الرئيسية > نوافذ ثقافية > مكتب الآثار ينظم جلسة توعوية لتعزيز الحفاظ على الآثار التاريخية والحضارية

مكتب الآثار ينظم جلسة توعوية لتعزيز الحفاظ على الآثار التاريخية والحضارية

" class="main-news-image img

بالتعاون مع اتحاد نساء أبين، نظم مكتب الآثار والمتاحف في محافظة أبين جلسة توعوية لتعزيز الحفاظ على الآثار التاريخية والحضارية التي تمتاز بها المحافظة. تمت مناقشة أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والتأكيد على دور الجميع في المحافظة على هذه الآثار من التلف والتدمير. وأشير إلى أن محافظة أبين تضم بقايا حضارات وحقب تاريخية متعددة، وأنه يجب حمايتها والمحافظة عليها للأجيال القادمة.

 

وخلال بداية الجلسة، ألقت الأستاذة عديلة أحمد خضر، الأمين العام لاتحاد نساء أبين، كلمة شددت خلالها على أهمية رفع الوعي المجتمعي حول الحفاظ على الآثار وعدم السماح بإتلافها.

 

وأكدت خضر أن الحفاظ على الآثار يتطلب تعاوناً شاملاً بين السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والمجتمع، مؤكدة أن الإبلاغ عن أي اعتداءات على المواقع الأثرية يعد مسؤولية مشتركة. وأنه لابد أن يكون للمواطنين دور في الحفاظ على تاريخ وحضارة محافظة أبين وعدم السماح بأي عبث بالآثار."

 

تم تسليط الضوء خلال الجلسة على الأضرار التي تلحق بالآثار نتيجة للتدمير والعبث بها. كما تمت مناقشة الخطوات العملية والتدابير التي يمكن اتخاذها لتعزيز التوعية والحفاظ على الآثار وتشجيع السياحة الثقافية في المحافظة.

 

"استعرض مدير عام مكتب فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة أبين، الاخ ربيع محمد عبدالله، وأستاذ علم التاريخ جمال سنان، لمحة تاريخية عن الحضارات القديمة وأهم المواقع الأثرية.

 

و قدّم الأخ ربيع استعراضًا شيّقًا حول النقوش الأثرية التي تثبت وجود حضارات في العصور القديمة وتنوع الآثار الثابتة والمنقولة.

 

كما ألقى الأستاذ سنان الضوء على الأهمية التاريخية والاقتصادية للآثار، مُسلطًا الضوء على دور الآثار في تشكيل حضارات العصور المختلفة. وقد أشار الحديث أيضًا إلى وجود هذه الحضارات في فترات زمنية محددة على أراضي معظم مديريات محافظة أبين."

 

وتناولت الجلسة حالة الإهمال والتدهور الخطير للآثار في محافظة أبين، حيث تتعرض هذه المواقع الأثرية للاستغلال غير المشروع والنهب، دون أي تدخل من الجهات الرسمية المختصة. نتيجة لغياب الأمن والاستقرار، يتعرض المواقع الأثرية في محافظة أبين للاعتداءات المتكررة، بما في ذلك الطمس والتحويرات وحتى الاستيلاء على الأراضي وتحويلها إلى استخدامات غير مخصصة.

 

من بين المواقع المتأثرة بشكل خاص هي ثلاثة مواقع أثرية في مديرية زنجبار وهي موقع القرو وموقع المشقافة وموقع الشيخ سالم. وقد شهدت هذه المواقع تلفًا لمعالمها الأثرية وتحويل الأراضي إلى استخدامات غير متوافقة مع القيم الثقافية والتاريخية لتلك المناطق، بما في ذلك التحويل إلى ثكنات عسكرية.

 

ووجهت دعوة إلى السلطة المحلية بالمحافظة والحكومة لإعادة تأهيل وترميم متحف زنجبار، الذي تضرر جراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة أبين. فقد طالب الحضور بضرورة استعادة هذا المتحف إلى حالته السابقة كأحد أفضل المتاحف على مستوى الوطن، بما في ذلك استعادة دوره الأساسي في حفظ القطع والنقوش الأثرية.

 

تعتبر هذه الدعوة خطوة مهمة نحو الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة، وتعزيز دور المتحف في توثيق وحماية القطع الأثرية النادرة. إعادة تأهيل متحف زنجبار ستساهم في إعادة إحياء تاريخ المنطقة وتعزيز الوعي الثقافي بين الشباب والمجتمع.

 

وتأمل الجهات المعنية أن تلقى هذه الدعوة الاهتمام اللازم ويتم التحرك بشكل فوري لإعادة تأهيل وترميم متحف زنجبار وإعادة تفعيل دوره الثقافي والتاريخي.

 

وخرجت الجلسة التوعوية باتفاق على التحضير لإقامة ندوة توعوية شاملة في الأيام القادمة. سيشارك في الندوة الجهات المختصة في السلطة المحلية، الأجهزة الأمنية، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى المهتمين. هذا الاتفاق يأتي استجابة للحالة الراهنة للآثار في محافظة أبين، حيث تعرضت لعبث ممنهج يستهدف تاريخ وحضارة المحافظة والوطن بشكل عام.

 

تهدف الندوة إلى زيادة الوعي والمشاركة في حماية الآثار المحلية، وتعزيز جهود الحفاظ على التاريخ والحضارة. من المتوقع أن تكون الندوة فرصة لتبادل الآراء والخبرات بين الجهات المعنية، واتخاذ خطوات عملية نحو حماية وصيانة الآثار في المنطقة.

 

وفي ختام الجلسة تم التأكيد على أنه من المهم أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات فورية لحماية والحفاظ على تلك المواقع الأثرية، وتعزيز جهود مكافحة النهب والتجارة غير الشرعية بها. وإن حماية الآثار الثقافية أمر ذو أهمية قصوى للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي المهم للمنطقة.

 

من المؤمل أن تسهم هذه الجهود المشتركة في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتاريخ المنطقة، وتحفيز الجهات المختصة على اتخاذ التدابير الضرورية لحمايتها.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي