ضربة معلم يا فخامة الرئيس ..فالوقت مناسب جداً..!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠١٩ الساعة ١٢:١٤ مساءً


كثير من الكلمات والأمثال نكرر استعمالها وفي كثير من الأوقات .. لا نعلم من أين جاءت ..ومن هذه الكلمات .. والجمل والحكم المهمة جملة «ضربة معلم » .. فمثلا ما نرعب أن يصدره الرئيس هادي من قرارات فلو أصدرها نقول عنها فعلاً ضربة معلم ..!؛ 
والحقيقة أن الرئيس عبده ربه منصور هادي يخطو خطواته الثابتة والواثقة  ومنذ سنين  يخطو بين الغام لا حصر لها ،بعضها محلي الصنع (الحوثيون والانفصاليون)، والبعض الأخر ماركتهم دولية (الأمم المتحدة ،ايران ،وتناقض مصالح الدول الكبرى) ..!؛
وجدت نفسى  في العنوان الذي اخترته .. بحثت عن أصل "ضربة معلم " .. والموقف الذى قيلت فيه .. !؛ ..أصل الحكاية ..يحكى ان سفينة عملاقة تعطل محركها فجأة ..وهنا بيت القصيد "سفينة الوطن اليمني العظيم " فاستعان أصحاب السفينة بالخبراء الموجودين( النخب السياسية والسلطة قبل ثورة فبراير 2011) .. ولكن لم يستطع أحد منهم .. معرفة إصلاح المحرك(اصلاح منظومة الحكم)؛  ثم أحضروا رجلاً (هو الرئيس الحكيم هادي) .. كان يعمل منذ أن كان شابًا فى إصلاح السفن (فالرئيس هادي ربما كان يعمل منذ أن كان شابا في التفكيك والإصلاح كيف لا وهو كان  قريبا جدا من سدنة الحكم تسعة عشر عاما .. يعلم ما يخططون وما ينفذون وما يتآمرون).. كان الرجل يحمل معه حقيبة بها بعض الأدوات .. وعندما وصل .. بدأ فى العمل .. فحص المحرك بشكل دقيق..من القمة إلى القاع(حقيبة الرئيس كانت كل الفسيفساء اليمنية التي اجتمعت في موفمبيك  والتي فعلا شخصت المشكلة اليمنية الجذور والمحتوى والحلول وأنتجت وثيقة الحوار الوطني ) وكان هناك معه اثنان من أصحاب السفينة يراقبانه (الحوثيون والمجلس الانتقالي لكنهما لا يتمنيان أن يعرف الخلل ويصلح محرك سفينة العبور كما في القصة) .. ويتمنيان أن يعرف أين الخلل ويصلح المحرك ، بعد الانتهاء من الفحص(المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ،والحوار الوطني الشامل  ووثيقة مخرجاته،وباقي المرجعيات ) .. ذهب الرجل إلى حقيبته .. وأخرج مطرقة صغيرة وبهدوء طرق على جزء معين من المحرك (طرق الرئيس جوهر المشكلة واصدر قرار تقسيم اليمن الى ستة اقاليم " اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال " بناءً على ما أقرته وثيقة مخرجات "مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اعتماد شكل اتحادي للدولة اليمنية ) .. بعدها عاد المحرك فورًا للحياة  .. وبعناية أعاد المطرقة إلى مكانها وقال : المحرك تم اصلاحه(غير أن المخربين أحدثوا  الاحتراب  والحرب والإعاقات)!.. بعد أكثر من خمس سنوات.. استلم أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل (لأنهم خربوا ما أصلحه في حينه فالفاتورة كانت كبيرة جدا _دماء ،تمزيق مجتمعي، تدخل دولي واقليمي ،عدم التمكن من استعادة الدولة ،الغام على البر والبحر وألغام جغرافية وإهانات للمواطنين هنا وهناك ،وعدم دفع رواتب ، وتأمر تقسيمي  ومشاريع صغرى انفصالية تبرز هنا وهناك).. وكانت المفاجأة حينما طلب الرجل الذي اصلح السفينة عشرة آلاف دولار (ربما الخسارة في القضية اليمنية تفوق مئات المليارات من الدولارات .. هذا الجانب المادي اما الارواح فلا تقدر بثمن ولن تعود،والنسيج المجتمعي  يحتاج ربما لعقود لترميمه) !! أصحاب السفينة قالوا له : هذا المبلغ كبير جدًا .. فأنت لم تفعل شيئا سوى الطرق بالمطرقة !! لذلك طلبوا من الرجل ملاحظة تقول «رجاءً أرسل لنا فاتورة مفصلة » أرسل الرجل الفاتورة التالية :  _ الطرق  بالمطرقة: دولار واحد. 2. معرفة أين تطرق : 9999 دولارا .. إنها المهارة وليس الجهد!! ؛ الجهد مهم ، لكن: معرفة أين تبذل الجهد( ولذلك في هذا المقام اتمنى على فخامة الأخ  الرئيس أن يدشن بالفعل العمل بالأقاليم ، وليبدأ في الأقاليم الجاهزة  ولتكن البداية من اقليم حضرموت فلعمري أن ذلك  فعلا ضربة معلم  وترجمة لمعرفة أين يتم الطرق ..فثقتي أن هذا سيغير الموازين وسيعقل اصحاب المشاريع الصغيرة  للعودة الى رشدهم والقبول بالأمر الواقع والتعامل معه وهو  وسيلة للدفاع عن الدولة الاتحادية بدلا من جرجرتنا من قبلهم للتعامل مع مشاريعهم باعتبارهم هم أمر واقع) .. هذا الذى يصنع الفرق فى حياتنا .. وهو بداية النجاح وهذا هو معنى "ضربة معلم " يا فخامة الرئيس  فالوقت الآن هو المناسب لفعل ذلك ..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي