الرئيسية > تقارير وحوارات > طقوس وعادات يتفرد بها اهل اليمن خلال أيام العيد

بالرغم من تعدد الثقافات المحلية..

طقوس وعادات يتفرد بها اهل اليمن خلال أيام العيد

" class="main-news-image img

على الرغم من تعدد الثقافات المحلية في اليمن، إلا أن العادات والتقاليد الشعبية التي يمارسها اليمنيون في مختلف مناطق البلد خلال عيد الفطر، لا تتباين كثيرًا في مضمونها وجوهرها في التعبير عن الفرحة والابتهاج.

 

وخلقت الطبيعة الجغرافية المتنوعة في اليمن، بين مناطق حضرية وريفية وساحلية وسهلية وأخرى جبلية وعرة، بيئات مختلفة ثرية ثقافيًا، وطقوسا متعددة في معظم المناسبات الدينية والاجتماعية، تأثر جزء كبير منها بالأوضاع السياسية المضطربة والتدهور الاقتصادي والمعيشي غير المسبوق،، المستمر منذ 10 سنوات.

 

طقوس مشتركة

 

وتشترك معظم مناطق اليمن، بالاحتفال في العيد من خلال إقامة الشعائر الدينية وارتداء الملابس الجديدة والجميلة والتقاء الجيران والأصدقاء وتبادل التهاني معهم في مصليات العيد، وزيارة الأهل والأقارب، واستعداد النساء المسبق لاستقبال العيد عبر تنظيف المنازل وتجهيز غرف استقبال الضيوف والزوار لتظهر بأبهى حلّة، فضلًا عن التزيّن بنقوش الحناء على الأيدي والأرجل، وطباخة "كعك العيد"، الذي لم يعدّ رائجًا بشكل كبير.

 

وتبرز المأكولات والأطباق اليمنية خلال العيد، كواحدة من بين أهم الطقوس في البلد، خاصة في وجبة الغداء، التي تختلف المناطق في تفضيلها، إذ يفضّل سكان عدن وبعض المناطق الجنوبية، تناول وجبة "الزربيان" التي يتم إعدادها من الأرز واللحم أو الدجاج، في حين تقدّم المناطق الأخرى في الجزء الشمالي من اليمن، أطباقًا يعتمد معظمها على الخبز والمرق، ووجبة "السُوسي" المعدّة من الخبز والسمن البلدي والبيض، إلى جانب فطائر "بنت الصحن".

 

وتخصص معظم الأسر في عدن، ثاني أيام العيد، لتجمّع أفرادها من أبناء وبنات، في منزل كبير الأسرة، لتناول الغداء والحلويات وشرب الشاي العدني، على أن يكون ثالث العيد هو اليوم المخصص للزيارات العائلة.

 

 

تحدّي المنغصات

 

وقالت الناشطة منى أحمد، في حديثها لـ"إرم نيوز"، إن أجواء الفرح لا تزال حاضرة في عدن رغم كثرة المنغصات واندثار الكثير من العادات والتقاليد القديمة، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وتقادمها الزمني، كأن تقوم بعض الأسر بطلاء جدران غرفة استقبال الضيوف واستبدال الباب الخارجي للمنزل بآخر جديد.

 

مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأسر لا تزال محافظة على طقوسها، في زيارة قبور من فقدوا من أحبائهم، إما بشكل جماعي أو أفراد، عقب صلاة العيد أو خلال سائر أيامه.

 

وتضيف أحمد، أن فئة الأطفال هي الأكثر استمتاعا بالعيد، من خلال ممارسة الألعاب على المراجيح اليدوية المعروفة محليًا بـ"الدراهين" التي لا يزال بعضها حاضرا في مناطق عدن منذ أكثر من قرن، إضافة إلى ركوبهم "جاري جمل"، الذي يأخذهم في جولات على متن عربة خشبية يجرّها الجمل.

 

وفي صنعاء، تختلف العادات العيدية بعض الشيء في المدينة القديمة التي لا تزال متمسّكة ببعضها، كتصالح المتخاصمين والمختلفين في أول أيام العيد، وتقديم القهوة للزوّار في فناجين مخصصة ومصنوعة من الفخار، تدعى "الحياسي"، فيما يحرص بعض الرجال المقتدرين ماديًا، على تقديم الهدايا أو المال للزوجات أو البنات أو الأمهات، نظير جهودهن المبذولة خلال شهر رمضان.

 

واعتاد اليمنيون على استقبال الأعياد الدينية بشراء المكسرات والزبيب والحلويات، لتقديمها كعيدية للأطفال أو ما يسمى في مناطق شمال البلاد بـ"جعالة العيد"، لكن هذه العائدة الرائجة في مختلف مناطق البلاد، تشهد تراجعًا كبيرًا في ظل الانهيار الاقتصادي المتواصل، وتفاقم الأزمة الإنسانية "الأكبر على مستوى العالم، وفق الأمم المتحدة.

 

 

تقاليد متفردة

 

وتتفرد محافظة حضرموت، جنوب شرقي البلاد، بمناطقها المختلفة ساحلا وواديا، بعاداتها المميزة، كالزواجات الجماعية التي تشهدها مختلف مدن وادي وصحراء حضرموت خلال شهر شوال، والتعبير عن الفرح والابتهاج من خلال تأدية الرقصات الفلكلورية القديمة من بينها، كرقصات: "العدة، الشبواني، الزربادي"، إضافة إلى أمسيات المساجلات الشعرية والفعاليات الثقافية.

 

ويقول الباحث التاريخي، أحمد الرباكي، في حديثه لـ"إرم نيوز" إن مدينة العلم والعلماء "تريم" التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، تتميز عن غيرها من مدن حضرموت، بعادة "الإحياء" التي تبدأ منتصف ليلة العيد وتستمر حتى صلاة الفجر، عبر الحضور إلى المساجد والقيام بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، "وهي تعدّ فرصة لمن لم يكمل تلاوة القرآن كاملًا في رمضان".

 

ويشير الرباكي، إلى أن عيد الفطر يكون يومًا واحدًا فقط في تريم الشهيرة بطابعها الإسلامي، إذ تعود أجواء شهر رمضان مجددًا لفترة مؤقتة، يصوم فيها سكان المدينة بشكل جماعي، ستة أيام متتالية من شهر شوال بعد اليوم الأول للعيد مباشرة.

 

مضيفًا أن الأهالي في تريم، يجرون الزيارات والمعايدات عقب صلاة العشاء، خلال صيام الست من شوال، التي تكون لياليها مناسبات لاجتماع الأقارب والأسر.

 

وذكر أن لهذه المدينة عيدًا آخر، يطلق عليه "عيد الست"، ويكون يوم الثامن من شوال، "يتم تخصيصه لزيارة بعض المقامات وبعض الأسر العلمية والعلماء في المدينة".

 

 

عبداللاه سميح 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي