سينتصر اليمن قانون رباني وإرادة وطنية وحنكة قيادية

د. عبده مغلس
الاربعاء ، ١٠ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٦:٢٤ مساءً

صراع الحق والباطل جزء من وجود الإنسان وخياره وابتلائه، صراع مرتبط بحريته في الإختيار كأساس لخلقه وتميٌزه، وهذا الصراع تتجاذبه نوازع الإنسان وخياراته، بين نفسه اللوامة ونفسه الأمارة بالسوء، وهدايته وقوانين الله المسخرة له، والقائمة على الخير للإنسان في الدنيا والأخرة، ويحكم هذا التجاذب قانون الله ووعده بانتصار الحق والمؤمنون به، كعطاء رباني لكل خلقه، المتقين المؤمنين بألوهيته ومنهجه، فالعاقبة والنصر لهم وعد من الله.
وجولات الباطل، مهما بلغ شأنها وحضورها وعلو صوتها، فهي مهزومة بالمطلق والمآل، فلا نصر أو انتصار للباطل، ذلك قانون الله في وجوده وخلقه، فما ينفع الناس هو الذي يمكث في الأرض، وهو الباقي والمنتصر، وما لا ينفعهم لا يبقى فهو هباء وجفاء ذاهب لمنتهاه المحتوم.
وعندما يصل مكر الماكرين غاياته، ويبلغ مداه وقوته، ويعلو صوت الباطل، وتبلغ القلوب الحناجر، ويهتف المؤمنون متى نصر الله، يتدخل الله بخير مكره، ليحبط مكر الماكرين وكيدهم، ويحيق بهم وبمكرهم ويهزمهم، ويؤكد الله هذه الحقائق، بآيات عدة في كتابه، تؤكد نصر الله وغلبته ورسله ومنهجه والخير للإنسانية، وهذه الآيات كما تؤكد للناس هزيمة الباطل وانتصار الحق، تطالبهم بعدم اليأس من رحمة الله وروحه، والصبر على التمحيص والإبتلاء في مواجهة صراع الخير والشر والحق والباطل.
ونحن اليوم في اليمن أمام تجسيد حي لهذا المشهد الرباني، لصراع الحق والباطل والخير والشر، ولهذا هناك لحظة تتلاقى بها العناية الإلاهية بإرادة الإنسان ووعيه وحنكته وخياره، تحسم الصراع دوماً بين الحق والباطل، لينتصر الحق ويُهزم الباطل، والمتابع لتسلسل هذا المشهد، بكل محطاته ومشاهده، منذ تسلم فخامة الرئيس هادي لعلم اليمن دون دولته، مروراً بمحاولات التخلص منه بشرعيته ومشروعه عن طريق القتل والتآمر والخذلان، وحتى هذه اللحظة، يرى حقيقة هذا التلاحم الفريد والتفاعل، بين خير مكر الله وقوانينه، وخيارات الإنسان في صراع الحق والباطل، فالحق والخير في المشهد اليمني يمثلهما مشروع الدولة الإتحادية، بأقاليمها الستة، فهو يقدم للناس ما ينفعهم، بحفظ كرامتهم الإنسانية التي أرادها الله لهم، ويقدم لهم خيار التعارف والتعايش، بديلاً لخيار الصراع والتقاتل، فمشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة، يُخرج المواطن اليمني من صراع الهيمنة والإخضاع آ والكراهية والضعف، ليجعله قادراً على تأدية دوره في العبادية والإستخلاف والمساهمة في حضارة الإنسانية، من خلال قضاء هذا المشروع على هيمنة كل العصبيات وكل مسببات التخلف، المعيقة لقيامه بهذا الدور، ويحقق هذا المشروع العدالة لكل المواطنين بالمواطنة المتساوية، ووحدة الأرض باتحاد اليمن بأقاليمه الستة، بينما الباطل والشر تمثله مشاريع الإنقلاب بإماماتها بصنعاء وإنفصالها بعدن، ومشاريع التطرف والإرهاب، وكلها لا تقدم لليمن الإنسان والوطن، غير الكراهية والتقاتل والتمزيق، والموت والدمار، وإلغاء التعايش والعبادية والإستخلاف.
وها هو المشهد والتمحيص قد أفرز آ كل قوى الباطل والشر، وأخرجها من تنكرها وشعاراتها، لتكون على حقيقتها وكشف مهامها وأدوارها التي تخدم أسيادها، وليس اليمن بأرضه وشعبه، وهاهي الأفاعي تخرج من جحورها لتنفث سمومها ضد وطنها ومواطنيها، ومع هذا المشهد وخلاله تتجلى بجانب قوانين الله وخير مكره، الإرادة الوطنية والحنكة القيادية، فالإرادة الوطنية تجلت بموقف الوطنيين من ابناء الشعب اليمني، الرافضين للباطل ومشاريعه، وصمودهم وإلتفافهم حول الشرعية والمشروع والتحالف، والحنكة القيادية لفخامة الرئيس هادي، تجلت بمحافظته على الشرعية والمشروع، في مواجهة مكر الباطل، الذي تزول منه الجبال، وتآمره الذي يشيب له الولدان، وبجمعه للوطنيين المخلصين مع تحالف داعم للشرعية، للعمل معاً في مواجه مشاريع الباطل بإنقلابه وإرهابه، بأصحابه ومموليه.
لقد سقطت الأقنعة وبدت العورات وهذه من علامات النصر، والمشهد بتفاصيله هذه، يؤكد ويبين رعاية العناية الإلاهية، للحق النافع للناس، بحفظ الشرعية والمشروع، أمام تغول الباطل بمشاريعه ورعاته ومكره وعلو صوته، وهذا يقودنا إلى يقين انتصار اليمن بشرعيته ومشروعه وتحالفه.آ 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي