الرئيسية > تقارير وحوارات > توسع مخاطر تداعيات أزمة البحر الأحمر إثر هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية

توسع مخاطر تداعيات أزمة البحر الأحمر إثر هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية

" class="main-news-image img

مخاطر وتداعيات الأزمة في البحر الأحمر إثر هجمات مليشيات الحوثي منذ 5 أشهر، تطورت بشكل حاد لا سيما بعد تهديدات مبطنة باستهداف الكابلات البحرية.

 

 

 ربما تخاطر مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بالسقوط في فخ الحسابات الخاطئة إذا غامرت بابتزاز العالم عبر التأثير على شبكة المعلومات الدولية، الأمر ربما يستدعي تدخلا أوسع نطاقا ضد الجماعة وإن أثر ذلك على ملايين اليمنيين في مناطق سيطرتهم.

 

وكانت شركة الاتصالات الدولية "أتش جي سي غلوبال كوميونيكيشن"، ومقرها هونغ كونغ، أعلنت في بيان قبل أيام انقطاع 3 كابلات عالمية للاتصالات والإنترنت تمر عبر البحر الأحمر.

 

 

وقدر البيان أن تضرر هذه الكابلات البحرية "سيؤثر على 25% من حركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط".

 

ونفت مليشيات الحوثي على لسان وزير اتصالاتها، غير المعترف به، مسفر المنير تورطها، واشترطت حصول شركات الصيانة على تصريح مسبق من قبلها، وهو ما اعتبره خبراء في الشأن اليمني والاتصالات "إقرار ضمني" بوقوفها خلف استهداف الكابلات البحرية.

 

وبحسب الخبراء فإن "استهداف الكابلات البحرية تتخذه مليشيات الحوثي ورقة ابتزاز ومساومة بهدف الحصول على شرعية واعتراف دولي غير مباشر بسطوتها شمال اليمن".

 

ويمر عبر البحر الأحمر 16 كابلاً رئيسياً للاتصالات الدولية تتواجد بعضها في عمق من 150 إلى 170 مترا، فيما يمر منها 4 كابلات في المياه اليمنية الإقليمية في الأجزاء الخاضعة لمليشيات الحوثي.

 

وكانت مليشيات الحوثي وجهت أواخر العام الماضي تهديدات مبطنة باستهداف الكابلات البحرية بنشر خرائط توضح التقاء هذه الكابلات تحت البحر الأحمر.

 

كما اعلنت لاحقا امتلاك سلاح الغواصات المُسيرة تحت الماء وهي تقنية قادرة على تهديد الكابلات البحرية وطورها الحوثيون بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني انطلاقا من سواحل الحديدة قبل سنوات.

 

تطور خطير

واستهداف كابلات الإنترنت البحرية يراه الخبير والمحلل السياسي عمر حسن في تصريحات لـ "العين الإخبارية " تطورًا خطيرًا في أزمة البحر الأحمر، وينذر بتداعيات خطيرة، باعتباره استهدافا مباشرا للبنية التحتية العالمية.

 

وأوضح حسن أن "باب المندب يُعتبر عصبت محوريا لكابلات الإنترنت البحرية ويمر عبره 16 كابلًا بحريًا، تنقل ما بين 17% و30% من حركة الإنترنت العالمية، مما يجعل استهدافها ذا تأثير واسع النطاق على الاتصالات العالمية".

 

وحذر الخبير اليمني من استهداف البنية التحتية للاتصالات الدولية والذي يرفع من احتمالية تدخل قوى دولية لحماية مصالحها نظرا للتأثيرات الاقتصادية المحتملة لذلك من انقطاع خدمات الإنترنت في بعض الدول، مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة ومشاكل أمنية وإعاقة لأنشطة الشركات والمؤسسات الحكومية وحتى التواصلات الفردية.

 

ويرى حسن أن لجوء الحوثيين إلى هذه الخطوة محاولة لإظهار أن لدى الجماعة خيارات للتصعيد والضغط على المجتمع الدولي.

 

وقال إن "العامل المشترك بين الهجمات على السفن واستهداف كابلات الإنترنت البحرية من قبل مليشيات الحوثي هو الإضرار بعصب التجارة الدولية باعتبار الشحن البحري لا تقل أهمية اليوم عن التجارة الإلكترونية التي أصبح الإنترنت عمودها الفقري".

 

أزمة كبيرة

بنظرة أخرى، يقول الخبير في شؤون الاتصالات اليمنية فهمي الباحث إن "النظرية الأكثر احتمالا والأقرب من قبل المختصين بالمجتمع الدولي في تضرر هذه الكابلات البحرية ، جاء بسبب السفينة "روبي مار" التي تعرضت للغرق في عمق البحر الأحمر بعد تعرضها للقصف من قبل الحوثيين".

 

ويشير الباحث في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "الترجيحات المتداولة بأن مراسي السفينة روبي مار أو ما يسمى بالمخاطيف التي يتم إنزالها إلى قاع البحر لتثبيت السفينة هي من جرفت هذه الكابلات البحرية بعد تعرضها للهجوم في البحر الأحمر".

 

ويبدي الباحث مخاوفه من تفاقم الوضع ووجود مخاطر محدقة بالكابلات البحرية في البحر الأحمر بعد غرق السفينة ووصولها إلى قاع البحر، وهي بشكل رأسي، لافتاً إلى أن أي انقطاعات للإنترنت في البحر الأحمر سوف يشكل أزمة كبيرة في موضوع نقل البيانات دولياً.

 

وحتى مع لجوء الشركات إلى مسارات أخرى لمعالجة أزمة انقطاع هذه الكابلات الأربعة، يؤكد الباحث أن التأثير سيلحق بمستوى خدمة الإنترنت في بعض الدول أو القارات ، خاصة وأن الكابلات البحرية الموجودة في عمق البحر الأحمر تشكل أكثر من 90% حركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا.

 

الحوثي المسؤول

الحكومة اليمنية وعلى لسان وزير إعلامها معمر الإرياني حملت مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة وطالبت المجتمع الدولي بالاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة المليشيات، عبر الشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية.

 

وقال الإرياني في بيان إن "التزامن بين حوادث الاستهداف المتسلسل للكابلات البحرية للإنترنت في البحر الأحمر، وأعمال القرصنة البحرية والهجمات العشوائية التي تشنها مليشيات الحوثي على السفن التجارية، يؤكد مسؤوليتها المباشرة عن تلك الأعمال التخريبية، وأننا أمام جماعة منفلتة ليس لإرهابها سقف ولا حدود".

 

وأكد البيان أن مليشيات الحوثي استهدفت مؤخرا، عددا من الكابلات البحرية في البحر الأحمر بشكل مباشر ومتعمد، كما أدت أنشطتها (..) في المياه الإقليمية اليمنية لتضرر تلك الكابلات، كما حدث مؤخرا نتيجة إلقاء مرساة السفينة M/V Rubymar بعد استهدافها بصاروخين إيرانيين، والذي أدى إلى تلف 4 كابلات من أصل 15 كابلا أمام سواحل اليمن، وتأثر 25% من خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية بين آسيا وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط".

 

وحمل المسؤول اليمني مليشيات الحوثي مسؤولية الأضرار في الكابلات البحرية للإنترنت والتي لا تقتصر على الاستهداف المباشر أو غير المباشر لتلك الكابلات، بل على مجمل أنشطتها (..) في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والتي أدت لارتفاع رسوم التأمين والشحن البحري.

 

وأشار إلى عدم وجود سفن لصيانة الكابلات مستعدة لإجراء أعمال الصيانة الدورية، أو إصلاح الكابلات المتضررة في البحر الأحمر، بعد إلغاء شركات التأمين البحري تأمينها على سفن الكابلات التي تعمل في المياه اليمنية باعتبارها "منطقة حرب".

 

ودعا البيان المجتمع الدولي للتحرك في مسار مواز لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في الجوانب (السياسية، والاقتصادية، العسكرية) لاستعادة الدولة وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، وترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي