اهمية الانسان - علينا الان نتوقف ونفكر.!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ١٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٣ صباحاً

اهمية الانسان وحياته يمكن تصوره امامك، كحبة سكر في ملعقة مع اخواتها اسقطن في قلص شاهي، فحركة حبة السكر او ذرة السكر من ملامستها للماء الساخن مع غيرها الى ان تذوب في قاع القلص هي حياتنا، وصراعنا من حيث الزمن والمكان والمقارنة. والان تصور ان حبة من حبات السكر تتفلسف وكأنها امتلكت الحقيقة المطلقة، وتقول لايوجد خالق في الكون، وتنسى انه لو نظرت فقط لذاتها، فسوف تجد انها برغم صغرها كحبة سكر وفي طريقها إلى أسفل القلص تتكون من ٣٠ الى ٧٥ الف مليار خلية يساعدوها تكن في هذا المسار القصير، وكل خلية من هذه الخلايا حجمها بحدود  ٢٥ ميكرو متر يعني نحتاج ميكرسكوب،  والان نقول حبة السكر التي تذوب في الماء في طريقها الى قاع القلص، نست تنظر الى ذاتها وانها تتكون من ٧٥ الف مليار خلية يتقسمين الى ٢٠٠ نوع من الخلايا وكل خلية حجمها بين ١ الى ٢٥ ميكرومتر.

والان نترك العدد الكبير من الخلايا وتعاملها  مع بعضها بنظام معقد سوف اتعرض لذلك في مقالة اخرى، ونكتفي اليوم فقط بالنظر إلى عمل خلية واحدة فقط. واقول خلية و لكم تصور أي خلية انها تعمل كمصنع مصغر معقد، مكتمل بالمحركات ومحطات الطاقة، وأجهزة التخلص من القمامة، والبوابات المحروسة، وممرات النقل، ووحدات المعالجة المركزية. ويمكن اعتبار الخلية بأكملها بمثابة مصنع يحتوي على شبكة معقدة من خطوط التجميع المتشابكة، يتكون كل منها من عدد من آلات البروتين الكبيرة. وعلى وجه التحديد هذه التجمعات البروتينية تحتوي على أجزاء متحركة منسقة للغاية، تماما مثل الآلات التي صنعها الإنسان والمستخدمة في عالمنا المجهري. وهناك الآلاف من الآلات الجزيئية في الخلايا ولعل المثال الأكثر شهرة لهذه الآلة الجزيئية هو السوط البكتيري. بمعنى نحن الآن سوف ننظر فقط إلى جزء من الخلية وهو السوط الالكتروني.

 فهذا السوط عبارة عن مجموعة من المراوح الجزيئية الدقيقة مدعومة بمحرك دوار. سوف نجد الأسواط البكترية تحتوي على عدة مكونات مألوفة للمهندسين البشريين في عالم الربوتات مثل الدوار والجزء الثابت ورمح محرك الأقراص والمفصل على شكل حرف u ثم  المروحة. كلما انظر الى السوط وكأني انظر الى جهاز ربوت مع المحركات آلة صممها الإنسان. وفوق ذلك هناك شيئا مذهل آخر يتعلق بالسوط، وهو ان السوط لا يتجمع أو يعمل بشكل صحيح عند إزالة احد مكوناته البروتينية البالغ عددها ٣٥ تقريبًا.  منها ١٦ بحكم التعريف ولذا فهو معقد بشكل لا يمكن اختزاله بمعنى أنظمة تتكون من عدة أجزاء متفاعلة تساهم في الوظيفة الأساسية وازالة احد الأجزاء سيؤدي إلى توقف النظام عن العمل بشكل فعال، وهنا من غير المرجح أن تتطور مثل هذه الأنظمة التي تسمى انظمة غير القابلة للاختزال من خلال عملية داروينية لأي سبب. 

اقلها لا يوجد مسار تطوري يمكن من خلاله أن ينتج نظام فعال من خلال كل خطوة تطورية صغيرة عبر منهج دارون لاسيما لقد أظهرت العقود الاخيرة من الأبحاث البيولوجية أن الحياة تعتمد بشكل أساسي على عدد كبير من المعلومات المعقدة، والمحددة المشفرة بلغة الكيمياء الحيوية وان نظام يشبه الكمبيوتر من الأوامر والتعليمات البرمجية يعالج هذه المعلومات وان الآلات الجزيئية المعقدة غير القابلة للاختزال وأنظمة الآلات المتعاونة ففي الخلية محتوى معلوماتي يبلغ حجمه بعلوم البيانات حوالي ١٠ مرفوع للاس ١٢ بت،  يعني هذه البيانات تعادل حوالي مائة مليون صفحة من الموسوعة البريطانية اقلها. والان نتوقف ونفكر.

ومختصر الموضوع لما طرحت ان انصار نظرية التطور الداروينية الجديدة ينطلقون في تفسيرهم من ان المعلومات في الحياة نشأت من خلال عمليات عشوائية غير موجهة، وهذا هو جوهر طرحهم وهذا الذي سبق طرحه مني حول الخلية يقول عكس ذلك، فلايمكن ان يحدث كل شيء في الخلية الا من خلال عمليات موجهة، وقد اعطيت امثلة. عمليات موجهة  يتم التحكم فيها بذكاء ولذا يجب ان يكون هناك تصميم ذكي هذا من باب منطقية العلم. وهنا من غير المرجح ان تتطور مثل هذه الانظمة التي تسمى انظمة غير القابلة للاختزال من خلال عملية داروينية لأي سبب مهما كان حتى ولو اعطينا زمان إلى مالانهاية. اقلها لا يوجد مسار تطوري يمكن من خلاله أن ينتج نظام فعال من خلال كل خطوة تطورية صغيرة عبر منهج دارون لاسيما لقد اظهرت العقود الاخيرة من الابحاث البيولوجية أن الحياة تعتمد بشكل اساسي على عدد كبير من المعلومات المعقدة، والمحددة المشفرة بلغة الكيمياء الحيوية، وان نظام يشبه الكمبيوتر من الاوامر والتعليمات البرمجية يعالج هذه المعلومات وان الآلات الجزيئية المعقدة غير قابلة للاختزال وانظمة الآلات المتعاونة. ففي لعبة القمار يقولون الكل او لا شيء، بنفس السياق ينظر ان نظرية دارون وحتى المناهج الحديثة  لاتستطيع منها توصيف أو تفسير او خلق جزء من التعقيد اللازم لتطوير السوط  البكتري في الخلية العامل تدريجيا وهذا ونحن هنا داخل خلية من ٧٥ ألف مليار خلية، والاحتمالات تكاد تكون صفر لانتاج هذا، حتى لو نظرنا في قفزة طفرة كبيرة واحدة لاسيما ونحن امام نمط معلومات وبيانات وتعقيدات تشير بشكل موثوق الى وجود تصميم ذكي من اصغر الذرة الى الكائنات الحية الى بنية الكون، وهذا يسحبنا الى اعادة التفكير وان هناك مصمم، اي الى مفهوم نظرية الخلق بشكل عام، أي أن هناك بالمفهوم العقائدي خالق.

واخيرا الى قبل ٤٠ سنة كان العلماء يتحدثون  بشكل عام عن شيين فقط في اغلب طرحهم حول ذلك، وهم المادة والطاقة فقط، والان دخل البعد الاخر في الطرح، وهو المعلومة، التي تتحكم في كل الضبط الدقيقة والمسارات والايقاعات وهذا البعد غير المفاهيم.

وفي الأخير تذكر انك مجرد حبة سكر في مسار سقوط داخل قلص أي حياتك من باب التبسيط لا أكثر. أما ماذا يوجد وراء الافق فهذا موضوع آخر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي