الرئيسية > دنيا فويس > فلسطينية تُحيي تراثا قديما لمقاومة البرد

فلسطينية تُحيي تراثا قديما لمقاومة البرد

" class="main-news-image img

على رمل البحر، بإبرة غزل مكسورة، تعيد النازحة من مدينة غزة لوسط القطاع، فاطمة كلاب، إحياء تراث فلسطيني فريد، تواجه به نقص الملابس الشتوية في غزة؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

 

وفاطمة إحدى الفلسطينيات اللاتي اضطررن للنزوح مع عائلاتهن لمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، بدأت أخيرًا بالعودة لتراث غزل الصوف، من أجل توفير الملابس الشتوية لأبنائها لتدفئتهم من برد الشتاء.

 

ندرة الملابس الشتوية

وهي تجلس عند الشاطئ، وتحيك لباسًا من الصوف لأحد أبنائها، تقول فاطمة لـ"إرم نيوز"، إنها " لجأت إلى مهنة غزل الصوف، التي تعلمتها من جدتها ووالدتها قبل سنوات طويلة؛ بسبب ندرة الملابس الشتوية".

 

وأضافت أن "البرد القارس تسبب بالعديد من الأمراض لأبنائها؛ ما دفع العائلة للبحث عن ملابس شتوية تقيهم من البرد؛ لكن دون جدوى"، لافتة إلى أنها نجحت بالعثور على بعض الصوف وإبرة غزل مكسورة، لتبدأ بتجهيز الملابس لأبنائها.

 

 

وتابعت: "صنعت كنزة شتوية ثقيلة لابني الصغير، وأنا الآن أقوم بصنع واحدة أخرى لشقيقه الأكبر؛ فالبرد القارس تسبب لهما بالأمراض"، قائلة: "قد لا أنجح في صنع أكمام لهذه الكنزة، ولكنها تكفي لتدفئة صدره وظهره، ويمكن أن يرتدي فوقها سترة شتوية".

 

 

وأشارت فاطمة إلى أنها "نزحت مع عائلتها لمنطقة دير البلح، خلال نهاية فصل الصيف، وتسكن هي وأربع عائلات أخرى في منزل مساحته 100 متر فقط"، مضيفةً: "تركنا كل شيء في منزلنا بغزة، ونحن الآن نبحث عن أدنى الاحتياجات، وخاصة الشتوية منها".

 

وأوضحت: "كل ما أريده شيء يقي أبنائي من البرد، خاصة ونحن قريبون من شاطئ البحر، والأجواء شديدة البرودة، وكل وسائل التدفئة معدومة".

 

 "ألجأ إلى البحر من أجل الحصول على الضوء الذي لا يتوفر بالمنزل النازح إليه بسبب انقطاع الكهرباء"، متابعةً: "ما نراه في القطاع بسبب الحرب يفوق كل تصور ولا يصدقه عقل إنسان"، وفق تعبيرها.

 

 

وتسببت الحرب بنزوح نحو مليونين من سكان القطاع من مناطق سكناهم، يعيش جميعهم في ظروف صحية وبيئية ونفسية سيئة للغاية، وانعدام لجميع مقومات فصل الشتاء


الحجر الصحفي في زمن الحوثي