ولاية الفقيه من إيران إلى اليمن !!!

عبدالناصر العوذلي
الخميس ، ٠٧ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

الحوثية ليست حركة عسكرية مسلحة فحسب بل هي مشروع عقدي ومشروع فكري، الحوثيين ينطلقون من رؤية وبرنامج أعد سابقا في حوزات قم ومشهد عبر  مراحل سابقة تم فيها إعداد الجماعة لحمل مشروع صفوي فارسي يقوم على نظرية الولاية المطلقة، لما يسمى بالولي الفقيه ... 

من يظن أن الجماعة الحوثية ستقبل بأي تسوية سياسية تضعها في الإطار السياسي كأي حزب سياسي منزوع السلاح ، فهو واهم، بل غبي من يظن أن الحوثيين بعد كل هذه السنين سيتأطرون في كيان سياسي يخوض غمار الديمقراطية ويقبل بصناديق الإقتراع فهو أيضا غبي ..

الحوثيون وصلوا إلى سدة الحكم المطلق بقوة السلاح  وبتماهي الإقليم وبدعم دولي أوصلهم الى السيطرة على العاصمة وتقويض أساسات الدولة اليمنية والوقوف حائلا أمام بناء الدولة الاتحادية التي كانت نواة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي خرجت منه القوى السياسية والمجتمعية بما سمي  بوثيقة مؤتمر الحوار الوطني ..

 ذلك المؤتمر الذي توافقت فيه القوى السياسية على إعادة تصحيح عقد الوحدة اليمنية والخروج من مرحلة الدولة البسيطة الى مرحلة الدولة الاتحادية الفيدرالية بنظامها الجمهوري الذي يحفظ الحقوق والحريات ويعطي للإنسان كرامته ويعطي للأقاليم حقها في إدارة نفسها بنفسها ويلغي المركزية السياسية التي كانت تدير النظام السياسى من المركز المقدس  في صنعاء ..

ماصرح به القيادي الحوثي  عبدالملك العجري  وهو أبرز أعضاء وفد الحوثي التفاوضي ليس جديدا فالأمر، قد طرحه عبدالملك الحوثي سابقا  على الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بعد وصولهم إلى صنعاء في 21 سبتمبر 2014 وكانت الخطة مدروسة بعناية وهي ..

 ملكية في إطار جمهوري بمعنى أن تكون محورية القرار السياسي بيد الولي الفقيه بينما الرئيس دستوري فقط ولا يحكم ولا يقرر وكذلك الحكومة التي سيكون أعضاءها من الطيف السلالي والذي سيمسك بعصب البلاد إقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا..

على غرار الحرس الثوري  الإيراني  والباسيج الأمني الذين يعملان وفق رغبات المرجعية الروحية  في طهران ويريدون انعكاس ذلك على اليمن لتكون اليمن إقليما فارسيا يعمل وفق سياسة طهران  ..

نظام الولي الفقيه هو مايطمح عبدالملك الحوثي أن تقره له القوى السياسية اليمنية ويقره بذلك  الإقليم إذ أنه بهذا الأمر سيصل الى مرحلة الإعتراف بأحقيته بالولاية المطلقة والثابتة، وهي نظرية تقوم على الإصطفاء السلالي بدعوى  الحق الإلهي  والإرث النبوي وفي مثل هذه الحالة لن يكون الخطر على اليمن فحسب بل على الجوار العربي لأن مشروع الولي الفقيه لايقتصر على اليمن بل يمتد إلى الحق بالولاية على المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة باعتبارها إرث مشروع لسلالة تدعي على مر العصور أن لها الولاية على المسلمين دون سواها . 

عبدالملك العجري لم يصرح بذلك من تلقاء نفسه ولم يهذي بشيء من بنات أفكاره بل لقد أوعز إليه للتصريح بذلك ليس لجس نبض الشارع اليمني ولكن لجس  نبض القوى السياسية والإقليم لمعرفة ردة الفعل وهل سيكون لذلك قبول حتى تمضي خارطة الطريق وفق ذلك ..

 إنها سياسة الجماعة التي درجت عليها منذ أن عرفناها ومنذ أن وصلت الى التنفذ على القرار السياسي اليمني  .

إمامٌ  يحكم البلاد وله كل شيء وبيده كل شيء، ورئيس صوري خيال مقاتة على قول الأخوة المصريين هذا لعمري قمة الخبال وعار على اليمن واليمنيين ولن تقبل بذلك جماهير الشعب اليمني تلك الجماهير التي   قدمت  التضحيات وقوافل الشهداء  .

لن تكون اليمن إمامية ولا سلالية فلقد تجاوز الشعب اليمني هذه الخرافات وتلك الشعوذات التي تسوقها هذه الفئة الضالة والتي سفكت الدماء واهلكت الحرث  والنسل وأوصلت البلد الى قاع سحيق من التخلف والجهل والفقر والمرض  لن يقبل الشعب بعودة الوباء من جديد  .

الإمامة لاتعني أبناء الجنوب!!!

لا للإمامة  لا للسلالية  لا للولي الفقيه .

نعم للجمهورية اليمنية الإتحادية. 

عبدالناصر بن حماد العوذلي  7 مارس 2024

الحجر الصحفي في زمن الحوثي