هذه الأسباب الحقيقية لسقوط حجور

محمد القادري
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٢١ مساءً


لست أدري لماذا أنصار الدولة الشرعية يتعاملون مع أغلب الأحداث تعامل سلبي ، ينظرون بسطحية وينصرفون عن جوهر الحقيقة ويتجهون نحو مهاترات بينية واتهامات داخلية لا تخدم القضية العامة وتحقيق الهدف الذي يجب ان يعمل الجميع من اجله من حيث محاربة عدو الجميع دولة وشعباً ، ولعل تعامل الكثير مع سقوط حجور واتجاههم نحو القاء اللوم على الشرعية ومهاجمة فخامة الرئيس هادي والتحالف العربي يكشف عن غباء وحماقة اولئك الذين حولوا المعركة إلى داخل الشرعية وصرفوا النظر عن الحوثي وجرائمه في حجور غير مدركين ما هي الاسباب الحقيقية لسقوط حجور والتي سأتحدث هنا عن بعض منها.

السبب الأول : الدعم الدولي الذي حظي به الحوثي من خلال توقيف المعارك بالحديدة وعدم ارغامه على تنفيذ اتفاق سوكولهوم مما جعله يستغل ذلك للتوجه نحو حجور لخوض معارك اخرى وارتكاب جرائم عدة ، وهذا الأمر يعتبر تعرية للمجتمع الدولي والحوثي ويصب في صالح الشرعية والتحالف ، وكان المفروض ان يستغل انصار الشرعية سقوط حجور لالقاء اللوم على المجتمع الدولي وايصال رسائل عدة للعالم تكشف الوجه الحقيقي لميليشيات الحوثي وتفضح موقف المجتمع الدولي.

السبب الثاني : كان هدف الحوثي من التوجه نحو حجور هو مخادعة الشرعية وجرها لحجور ثم ينفذ هجوم مباغت في جبهات اخرى عسكرية ليتقدم على الارض ، كان الحوثي يريد ان تدفع الشرعية بتعزيزات عسكرية كبيرة لحجور تأثر على بعض جبهاتها مما يتسنى للحوثي الهجوم على تلك الجبهات العسكرية ويحقق انتصار عسكري كيير خلال مدة قصيرة جداً ، كان هدف الحوثي الحديدة وصعدة ليجعل الشرعية تتراجع للخلف عن الكثير من المواقع التي سيطرت عليها ، ولكن الشرعية كانت ذكية جداً عندما لم تزج بتعزيزات عسكرية لحجور حتى لا تخسر الكثير من الانتصارات الميدانية التي حققتها الفترة الماضية والتي من خلالها ستنطلق لتحقيق انتصارات جديدة قادمة في مواقع مهمة هي أهم من حجور.

 السبب الثالث : كان المفروض على قبائل حجور طيلة الفترة الماضية منذ بداية الحرب  ان تنخرط في الجيش الوطني وتتدرب على الاسلحة والقتال شأنها شأن القبائل الجنوبية ، الحوثي يأخذ ابناء القبائل ويدربهم تدريب متقن وعندما هجم على حجور كان هجومه هجوم عسكري منظم ومدرب ، ولا تستطيع اي قبيلة او جانب شعبي ان ينتصر في مواجهة جانب عسكري ، صحيح ان للقبيلة دور محمود في مواجهة الانقلاب وللاقيال واجب في الدفاع عن الوطن ، ولكني استبعد ان تستطيع القبيلة ان تستعيد دولة ، يجب على القبيلة ان تكون عوناً للدولة وتمضي خلف الدولة ، وكان المفروض على قبيلة حجور ان تنسحب للخلف حتى لا تزج نفسها في معركة خاسرة ، وتنخرط في الجيش الوطني وتشارك في المعارك خلفه او تمضي معه خطوة بخطوة ، وهكذا يفترض ان يكون دور الجانب الشعبي ، رغم اني اعتبر صمود حجور لمدة شهرين يعتبر انتصار كبير لحجور امام الحوثي الذي يعتبر دولة ولديه جانب عسكري وشعبي وحشد من عدة محافظات عندما هجم على حجور التي واجهته منفردة ، ولكن يجب علينا ان نعرف ما هي الاخطاء ونقوم بتصحيحها كي نجعل الجانب الشعبي  يقوم بدور ناجح في المعارك.

 السبب الرابع : القبائل التي حول حجور كقبائل حاشد لم تقم بدورها في دعم حجور ، كان يفترض على قبائل حاشد ان تقوم بانتفاضة داخلية متعددة بالتزامن مع المواجهة في حجور  مما يربك الحوثي وتشتته  ويشعل مواجهات قبلية تمكن حجور من الانتصار والتقدم ويمكن القبائل الاخرى في حاشد ان تنتصر وتلتحم مع القبائل وتحدث مقاومة شعبية قبلية تصل لابواب مدينة صنعاء ، ولكن قبائل حاشد لم تقم بدورها نحو حجور في معركة قبلية يفرض على تلك القبائل ان تقم بدورها وتستغل الفرصة وهو الامر الذي يجعل الشخصيات القبلية والعسكرية داخل الشرعية المنتمية لقبائل حاشد ان تتحمل مسؤولية خذلان حجور ، كما ان ذلك يعني ان قبائل حاشد اهدرت فرصة ثمينة يجعلنا نستبعد جداً ان يكون لتلك القبائل اي دور قبلي مستقبلي في نصرة الدولة ومواجهة الانقلاب الحوثي.

 شكراً لقبائل حجور لصمودها الأسطوري   ، وشكراً للتحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية الشقيقة  والدولة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس هادي على القيام بدورهم نحو حجور وامدادهم بالأسلحة ومساندة  الطيران والتي لولاها لما استطاعت حجور تواجه ستون يوماً ، ويجب ان يعلم الجميع ان الذي اسقط حجور هو الحوثي كما اسقط الدولة بكلها ، فاجعلوا سقوط حجور محطة تعزيز نحو استعادة كل الوطن وسيطرة كل الدولة فيه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي