أليس خللاً جسيماً الإنضمام كمناورة؟!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٧ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣١ مساءً

 

في البدء نقول خواتم مباركة والله نسأل ان يغفر الذنوب، ويعتق الرقاب من النيران، وأن يعتق اليمنيين ومكونات الشرعية من المزايدات في القضايا المصيرية الحساسة، وفي التفكير العدمي الانتهازي غير المعقول، كالإتضمام لمجلس القيادة الرئاسي، كهدف تكتيكي وليس استراتيجي، وهذا لا يخدم إلا الحوثي دون غيره!

ثمّ.. لأول مرّة أرى قرار اتخذ صح ولرجل وحدوي وذو ثقافة واسعة وصاحب رؤية وابن بار للخارجية، إنه تعيين الدكتور شايع محسن الزنداني،وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين.. وكان لي شرف مقابلته والتعرف عليه، قبل حولي شهرين،إذ استمعت إليه، فوجدته عميق الفكر والثقافة والوعي الوحدوي، وكبير المتابعين للكتاب والسياسي والمحللين.. أتشرف أن أتخذته صديقا لي، بجاوسي معه وجدته واسع الاطلاع، وله رؤية ناضجة لنقل الدبلوماسية لما ينبغي أن تكون عليه.. اتمنى له الموفقية، وأبارك له، وأشكر القيادة أن اختارته.

.. ثم أي بعد:-

خلل الشرعية جسيم، وياما طالبنا بإصلاح الاعوجاج، إذ من المدهش والمثير للسخرية ان يصرح عضو مجلس قيادة رئاسي بأن انضمامه وقبوله ان يكون عضوا في المجلس إلا من أجل التمكن من استعادة دولته التي يحلم فيها، أي انه يستخدم شرعية الجمهورية اليمنية لخلق شرعية أخرى.. ايعقل هذا والرعاة راضون ويتفرجون؟!؛ لا أظن ان اي عاقل سيقبل بهذ الهراء غير المسؤول!؛

إعلان نقل السلطة لإدارة مرحلة انتقالية جديدة للجمهورية اليمنية، ووفقا لدستورها الذي حرّف القسم الدستوري الأخ  الزبيدي عند ادائه.. اتفق الجميع لإدارة السلطة الشرعية بروح الفريق الواحد لاستعادة مؤسسات الدولة، وعدم التخندق في مشاريع صغرى، فإنها بالضرورة  تقضي على المشروع الجامع، وتؤدي إلى تمكين مشروع صغير يذهب باليمن الأحضان إيران!

الرئيس "العليمي"  التقي الرئيس(العليمي)، باجتماع موسع ضم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، ورؤساء الهيئات، وقادة القوات والمناطق والمحاور العسكرية، وهيئة العمليات المشتركة، في سبيل استكمال برنامج توحيد القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية وإعادة تنظيمها وتكاملها تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية، وفقاً لما نص عليه إعلان نقل السلطة.

على اعتبار أن الجيوش الوطنية لا يمكن أن تصبح صمام أمان لأوطانها إلا في إطار واحدية القرار العملياتي على مختلف المستويات..

للآسف.. عقب اجتماعه، يجتمع (الزبيدي) بالقيادات العسكرية التابعة للانتقالي، ويؤكد بحسب ما تم نشره من أن  الوضع لن يستقر إلا بتشكيل قوات أمنية وعسكرية رادعة خاضعة للمجلس الانتقالي بغض النظر عن عضوية الانتقالي في مجلس القيادة الرئاسي!؛

وقال بوضوح لا يحتمل اللبس والتاويل من أن قبوله عضوية مجلس القيادة الرئاسي ليس إلا لخدمة قضية استعادة الدولة الجنوبية، وأن ما يتم ليس إلا مناورات سياسية وأن القوات على الأرض لها أجندتها الخاصة وأن القوى الإقليمية والدولية لا تعترف إلا بالقوى الفاعلة على الأرض.

أرأيتم بعد هكذا وضوح، يشي إلى خلل جسيم، يتطلب التدخل السريع لاصلاحه. هو اصحا منذ أن غير قسمه الدستوري، وضوحه دوماً محبط، ووضوح معوج ومدمر، يسهم في تثبيت وتمكين الحوثة، لا غيرهم، لا سمح الله!

بصراحة أكبر بوصلة السلطة الشرعية منحرفة، تحتاج لمهندسي تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الالتئام فوراً، والعمل كخلية نحل، لتدارك الأمر وإعادة البوصلة لطريقها!

ساعة السلطة الشرعية مضروبة، َمخربطة في التوقيت، تحتاج لمهندسي مجلس التعاون الخليجي الراعيين للمشاورات اليمنية اليمنية،   التدخل بثقلهم السياسي والفني لإصلاحها، حتى تبقى (ماركة أصلية) .. وربما قد يكون سبب العطل وخربتطها دلال الانتقالي، و تصريحاته التي لا تجد من يردعها، والتي تمثل فقاعات شاذة تترسب داخل الساعة، فتسبب تأخير الوقت،  فالانتقالي يؤخر الساعة من أن  تمضي بشكل مضبوط. وقد يكون السبب  ان الزنريك قد اخترط، وعلى الوكيل إصلاحه أو استبداله، وقد تكون الخريطة  لأسباب أخرى!

وعليه.. فإما أن يكون مجلس القيادة الرئاسي وكالة معتمدة، وعلى أصحاب الوكالة إصلاح العطل، وإعطاء الضمانات الكافية لاحترام السير ببنود إعلان نقل السلطة، وبالتوقيتات المضبوطة فيه، لإدارة المرحلة الانتقالية، ويتوجب في هذه الحالة  ضمان عدم دخول ما يخربط انتظام  تنفيذها!؛

وإما أن يكون مجلس القيادة الرئاسي، كساعة عادية صينية أو تايوان، يُمشّي بها المستخدم وقته، وعند تعطلها تستبدل!؛ لكن اليمن دولة لها تاريخ، ولا ينفع معها ولها، إلا استعادة مؤسسات الدولة والذهاب لصناديق الانتخابات للإستبدال!!

على نائب الرئيس "الزبيدي"، ألا يكون معطلاً ومعيقاً لإدارة المرحلة الانتقالية.. نترك الأمر للرعاة الخليجيين، ولقادة التحالف العربي، ولباقي مكونات الشرعية!

وفي الختام.. أسأل الله الرشاد للرئيس"رشاد" ، وألا يكون نائبه المناور "الزبيدي"، إلا نافعاً لليمنيين، وليس زبداً يذهب جفاء!! أمين اللهم آمين..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي