الرئيسية > دنيا فويس > وسائل التواصل الاجتماعي مدخل للتطرّف إلى عقول الناشئة في الكويت

وسائل التواصل الاجتماعي مدخل للتطرّف إلى عقول الناشئة في الكويت

" class="main-news-image img

عمّقت تحقيقات تجريها السلطات الأمنية الكويتية مع طفل تواصل عبر تطبيق تليغرام مع عناصر من تنظيم داعش وبايع “أميرهم” وتلقى منهم معلومات بشأن استخدام المتفجّرات، المخاوف من تحوّل وسائل الاتّصال الحديثة وتطبيقات التواصل الاجتماعي إلى ثغرة تنفذ منها التنظيمات الإرهابية والمتشدّدة إلى عقول الناشئة في الكويت.

 

كما كشفت القضية التي ليست الأولى من نوعها وسبق للبلد أن شهد قضية أخرى شديدة الشبه بها، عن وجود تقصير تتقاسم مسؤوليته العائلات والسلطات الرسمية في مراقبة استخدام الأطفال والشباب في مقتبل العمر لتلك الوسائل، وتأطير الفئات الغضّة عبر التعليم ومختلف وسائل التثقيف الأخرى.

 

 

وقالت وسائل إعلام محلية كويتية إنّ الطفل الجاري التحقيق معه من قبل نيابة الأحداث لا يتجاوز عمره الأربعة عشر عاما وإنّ “التهم الموجّهة إليه تتعلّق بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي ومبايعة أمير التنظيم في العراق ونشر أفكاره في مواقع التواصل الاجتماعي وإعداد فيديوهات لأناشيد التنظيم وبثها، والتواصل مع خبير المتفجرات في التنظيم بالعراق، وتلقي توجيهات بشأن كيفية صنع المواد المتفجرة وطرق استخدامها”.

 

وجاءت هذه القضية بعد حوالي شهر من الكشف عن قضية أخرى تتعلق بتنظيم داعش وتمثّلت في تفكيك شبكة تابعة له كانت تخطّط للقيام بعملية تفجير لأحد مساجد الطائفة الشيعية في البلاد.

 

وتظهر القضيتان إلى جانب قضايا أخرى سابقة تركيزا استثنائيا من قبل التنظيم المتشدّد على الساحة الكويتية، في وقت تراجع فيه زخمه في ساحات عربية أخرى بينما اختفت محاولاته اختراق بلدان خليجية بشكل كامل.

 

ويشير تمكّن السلطات الأمنية الكويتية من إحباط عمليات التنظيم بشكل استباقي إلى مدى يقظة تلك الأجهزة وقدرتها على جمع المعلومات والتحرّك في الوقت المناسب، لكنّ الأسئلة تظل مطروحة حول ما إذا كانت التنظيمات المتشّددة ما تزال تلمس وجود أرضية لها للتحرك في الكويت في ظلّ تواصل حضور العديد من حملة الأفكار المتزمتة في المشهد العام وتمتّعها بهامش كبير من الحرّية لنشر أفكارها في المجتمع ومحاولة فرض رؤاها في ما يتعلّق بالحرّيات العامّة، وبالمرأة وحضورها في الفضاء العمومي وعملها في العديد من القطاعات مثل القطاع العسكري والمؤسسات القضائية.

 

 

وقالت صحيفة “الرأي” المحليّة إن التحقيق مع المتّهم في قضية التواصل مع داعش عبر تطبيق تليغرام، وهو طالب في الصف العاشر من الثانوية العامّة شمل التخطيط لتفجير حسينية في منطقة مبارك الكبير عن طريق طائرة مُسيّرة صغيرة، مشيرة إلى نفي الطفل قيامه بأيّ خطوات عملية لتنفيذ المخطط ولوجود أيّ متفجرات بحوزته.

 

وعن وجود مراسلات على هاتفه بينه وبين عناصر داعش في العراق قال الطفل المتهم إنّ أناشيد التنظيم استهوته ودفعته للتواصل مع تلك العناصر.

 

وشرح أنّه وافق بعد محادثات طويلة ونقاش مع عناصر التنظيم على الانضمام إليهم ومبايعة أميرهم الملقب بأبوماريا وطلب منهم تعليمه كيفية صناعة المتفجرات فأحيل إلى المتخصص في ذلك والملقّب بأبومريم.

 

وأعادت قضية الطفل إلى الأذهان قضية أخرى شديدة الشبه بها كان قد كشف عنها النقاب قبل نحو أربع سنوات وتمثّلت في نجاح تنظيم داعش في تجنيد طفل هو ابن نائب سابق بالبرلمان الكويتي عن طريق لعبة إلكترونية شاركه فيها عبر شبكة الإنترنت عنصر من التنظيم واستدرجه لاحقا لتبني الفكر المتشدّد وطلب منه تجنيد أطفال آخرين بهدف استخدامهم في تنفيذ تفجيرات في دور عبادة ومجمعات تجارية.

 

وسبق لداعش أن استهدف الكويت سنة 2015 بتنفيذه تفجيرا دمويا في مسجد شيعي في منطقة الصوابر بعاصمة البلاد أوقع المئات من الضحايا بين قتلى وجرحى.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي