الرئيسية > دنيا فويس > التوجيه يطغى على الترفيه في دراما الأطفال برمضان

التوجيه يطغى على الترفيه في دراما الأطفال برمضان

" class="main-news-image img

تطغى الجوانب التوجيهية والتعليمية على مسلسلات الأطفال في موسم رمضان الدرامي المقبل، وهو ما يظهر دائما في الأعمال التي تشرف عليها جهات إنتاجية رسمية، في وقت تتراجع فيه مساحات الترفيه التي تشكل أحد عناصر جذب الجمهور وتجعل أعمال الأطفال الدرامية عالقة في أذهان أجيال عدة، وهو أمر يغيب عن حسابات الجهات التي قدمت مسلسلات في السنوات الماضية.

 

أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن محتويات ستقدم في موسم رمضان المقبل، ويتصدرها مسلسل الكرتون “يحيى وكنوز- الجزء الثالث” ويحمل عنوانا فرعيا هو “أرض الحكايات”، ويستمر في تعريف الأطفال بجزء من تاريخهم الثقافي ويقدم في هذا الجزء قضايا تركز على الهوية والانتماء، وتسلط الضوء على دحض الشائعات التي يروجها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ويهدف صناع العمل إلى مواجهة أفكار تقدمها منصات أفلام الأطفال، مثل “ديزني”، وتسعى الشركة المتحدة ليكون الرد من خلال تقديم أفكار تتماشى مع الثقافة المصرية، وهو أمر جيد، لكنه بحاجة إلى جرعة ترفيه تضاهي ما يتم إنتاجه من مسلسلات وأفلام على منصات وقنوات الأطفال المتخصصة وبلغات مختلفة.

 

يشارك في بطولة مسلسل الأنيميشن الطفل إياد يحيى الذي يؤدي دور يحيى، وتجسد الطفلة بثينة هاني دور كنوز، والفنان عصام السقا يقدم دور أستاذ عصام، إلى جانب علاء مرسي ومحمد ثروت وسامي مغاوري، وتشارك في الجزء الثالث الإعلامية قصواء الخلالي والفنانة ريهام عبدالغفور.

 

وسيتم تقديم مسلسل الكرتون “سر المسجد” وتدور أحداثه حول التربية الدينية للأطفال وسر تعلقهم بالمسجد وحل المشكلات في إطار ديني، من بينها مشكلة التنمر، وسيقدم مسلسل “نورة” ويعالج على مدار 30 حلقة مفاهيم التربية الصحيحة ويرمي لتعليم الأسس الحياتية للأطفال الذين يقومون برحلة لتحديد الأهداف عبر خطوات بسيطة، ويقدم نصائح للأهل لدعم أطفالهم في تحديد غاياتهم ومساعدتهم على تحقيقها.

 

أخذت مسلسلات الكرتون المصرية السنوات الماضية منحى تعليميا مباشرا، وبدا أن هناك فجوة بين ما تم تقديمه سابقا من مسلسلات وبرامج حققت نسب مشاهدة مرتفعة وتركت بصمتها في الأذهان، مثل: “بوجي وطمطم” و”عالم سمسم” و”بكار”، وبين أعمال قدمت مؤخرا، وأبرزها: “ديسكفري” و”القبطان عزوز” و”نوح”، و”المحمية”.

 

قال المسؤول عن سلسلة برنامج “عالم سمسم” عمرو قورة لـ”العرب” إن الأزمة الراهنة التي تخلق مسافات بين الجمهور ومسلسلات الأطفال تتمثل في نظر بعض الجهات التي تتولى تقديم هذه الأعمال في الترفيه باعتباره لا يحقق أهداف الرسالة التربوية، وتظهر على الشاشة أساليب كلاسيكية لتوجيه الأطفال مع تصدير العديد من الشعارات التي ليس لها وجود على أرض الواقع.

 

وأضاف أن مذكرة الأهداف التعليمية لأي عمل درامي خاص بالأطفال يجب أن تبقى محددة وواضحة بحسب الشريحة العمرية التي يخاطبها العمل، وأن “عالم سمسم” كان موجها للأطفال قبل سن المدرسة، من ثلاث إلى ست سنوات، وجرت الاستعانة بخبراء تربية وعلم نفس لديهم قدرة على توصيل الرسالة للأطفال في هذا العمر وتم عقد ورش عمل لتقديم خمسة بنود تعليمية رئيسية من خلال قصص درامية مختلفة.

 

 

وأشار قورة إلى أن تقديم عمل ترفيهي يتوقف على مؤلف يستطيع ترجمة الأهداف التربوية والتعليمة إلى قصة ترفيهية مشوقة، ومراجعة مستمرة من أساتذة علم النفس لما يتم تقديمه للمشاهد، والتدخل في صورة لم يؤد الترفيه إلى النتيجة المرجوة، وذلك يتطلب ميزانيات ضخمة ربما لا تتوافر حاليا مع الحاجة لتقديم أعمال كثيرة في موسم دراما رمضان، وقد تكون بحاجة إلى المزيد من الإعداد الجيد.

 

ولم تكن مسلسلات الأطفال المصرية التي قدمت في سنوات ماضية تخوض منافسة حادة، ما ساعدها على الانتشار بشكل أكبر، فهناك قناعة أن إعادة تقديم هذه الأعمال الآن بحاجة إلى طرق أكثر ابتكارا بما يتماشى مع تطورات دراما وسينما الأطفال العالمية، ومجاراة ما يحدث في المنصات المخصصة للأطفال.

 

ودخول مؤسسات رسمية على خط تقديم مسلسلات الأطفال ينعكس على المحتوى المقدم، كما أن النمط الذي تسير عليه هذه المؤسسات التي ترى أن الهم الأول يكمن في تصويب أفكار ورؤى لدى الأجيال الصاعدة يبقى طاغيا من دون أن تحظى التسلية بقدر في حسابات الإنتاج المتعلقة بأدوات نشر الثقافة.

 

يحرص الأزهر بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي التابعة لوزارة التعليم العالي في مصر على تقديم بعض الأعمال الدرامية الموجهة للأطفال، إذ يقدم هذا العام مسلسل الكارتون “نور والكوكب السعيد”، ضمن سلسلة أجزاء تحمل كل عام اسما يرتبط بشخصية “نور”، وهو اسم المجلة التي يصدرها الأزهر للأطفال.

 

ويبلغ عدد حلقات هذا العمل 30 حلقة، تمثل كل ثلاث حلقات حكاية مستقلة، وحدد المسؤولون عنه هدفهم في: “الارتقاء بالذوق العام وبالفن الراقي الذي يمحو القبح والإسفاف من حياتنا، ويتعامل فيه البشر بالرحمة تجاه كل الكائنات على كوكب الأرض، وبالوعي الكافي للحفاظ على الكوكب نفسه من الدمار والتلوث والتصحر”.

 

ويشارك في بطولة المسلسل عدد من الفنانين، منهم ويزو، أحمد جمال سعيد، لقاء سويدان، نور قدري، شيماء شعلان، شكران حسين، حسين القناوي، فيروز طارق، والعمل من تأليف نهى عباس، وسيناريو عمرو الطاروطى.

 

 

ويعد التوسع في تقديم أعمال درامية عادية مرتبطة بالطفل تطورا إيجابيا، يمكن أن يشكل بديلا عن تراجع تأثير المسلسلات الكرتونية، بالتالي فالجهات الإنتاجية التي اختارت توجيه جزء من اهتمامها لتلك الأعمال التي قد تكون مؤثرة عندما تنجح في ربط الأطفال بالمضمون الذي يقدمه التلفزيون.

 

وتعرض بعض الفضائيات المصرية في رمضان المقبل مسلسل “بابا جه (جاء)” بطولة أكرم حسني ونسرين أمين، ويشارك فيه من الأطفال: حور أحمد، ولافينا نادر، وسليم محمود، ومن إخراج خالد مرعي، وتأليف وائل حمدي.

 

ويدور المسلسل حول رجل في الأربعينيات من عمره يعمل مديرا لفندق ومتزوج ولديه أولاد، يمر هو وزوجته وأطفاله بعديد من الأزمات، ويحاول الخروج منها وحلها بطريقة كوميدية، ويُظهر العمل كيفية التربية السوية للنشء، وحل المشكلات الأسرية والتغلب عليها، ويتم ذلك في إطار من الكوميديا والمتعة والتشويق.

 

وسيعرض أيضا مسلسل “امبراطورية ميم”، وتدور قصته حول تربية الأبناء، ويجد بطل العمل خالد النبوي نفسه مسؤولا عن أبنائه الستة بعد وفاة زوجته التي كانت ترعاهم، ويشارك في البطولة: حلا شيحة، نشوى مصطفى، محمود حافظ، نور النبوي، محمد محمود عبدالعزيز، ومن إخراج محمد سلامة.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي