تحالف ..ائتلاف ..ما أوجه الاختلاف والاتفاق بينهما ..؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠١٩ الساعة ١١:٥٢ مساءً


إن أوجه الاتفاق بين التحالف والائتلاف .. الوطني مشتركة بين المكونين ،المكونين المفترض أنهما مواليان للرئيس ويدعمان الشرعية ،المكونين مؤيدان وملتزمان بمخرجات الحوار الوطني ..!؛
أما أوجه الاختلاف بين التحالف والائتلاف ..هو أن التحالف رؤيته على مستوى الوطني للجمهورية اليمنية ،بينما الائتلاف نشأته على اساس جنوبي وغرضه اعادة الهوية الوطنية للقضية الجنوبية من مدعي تمثيلها ويرى بعض من الجنوبيين المشكلين للائتلاف أن التحالف الوطني الذي اشهر مؤخرا هو في خدمة الاحزاب اليمنية والتي هي من اصول  شمالية ، ومن الاختلاف ايضا أن التحالف تم اشهاره في سيئون بمحافظة حضرموت ،بينما الائتلاف تم اشهاره بالعاصمة المؤقتة عدن ؛ لكن المخرج في اعتقادي واحد ،حيث أن المكونين اشهرا بحضور رجل الشرعية الأول الأخ رئيس الجمهورية في سيئون ،وبحضور احد اركان الشرعية الأقوياء هو المهندس احمد الميسري في عدن  ..!؛ كذلك هناك أوجه اتفاق ايضا بين د. رشاد العليمي والشيخ احمد العيسي فكلاهما من حزب المؤتمر وقريبان جدا من الرئيس الشرعي هادي ،والاثنين حاليا رؤساء احدهما للتحالف ،والثاني للائتلاف ولا يوجد بينهما اختلاف إلا اذا اعتبرنا القضية الجنوبية مستقلة بذاتها..؛ أما اذا كانت جزء أساسي لحل للقضية اليمنية فلا اختلاف بينهما إطلاقا ..!؛
وطالما اوجه الاتفاق أكثر من اوجه الاختلاف فلماذا تشكلا هذين المكونين بفترة متقاربة إذاً..؟! هل السبب هو انعدام الثقة بين المكونات السياسية وشخوص الشرعية ..؟؛ وبالتالي اعلن الائتلاف عقب اشهار التحالف حتى لا يتم الاستفراد بالرئيس وبقراراته من قبل الاحزاب المكونة للتحالف ،وحتى لا يُمارس الضغط  عليه من قبل التحالف ،أو المحاولة لتقليص  صلاحياته؟؛ربما يكون هذا  الأمر وارداً ..طيب هل ممكن أن يكون المكونين متكاملين ومتعاونين من اجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ..؟؛ لاشك اذا ما اردنا استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب لابد من التعاون  والتكامل ورص الصفوف والإقرار بقبول الأخر ان كان على المستوى الوطني او على مستوى الجغرافي؛ وخاصة القضية الجنوبية التي اتفق الجميع عل انها أس القضايا وحلها هو أولوية على باقي القضايا و المحاور ..! ؛
أقول ينبغي التكامل والتنسيق لا الندية والمنافسة بين المكونين..  فما هو المطلوب إذاً ..؟؛ المطلوب العمل معاً ،وبخاصة إذا ادركنا وعلمنا أن تأسيس وإشهار التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية  هو استشعار من القوى لمسؤوليتها الوطنية،وتعزيزا لدورها السياسي في دعم استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة وبسط سلطاتها على كامل التراب اليمني ، وقياماً بالواجب الوطني لإنقاذ البلاد وانتشالها من الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية الصعبة، والأمر ذاته متحقق عند الائتلاف الوطني الجنوبي ،فقد عقد المؤتمر العام الأول للائتلاف الوطني الجنوبي والذي انتخب 23 عضوا شملت قادة في الحراك الجنوبي المقرب من الرئيس عبد ربة منصور هادي ، وآخرون يؤيدون مشروع الفيدرالية.عقد الائتلاف الوطني مؤتمره بعدن ، تحت شعار " معًا يدا بيد تجسيدًا لمبدأ التصالح والتسامح والشراكة الوطنية " وهو يسعى لتمثيل القضية الجنوبية بشكل أفضل ، ومن جانب ثانٍ فهو يسعى لتوحيد الرؤية الوطنية الجنوبية..بمعنى أن لا تعارض ولا اختلاف من حيث المضمون والأهداف والغاية ،وعليه ينبغي ان تتحد الوسائل والأساليب والإجراءات حتى يتحقق ما يصبوا الجميع لتحقيقه.. !؛ ولقد قال الائتلاف إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قدمت مثالًا لحل معقول للكثير من المشاكل في البلد بينها القضية الجنوبية التي قال إن مؤتمر الحوار جعلها في صلب مخرجاته ، وكانت فرصة مثلت للكثير من الحريصين على البلاد مخرجًا آمنًا ،لكن الانقلاب الذي قاده الحوثيون أفشل المهمة ..طبعاً إلى حين ..!؛ فإذا كان الحال كذلك .. فهل تأسيس الائتلاف هو سحب البساط من ايادي من ادعو تمثيل القضية الجنوبية وتحولوا الى ادوات لأجندة خارجية ..؟؛ وهذا ايضا وارد وبقوة ،حيث أن من مخرجات  المؤتمر العام الأول قيل  : "إن تشكيل كيانات وتشكيلات مسلحة خارج الدولة ولا تتبع الهيكل القيادي للدولة يعد تفخيخًا وتلغيما للوضع في الجنوب ، وقال في نص البلاغ الصادر عن المؤتمر "إن إصباغ التشكيلات المسلحة داخل عدن بطابع قبلي ومناطقي لا يخدم الاستقرار في الجنوب "، وشددوا على ضرورة الوقوف بشكل جاد أمام تلك الأعمال ..!؛
 ولاشك أن الشيخ احمد العيسي وهو المقرب من فخامة الرئيس عبده ربه منصور هادي وهو الآن رئيس هذا الائتلاف ،والدكتور /رشاد العليمي وهو المقرب ايضا من الرئيس هادي تتوفر لهما الفرصة السانحة للنجاح  نظرا لإمكانياتهما وعلاقاتهما ووطنيتهما وإخلاصهما للرئيس الشرعي في أن ينطلقا بالائتلاف والتحالف نحو تحرير الارض واستعادة المؤسسات وإنهاء الانقلاب وخلق الحوار وخلق آليات لإدارة الاختلافات ان وجدت عبر اليات متفق عليها ..نبارك للأخوين العزيزين ونشد على ايديهما للانطلاق نحو افاق جديدة تنهي الاحباط وتخلق الثقة وتعيد الأمل على وجوه اليمنيين،وهم يرون اعادة الدولة من خاطفيها أمرا واقعا على الارض ، وتحت قيادة الاخ رئيس الجمهورية الشرعي الرئيس عبده ربه منصور هادي حفظه الله ووفقه لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بدولة مدنية اتحادية بأقاليم ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي