زيارة ليست ككل الزيارات.. لها ما بعدها إما "توقيع" وإلا "صدام"!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٨ مساءً

 

هل حديث (بن مبارك) رئيس الوزراء، عبر تقنية الاتصال المرئي في الاجتماع الدوري للسفراء اليمنيين في الدول العربية والأجنبية قبل عدة أيام ، قد يكون سبباً لزيارة دون سابق اعلان لدولة رئيس مجلس الوزراء للمملكة العربية السعودية؟!؛ 

 وهل في الزيارة تمّ اطلاعه على موافقة الحوثيين على استعدادهم لتوقيع الخريطة، التي وصفها بأنها قد توقفت بسبب تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر،حسب وصفه؟؛

أم هي لاستفساره عن هذا الموقف الجديد الذي قد يعدّ خروجاً عن توجه المملكة وربما ايضا مجلس القيادة الرئاسي؟! 

إن زيارة بن مبارك والتقائه بجدّة بحامل الملف اليمني في المملكة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والذي غرّد عقب اللقاء بأنه بحث مع (بن مبارك) ، الجهود القائمة لدعم سير العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، ومسار السلام، لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ومساعي استكمال وتنفيذ خارطة الطريق برعاية الأمم المتحدة.. 

وكما هو معلوم، فإن المملكة هي صاحبة خارطة الطريق، وهي التي فاوضت الحوثيين، وتوصّلت معهم إلى عناصر ومراحل خريطة الطريق، وقد سربت الخطوط العريضة للخريطة؛

 أما التفاصيل فتبقى غير معروفة، والشيطان يختبئ دائماً بالتفاصيل..

ومن تصريح محمد الحوثي اليوم، يبدو أن الحوثين غير مرتاحين لما تم التوصل اليه مع (بن مبارك) في جدّة.. فعاود تهديده، للسعودية باعتبارها قائدة ما أسماه بـــ"العدوان" على اليمن بعد أمريكا.. وقال عليها أن تحرك موضوع السلام وتمضي فيه، مؤكدا أن المراوغة ليست في صالحها، بحسب قوله..!

 وقال الحوثي محمد أايضا ن جماعته قد أوصلت رسالة للسعودية بأنها ستكون هدفًا لو سمحت للطيران الأمريكي باستخدام أراضيها أو أجوائها في العدوان على جماعته!

السعودية يا محمد يا حوثي لا تحتاج إلى من يهددها، ولا تحتاج من يستفزها، فقد اختارت سياسة الحياد في عسكرتكم أنتم والامريكان للبحر الأحمر، رغم انه يعد من اهم الممرات الدولية لها ومصالحها وأمنها.. 

وكنت أقول أنكم قد تكونوا عقلتم وثمنتم موقف المملكة، ولا شك إن كان بكم ذرة عقل للحفاظ على بقائكم، فما عليكم إلا ان تسارعو الخطى والذهاب فوراً للتوقيع على خريطة الطريق، تثميناً وتقديراً لموقف المملكة لإتباعها سياسة تفردت بها في مسألة عسكرة البحر الأحمر، حيث حيدت نفسها بالاحتراب الحاصل هناك، فلم تنضم المملكة إلى تحالف الازدهار الذي شكلته امريكا.. 

لا تتنكروا لموقفها واللجوء للتهديد والاستعراض ضدها يا محمد يا حوثي!  

ووفقا لما سبق فإن الاستنتاج الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية هو أن الحوثي بتصعيده قد تسبب بوقف توقيع خريطة الطريق التي أصبحت أممية.. لافتا (بن مبارك) الى أنه بتوقف خارطة الطريق قد تراجع أفق الحل السياسي.. جاء ذلك في حديث رئيس الوزراء للدبلوماسيين العاملين في الدول العربية والأجنبية قبل أيام، وحثهم ايضاً، على تصحيح السرديات الخاطئة حول ما يجري في اليمن، وعكس الصورة الحقيقية، وتعزيز علاقات اليمن الخارجية..

ولتذكيركم ومن باب المعلومة ليس إلا.. فإنه بحسب اعلان نقل السلطة فإن مجلس القيادة الرئاسي هو المعني بحسب المادة السابعة منه، المتعلقة بالحل السياسي الشامل، إذ نصّت المادة على ما يلي: "يتولى مجلس القيادة الرئاسي التفاوض مع (أنصار الله) الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".. 

تُرى.. هل من نتائج زيارة رئيس الوزراء وتغريدة وزير الدفاع السعودي، صرنا على مقربة من توقيع الخريطة؟!؛ 

أم لا يزال الوقت مبكراً، ورئيس الحكومة والحكومة مازالو على استنتاجاهم، والحوثيون لا يزالون يبتزون ويهددون بالتصعيد ضد المملكة، مما قد يعرض الخارطة للتلاشي والزوال؟!

وهل تمت الزيارة للإستيضاح، ولتثبيت موقف الشرية مع موقف المملكة، وعدم الخروج عنها باعتبارها الراعي الرئيسي للشرعية وللقضية اليمنية برمتها؟ أم ماذا؟!؛ 

وعلى كل حال فإن زيارة (بن مبارك) برمضان لجدّة ليست ككل الزيارات، فلها مابعدها!؛

وبدأ يتضح مفاعيلها من لغة التصعيد الحوثي ضد المملكة.. فلاشك ان مابعد الزيارة إما توقيع للخارطة، أو البديل لها، الصدام باليمن من جديد!

ورمضانك مبارك يا بن مبارك.. وقبل الله عمرتك وطوافك وسعيك..

وأسأل من الله ألا يستطيع الحوثي تفكيك محور السلطة الشرعية والتحالف العربي، أو تحييد السعودية عن دعمها للسلطة الشرعية.. 

إذ ينبغي إبقائها مساهمة في الحفاظ على اليمن في حضنه العربي ومحيطه الخليجي..

 فالتحالف والشرعية "حكومة ومجلس قيادة، ومكونات " عليهم أن يتفقوا على رؤية واحدة، وآلية عملية مشتركة، تساعد على تحقيق الاهداف المعلنة، كفريق واحد،لا كأطراف متناثرة يسعى الحوثي بكل مكر لتجزئتها وعزل بعضها عن بعض!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي