها على الدولة، وقبلت على الرغم من ذلك إشراكهم في مؤتمر الحوار الوطني، ووقعت معهم اتفاق السلم والشراكة، وتفاوضت معهم في جنيف والكويت، واتفقت معهم على ستوكهولم، وابرمت معهم الهدنة وتمديداتها.. كل هذه الاتفاقات التي لم يلتزم بتنفيذها الحوثي، لكنه اخذ منها ما يخص مصالحه ولا ينفذ ابدا ما يفيد اليمنيين .. فهو لا يريد الشراكة وإنما يعتقد انه اصطفاه الله لحكم البشر، والبداية من اليمن..

ورئيسنا.. هو صاحب مقولة، " ان الخطر الحوثي يأتي من البرّ، وبالتالي فإن الحل هو دعم العالم للشرعية، كي تسيطر على كامل التراب اليمني، لكي يتوقف التهديد علي الملاحة البحرية".. 

ورئيسنا.. هو صاحب مقولة ان الحوثي يستخدم "قميص غزة" لخدمة المصالح والأجندة الإيرانية..

ورئيسنا.. مقابلاته ملفتة للانتباه، مفيدة، ثرية، مليئة بالحقائق ومعززة بالأرقام.. عرض فيها أولويات المرحلة والمزودة بالخطط والبرامج والآليات.. مهتم بإشراك كل الداخل اليمني، ومنفتح نحو الخارج، يسعى لتعزيز العلاقة والتنسيق والشراكة مع المحيط، ويتعكز بالدفاع العربي المشترك ويدعو لتفعيل الميثاق، ويثق بالنصر بالاعتماد على إرث أمته العربية الخالدة من المحيط إلى الخليج..

فتراه يقوم بتنمية وتطوير العلاقة مع كل الدول في العالم، وفي الطليعة منها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، للمحافظة على إجماعهم وتوحدهم نحو القضية اليمنية، وتخفيزهم باستمرار وحثهم على تنفيذ القرار 2216!

 ورئيسنا.. في اللقاءات صحح السرديات.. وازال الالتباسات، وقام بتفنييد جميع المغالطات.. تدفقت في لقاءاته المعلومات.. وترتبت شجرة المشكلات.. وما يقابلها من مصفوفة للمعالجات، ومصمم على تجاوز التحديات والصعوبات..

رئيسنا.. هو صاحب مقولة "ان الصبر الاستراتيجي الذي اعلنه الخامنئي لابد ان يقابله عمل مشترك عربي من قبل نظامنا العربي الرسمي ".. ورئيسنا يدعو لإحداث تحوّل في الاستراتيجيات العربية لصالح المنطقة ومجموع الدول والعمل بجد ضد المشاريع التخريبية والتدميرية المستبيحة لدولنا ومصالحها وأمنها الوطني والقومي.

ورئيسنا.. وهو صاحب منح الأوسمة لفضح وكشف جرائم الحوثي على الشعب اليمني.. فهو صاحب منح منظمة (مسام والمركز الوطني لنزع الألغام "وسام الشجاعة" )، لنزعهم نصف مليون لغم من 2018 لغاية الآن، ويتوقع رئيسنا انه لا تزال هناك حوالي 2مليون لغم، زرعها الحوثي.. واجمع المناقشين في حضرته على ذهولهم واستغرابهم من ان هناك في اليمن من يزرع الغاما لتتفجر في اشقائهم، بدل زراعة ما يساويها شجرات النخيل أو شجرات البن!

ورئيسنا.. هو صاحب مقولة ان صناعة الألغام وزراعتها العشوائية تتم بمساعدة وخبرات حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الايراني، ويتم صناعتها من السماد المستورد للزراعة، يستخدمه الحوثي في مصانعه وورشه في صعدة لصناعة الألغام على شكل احجار، وأشكال أخرى للتمويه لتقتل اليمنيين وتعيقهم!

قلت ما قلته عن الرئيس بناءاً على ما تابعته وعرفته عن الأخ الرئيس.. أتمنى له الثبات فيما ذهبت إليه..

واختم بالتهنئة له وإخوانه بالعيد السعيد، ومتمنيا أن يكون بإجازته الخاصة قد استعدّ لمعاودة النشاط والحيوية بعزم أقوى،من أجل استمرار النضال لاستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب، وبناء السلام وتحقيق الخير والرفاهية لكل ابناء اليمن!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي