مفتاح النصر.. توسيع "الاصطفاف الوطني" وتوقيع "ميثاق شرف"!(3)

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٣ مساءً

 

وقبل ان انتقل لمقترحي؛ بقي عليّ ان أسدل نصيحة للشرعية ومكوناتها، أن تنهي استمرار الصراعات البينية فيما بينهم ولا يكونوا، وكأنهم " قفل غثيمي"، بتصرفاتهم، فيقفلون أبواب النصر لهم ولليمن حتى الآن، وهو المستحق والمأمول؛ فقرروا فتحه، وافتحوه بمفتاح من صناعتكم أنتم، من بين أوساطكم، من المحترفين فيكم، من المحبين للإصطفاف وينشدون السلام، من النابذين للخصام، ومن غير المصابين بأمراض سياسة الإنفصام؛

فلا تجعلوا القفل الغثيمي متأصل فينا نحن معشر اليمانيين.. باستطاعتكم انهاء هذا ((المَثَلْ)) وإلى الأبد، بالاستعانة بالحكمة اليمانية، والانتصار على حب الذات واتباع الأهواء، والاحتكام للمنطق والعقل والتصالح، وبتغليب المصلحة العامة.. لنحقق معاً لليمن الانتصار المستحق والمأمول على الخصوم!

خامات صناعة مفتاح النصر، مقدور عليها، والمفروض انها متوفرة في بيئة التحالف الوطني..والعناصر المكونة، هي: " مغادرة الصراعات البينية، ترك كُره الأشخاص - ولابأس من نقد الظواهر والتصرفات-، الإلتزام الدقيق والتنفيذ الأمين لكل الاتفاقات والتفاهمات، الإيثار والعمل بروح الفريق الواحد -واعتبار أن نجاح الأشخاص عند الاتفاق هو نجاح للبرنامج المتفق عليه بين الفرقاء-، الحرص على بناء نموذج يقتدى به، التوجّه السليم لإصلاح منظومة الشرعية بتوسيع المشاركة ، الإيمان والعمل على مكافحة الفساد والإفساد، توظيف الموارد توظيفاً سليماً - السعي لمعالجة مسألة دفع رواتب الموظفين-، احترام وتقدير وتمكين الكفاءات والتخصصات بغض النظر عن الإنتماءات، الإيمان بالحرية والتعددية وقبول الأخر -بشحمه وعظمه وفكره-، شريطة عدم استعمال القوة لفرض رأيه، توفير وإتاحة الفرص للجميع، التوزيع العادل للثروة والسلطة، تحقيق المواطنة المتساوية، توفير الكرامة الإنسانية والعيش الكريم للمواطنين، والالتزام ببناء جيش وطني احترافي يحمي الدستور ومؤسسات الدولة والسيادة، والالتزام – قطعاً- بالدستور والقانون والمرجعيات وإعلان نقل السلطة بعدم الانتهاك.. هذه، هي الخامات المطلوبة لتحقيق النصر المؤزر..

 والنصر صدقاً وحقاً أراه حليف الشرعية إن هي عملت باسبابه، لأنها مُعتدى عليها من قبل الحوثي الذي اغتصب السلطة ونهب المؤسسات وصادر الأموال، وقتل وجرح وشرد الآلآف، وقبل ذلك أخرج المسؤلين من العاصمة بغير وجه حق، وبغى على الشعب، فالله سبحانه وتعالى قد وعد بالنصر..

فلا تعملوا على تأكل بعضكم من بعض، وحافظوا على داعميكم واحذروا واخشوا تراجعهم بسبب عدم الاستجابة منكم بتنفيذ ما اتفقتم عليه فيما بينكم برعايتهم، فلا يزال بعضكم معيق، ومبطئ ومؤخر التنفيذ؛ تنفيذ اتفاق الرياض (1) و) (2)، والمشاورات اليمنية_ اليمنية وما نتج عنها من إعلان نقل السلطة..

واعلموا أن المملكة جاءت لدعمكم ولا زالت في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة السلطة؛

فلا تهدروا الفرص، ولا تشتتوا جهودها، ولا تجعلوها في حيرة من أمرها باستمرار صراعكم؛ فتضطر اضطراراً لفتح قنوات مع الحوثي علّها تجد نافذة للحل والخروج والتخلّي عنكم!؛

وقد رأيتم بأم عينكم، إنه عندما التزمت بالهدنة ولم تنفذ طلعاتها وعملياتها في اليمن، كيف وصل السلاح الإيراني النوعي للحوثي؟!؛ فتفرعن به الحوثي، وعسكر البحار، والعالم بات يحسب له ألف حساب، . انتبهوا بوعي وانظروا لمصالحكم ومصالح اليمن والمنطقة أحبتنا الكرام..

والآن .. إلى المقترح ..

فإنني أرى بعد ما سردت لكم ما يتوجب عليكم فعله لتحقيق النصر، أن تتوجهوا بصدق لتفعيل تحالفكم الوطني وأن يكون حاضراً في كل اتجاه، وتطبيقا لمخرجات المشاورات اليمنية في الرياض وإعلان نقل السلطة.. ولذا.. فوسعوه!؛

وذلك بإضافة المجلس الانتقالي الجنوبي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية وكل المكونات التي تؤمن بالجمهورية ولا تزال خارج التحالف الوطني والإصطفاف الوطني العريض ..

وأقترح أيضاً.. التوقيع على ميثاق شرف في حفل انضمام المشتركين الجدد، لتتجاوزا الصراع المنبوذ، والخطاب المأزووم، المفيد لأصحاب الإنقلاب المشئوم.

وقعوا ميثاق شرف.. يتضمن مبادئ وأسس وثوابت كما في كل ميثاق.. ميثاق يقوم على التشاور والتصالح وجبر الضرر..ميثاق يتضمن كل ما أوردته في خامات صناعة النصر وزيدوا عليه .. ميثاق يلغي الاحتكار والاقصاء والتهميش ويؤمن بتوسيع المشاركة في المرحلة الانتقالية.. ميثاق يُجسّر جسور الثقة ويؤدي إلى تهذيب الخطاب الاعلامي وتوحيده بوضع موجّهات له، والالتزام بها!؛

 وهذا في اعتقادي ينبغي السعي له والتفكير به، قبل التوقيع على خارطة طريق مع الحوثي لبناء الثقة معه، فنحن أنصار الشرعية أحوج ما نكون إليه، قبله!

وينبغي كذلك أن يشتمل الميثاق على: التعهد بانهاء الانقلاب وتفعيل مؤسسات الدولة وتحييد الوظيفة العامة والبنك المركزي، التعهد بالوقوف بحزم ضد تقطيع الأوصال (كانتونات)، التعهد بتوحيد الصفوف لإستعادة الدولة، التعهد بجعل التحالف الوطني مؤسسي، تنسيقي، تكاملي وتعاوني، التعهد بإنهاء سفك الدماء، التعهد بمحاربة التمزيق والتشظي، التعهد بنبذ العنصرية والمناطقية، التعهد بمحاربة وإنهاء مضايقة المواطنين والإساءة اليهم وإهانتهم، التعهد بتبييض السجون والمعتقلات، التعهد بإنهاء ملف الأسرى والمعتقلين، التعهد بالإفصاح عن حوادث الماضي ومعالجتها، التعهد بإنهاء العداوة والبغضاء والتناحر واستجرار الماضي بين الشركاء، التعهد بإعلاء قيمة الحوار في المختلف فيه، التعهد بالترفّع عن الصغائر وعدم الالتفات للشائعات، التعهد بعدم اللجوء لقلب الحقائق أو تحريفها؛ أو التأويل للمتفق عليه بحسب الأهواء، التعهد بالالتزام بالقول الحسن، وبلا إرهاب أو غلظة أو تعنيف.. التعهد بإنهاء كل شعارات مادون الجمهورية اليمنية.

فالتوسيع وتوقيع الميثاق سيؤدي إلى النصر والانتصار لليمن الجديد، ويجعل الجميع يعملون بروح وثّابة، وإلى حشد كل الطاقات والجهود لأجل استعادة الوطن والنظام الجمهوري.. ولا شك أن ذلك سيعمق الثقة بين الفرقاء، وسيزيد في الثقة والدعم من قبل الأشقاء والأصدقاء..

 

فإن قبلتم بالمقترح.. فحذار، حذار من مخالفته، فإن خالفتموه ستقدمون نصراً مجانياً لمخالفيكم، فاحذروا..

 اللحظة الراهنة أراها محطة مهمة للنهوض والاستنهاض؛ وهي فرصة ومساحة للتقارب، ولإخلاص الأحزاب ومكونات الشرعية في العمل على إنهاء الانقلاب، وتمكين واسناد القيادة السياسية، فينبغي مغادرة قول شيء وممارسة نقيضه.. وينبغي عدم الخذلان بعد اليوم للشرعية وللنظام الجمهوري واستعادته ومؤسساته.

اللهم أعد الثقة بين الشرعية ومكوناتها من جهة، وبينها وبين المواطنين من جهة أخرى ، وأصلح الشأن والأحوال .. وارحم من مات واستشهد، وأظهر مصير من أخفي "ماضياً وحاضراً" ، واهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت.. آمين اللهم آمين..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي