لماذا تُستهدف السعودية؟

محمد عبدالله الصلاحي
الاثنين ، ١٥ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

لم تتعرض دولة في المنطقة لحملات إعلامية معادية، ومؤامرات كيدية، كما تعرضت له المملكة، على يد العدو، والعدو الخفي في ثوب الصديق.

حملات إعلامية تشنها قنوات مؤدلجة، ومنظمات دولية، ودول عدة، تحت يافطات وعناوين مختلفة، وحتى المنظمات الإرهابية تجد ضالتها في استعداء السعودية.

يجعلون من ‫(‬اللاشيء) الشيء الكثير والكبير، حتى القضايا الشخصية التي تحصل، وتلك المحصورة في إطار خاص، يجري تضخيمها في الإعلام المعادي للمملكة، وإدخال الدولة ضمن تفاصيلها، وربطها بأسبابها، فيجعل منها هذا الإعلام أول اهتماماته، وكأن استقرار المنطقة يستند عليها، وعلى حلها!

لكن لماذا دون غيرها، أو أكثر من غيرها تستهدف السعودية؟ سؤال تكمن إجابته في القيمة الكبيرة التي تمثلها المملكة في محيطها العربي والإسلامي خصوصا، وفي الموقف الدولي عموما. تمثل السعودية عمود البيت العربي والإسلامي، تقوده سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، وفكريا، ودينيا. واستهداف المملكة سياسيا وإعلاميا، هو مقدمة لمخطط كبير يستهدف كل المنطقة عسكريا وفكريا، ويرى أصحاب هذا المخطط أن استهداف الرأس ‫(‬السعودية‫)‬ وإشغاله بنفسه، وبمعارك إعلامية تشن تجاهه، وإسقاطه معنويا، يسهل عليهم لاحقا إسقاط بقية الجسد العربي الإسلامي دونما مقاومة تذكر.

تقود المملكة ‫تحالفا عربيا في اليمن لنصرة الشرعية، بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وتقود قوات درع الجزيرة لحماية أمن الخليج، وتقود تحالفا إسلاميا لمواجهة الإرهاب، ومؤخرا احتضنت تأسيس تكتل دول البحر الأحمر وخليج عدن، الرامي لتطوير هذه المنطقة المهمة من العالم، وتحصينها ضد كل الأخطار التي تهددها، هذه الريادة العربية والإقليمية والإسلامية التي تمثلها المملكة، يتأجج لحصولها غضب تلك القوى التي تريد تفتيت المنطقة، وإدخالها في مستنقع حروب لا نهاية لها، لذلك يوجهون سهامهم للمملكة، ويوجدون لهذا المبررات التي تؤمن لهم أسبابا يرونها مقنعة لتكثيف حملاتهم تجاهها.‬

المملكة مستهدفة، واستهدافها سينعكس سلبا على كل محيطها، لذلك تستهدف إعلاميا، وسياسيا، ويستهدف جوارها العربي ومحيطها الإسلامي عسكريا، وحين يكون لها رأي بخصوص الاستهداف العسكري للبلدان المحيطة بها يتضاعف استهدافها الإعلامي والسياسي، وكأنهم لا يريدون أن تمد يد العون لهذا المحيط، ليسهل عليهم ضربه، ومن ثم الإحاطة بها - حسب مخططهم - بمحيط يتضاد معها سياسيا، وعسكريا، وأيديولوجيا.

تصمد المملكة دون أن تتأثر من هذا الاستهداف الإعلامي، وتتهاوى كل هذه الحملات أمام تماسكها داخليا، ووحدة الموقف الرسمي والشعبي فيها، والتأييد العربي والإسلامي لها، وتصبح كل محاولات استهدافها أمام هذا الطوق عديمة الجدوى، فاقدة التأثير، ولديها القدرة والإمكانية على الرد بطريقة أو بأخرى، على هذه الدولة أو تلك، وعلى تلكم المنظمات التي تشارك أو تقود حملات الاستهداف.

لكن ماذا عن دولة عربية، جارة وشقيقة؟ بات إعلامها لا يرى في هذا الكون الفسيح سوى السعودية! السعودية، ثم السعودية، ثم السعودية، في كل خبر وتقرير وبرنامج وتغطية! المملكة تتغاضى عن هذا، لكنها قد تعاقب عليه يوما، معاقبة الكبير للابن العاق، لا أكثر.
آ 

*صحيفة مكة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي