أيصح لمنتسبي جامعة صنعاء أن يفعلوا ما يفعلوه..؟!

د. علي العسلي
السبت ، ١٣ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً


وانا أتابع المجموعات الأكاديمية المتشكلة من منتسبي جامعة صنعاء وغيرهم ،خصوصاً تلك المجموعات  التي تشكلت لحاجة كأصحاب الرواتب المنزلة من كشف راتب الشرعية بعدن بدون وجه حق؛ وأصحاب التسويات المستحقة والذين  يرغبون بتسويات أوضاعهم أسوة بالجامعات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية؛ وجُلّ  ما في تلك المجموعات  يثنون ويشكرون رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي  رئيس الجامعة الشرعي وهو يستحق ذلك؛ وذلك لجهوده المبذولة مؤخراً بالعاصمة المؤقتة عدن بشأن متابعة  رواتب  وتسويات زملائه في جامعة صنعاء باعتباره المسؤول الأول ، و جهده لاشك  مقدر وهو في الوقت نفسه واجب عليه  بصفته رئيس جامعة صنعاء   _ المُعيَّن من قبل الشرعية_ ولا ننسى كذلك جهود وتضحيات العزيزان  د. عبد الحميد البكري أمين عام النقابة  ود. فاتن عبده محمد الناشطة المعروفة أما أنا فاعذروني زملائي الكرام فأنا في اجازة مرضية ولست غائبا لأنني في نعيم الشرعية كما يحب تكراره المفلسون..!؛ 
وأنا اتابع المجموعات السالفة الذكر وبعض النشطاء النقابين، وجدتهم ايضا يثنون ويشكرون رئيس الجامعة الجديد المعين من قبل الحوثيين وهو الدكتور القاسم عباس، والذي جاء على ما يبدوا بعدما اختلفت الأجنحة وظهرت سوءات الحوثة وأصبحت حديث كل إنسان في الجامعة وخارجها ؛ فقرروا مؤخراً أن يأتوا  به، فلربما لو كانت الظروف عادية ومستقرة يكون ناجحا ومقبولاً؛ وخصوصاً أنه الشخص الذي  كانت النقابة قد رشحته بدلاً عن الدكتور  فوزي الصغير أثناء احتدم الصراع بين النقابة والمغتصبين بالقوة لرئاسة الجامعة ؛ لكنهم لم يوافقوا في ذلك الوقت عليه  لأنه لو تم تعينه فلن يكون مطية أو مأمورا أو يقبل بالإملاءات والتدخلات من قبل د. عبد الله الشامي  أو غيره كما فعل الأخرون ، وربما لأنه لن يقبل بما قبل به الأخرون، والسؤال هو : هل يعقل أن الحوثيين صحوا أخيرا ويريدون فعلا لهذا الأكاديمي  ابن الجامعة  أن يصلح ما افسدوه في الجامعة منذ شهر سبتمبر ٢٠١٤م؟؛  أم انهم أخيراً اهتدوا لما كانت النقابة قد طالبتهم به منذ سنيين؟؛ لأن يتولى الدكتور القاسم عباس رئاسة الجامعة كحل للمشكلة كونه رجل علمي، عملي، موضوعي، رجل  لا يميز بين احد ، رجل حقاني يريد رفعة الجامعة.. عرفته عن قرب في مجلس الجامعة عندما كان عميدا لكلية طب الأسنان والتي ازدهرت بعهده أيما ازدهار؛ وكادت تنافس كلية الطب أو تقترب منها مع الفارق في المباني والأقسام والتجهيزات..! ؛
لكني شخصياً أشك أن الحوثة لديهم  ذلك التوجه!؛ فهم ضد العلم وضد التعليم، وضد تطوير الجامعات، وأعتقد أنه لن يبقى  القاسم في الجامعة كثيراً، وسيغيرونه خصوصا وهو كما يقول الزملاء أنه قد  بدأ بإصلاحات جدية ؛ وهنا سأسجل بعض الإشادات به من قبل كثير من الزملاء؛ حيث يؤكدون  انه جاء بتوجه مختلف، وبدء إصلاحه لبعض الكليات وخاصة كلية الصيدلة التي استفحل دائها؛ واخيراً مُكِّن منتسبوها من تحمل المسؤولية  وإدارة كليتهم  بفضل قراراته الشجاعة ؛ كيف لا وهم المؤهلون  والاختصاصيون، وهكذا يسود الأمل لدى بقية الكليات والاقسام..!؛
أختم فأقول.. ألا ُيعد هذا الإطراء الموحد من قبل بعض الزملاء في الجامعة  لشخصين معينين من جهتين مختلفتين سياسيا؛ بل وتتقاتلان..؛ أحدها انقلبت على الشرعية والأخرى تريد استعادتها من المنقلبين عليها، ألا يدل على الحيرة وانحراف البوصلة عند الكثيرين؟!؛ وربما إصابة الأكاديميين بالثنائية القاتلة.. ؛ فهم يثنون  ويعترفون بالدكتور عبد الحكيم الشرجبي الرئيس الشرعي للجامعة والتعامل معه على أنه ما زال هو  الرئيس، وفي الوقت ذاته يقبلون بالرئيس القاسم عباس و الذهاب لمجلس الجامعة الذي يترأسه، والذي يتخذ به قرارات التسوية والترقية والتعيين؛ ثم تُحمل تلك المحاضر والقرارات إلى الرئيس الشرعي في عدن لمعاملتها هناك..!؛ فهل يصح هذا الفعل ومبرر كأمر واقع؟؛ أم لا؟ وما هي السبل الكفيلة بجعل الجامعات بعيدة كل البعد عن الصراع وتحييدها لتؤدي رسالتها العلمية والاكاديمية دون أن تنزلق للاستقطابات وحرف رسالتها السامية؛ حيث تقدم خدمة التعليم لكل أبناء اليمن دون تمييز، أو هكذا يفترض أن تكون عليها..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي