في الذكرى السابعة لاختياره..قائمة جرد لما قد يحسب له أو عليه..!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٠٤ مساءً


أولاً لابد من الإقرار بأن فبراير العظيم قد جمع بين حدثين تاريخيين وهامين هما انطلاق ثورة الحادي عشر من فبراير عام 2011م وانتخاب الرئيس عبدربه هادي منصور رئيسا توافقيا لكي يتولى الاشراف على نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، لم يتمكن من انجاز ما انتخب من أجله خلال السنتين الممنوحة له بسبب صعوبات جمة واخفاقات على كافة الصعد السياسية والأمنية والإقتصادية؛ثم الانقلاب وتداعياته، فالانتقال السياسي كان يتطلب رؤية سياسية توافقية ولقد أخذ منه الاشراف على  الحوار الوطني قرابة العام حتى انجزت تلك الرؤية ،وكان عليه أن يترجم تلك الرؤية ومواجهاتها الدستورية والقانونية الى مشروع دستور فأشرف على لجنة صياغة الدستور وأخذ منه هذا ايضا قرابة العام ،أنا هنا لا أبرر بل اصف ..رافق عمله المميز هذا  اعاقات جمة من قبل اطراف محددة ومعلومة مع تخاذل المبعوثين الدولين الذين انحازوا للطرف المعرقل والمنقلب بعد ذلك ولم يسمونه حتى بعد انقلابه بالمعرقل ..وعلى كل حال وحتى لا نطيل فيمكن رصد أهم مايمكن جرده من نقاط قد تحسب له أو تحسب عليه وعلى سلطاته وعلى النحو الآتي:
أولاً :_ما قد يحسب لرئيس الجمهورية:
_ أنه قبل إخراج اليمن من عنق الزجاجة وقبل بتولي الرئاسة التوافقية  وتحمل في سبيل ذلك الكثير..؛
_ أنه حاول بشكل جاد في إعادة هيكلة الجيش اليمني واخراجه من  قادة محاور الأسرة الحاكمة، وقد حاول ولم يتمكن من إفراغ ما لحق بالجيش والأمن من سيطرة الدولة العميقة للسلالة الشيعية الذي اتضح تجذرها في السلطة بعد الانقلاب، واتضح  أنها الفاعل الأساس في اهم مفاصل الجيش والأمن طيلة الخمسين سنة الماضية ..!؛
_ مقاومته الشجاعة وعدم تمكين الحوثة ما كانوا يرغبونه من تمرير تعينات في أعلى هرم السلطة، كان ثمن ذلك محاصرته ووضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية..؛
_ عندما رأى خطورة الوضع بعد اقتحام العاصمة صنعاء تراجع عن استقالته التي كان قد اعلنها وتصدى بكل شجاعة للمشروع الانقلابي الحوثي ولا يزال بنفس القوة والارادة والإصرار ..!؛
_ ضربه في العمق لأهم ركائز بقاء حكم المركز المقدس وتمكين من لم يكونوا يحكموا من ممارسة ذلك ،وبالنسبة لي شخصيا فيكفيني لو عمل هذا فقط ..، فلقد فكك البنى التحتية والمقدرات والثقافة التي عششت في رؤوس اليمنين لقرون عديدة فمحها كاملة ، وكون أن من مكّنهم لم يكونوا أهلا لهذا التمكين فهذه مسألة أخرى..!؛نعم لقد خرب تلك البنى ولم تعد باقية وهذا انجازه العظيم وعلينا أن نفكر باختيار بناة ماهرين بمؤسسات  ولييس بأشخاص أو قادة بعد هذا العمل العظيم  الذي قام به الأخ الرئيس ..والذي صار متاحاً ذلك عقل اليمنيون جميعهم ..!؛
_ استطاع وحكومته التوافقية أن يتجاوزوا ما كان قد اوقعهم فيه صالح من فخ مقصود ،من توظيف ستون الف عاطل أو طالب عمل ..!؛
_ استطاع خلق ثقافة جديدة في عقل الشعب اليمني في انماط حكم جديدة بالضد من ثقافة المركزية إلى ثقافة وممارسة الحكم اللامركزي ،ولا يزال يعمل بكل طاقته لأن يكون الحكم في المحصلة على أساس فيدرالي بالمهام والصلاحيات ،بحيث تتوزع الصلاحيات على اربعة مستويات بدلاً من تركزها كلها في النخبة المركزية الحاكمة..!؛
_ استطاع أن يقنع دول الإقليم والعالم بخطر إيران في اليمن وفي المنطقة فتشكل في عهده أول تحالف عربي ضد ايران الفارسية في أرض اليمن وبذلك نستطيع نقول أن الرئيس هادي كان الرئيس الوحيد الذي فعلّ نص الدفاع العربي المشترك  والمعطل في ارشيف الجامعة العربية منذ تأسيسها ولم يطبق على الواقع إلا في عهد الرئيس هادي ،وله ولنا أن نفخر بذلك..!؛ 
_ موقفه وحكومته ضد تدخل  الامارات في جزيرة سقطرى، لكن و يا للأســـف تركوا نفوذها في بقية المنـــاطق المحررة ..!؛
_ استطاع الرئيس حشد الامكانيات والموارد والمساعدات الخارجية حتى لا يهبط الريال لأكثر عما هو عليه الآن..!
_ طبعا لا يتسع المقام لسرد المزيد منها ،فهي كثيرة ،ولكن هذه أهم ما علق بالذهن مما أقدم عليه  الأخ الرئيس وتحسب له لا عليه..!  
ثانياً:_  ما قد يحسب على الرئيس أو حكوماته : 
  _  عدم عودته وحكوماته المتعاقبة بشكل نهائي لليمن ومن على أي بقعه من الأراضي المحررة ،وكذلك عدم تفعيل المؤسسات الشرعية كالمجلس النيابي وغيره ،وعدم استكمال بناء وتوسيع المشاركة في مؤسسته الرئاسية لتعد له القرارات الضرورية وتلخص له الأوضاع بأمانة واقتدار ..!؛
_ السماح في اطار الشرعية بتشكُّل نماذج تبدوا وكأنها متناقضة ومنفصلة عن بعضها كــ "نموذج مأرب ،نموذج حضرموت ، نموذج تعز وغيره من النماذج" ..!؛
_ الاستعانة في ادارة السلطات الشرعية ببقايا النظام القديم المنغمسين بالفساد حتى أخمص أذانهم، وبقادة وانتهازيين يوالون للانفصال ولا يوالون للسلطة الشرعية بتاتا ، ورافق فترة حكم الرئيس هادي تضخيم وظيفي مخيف في ظل اقتصاديات الحرب وتعينات بالجملة ولمناطق على حساب اخرى وبالمخالفة لجوهر مخرجات الحوار الوطني، وهو ما لا يصح فعله..!؛
_  السماح بتشكيل قوات عسكرية في الجنوب وبمعسكرات وهي غير موالية للشرعية وتعمل بالضد منها  وإعاقة ممارسة مهامها بغرض اظهارها فاشلة وكسيحة وضعيفة..وينبغي دمج أو حل تلك القوات وتشكيلاتها  فورا في ذكرى اختيارك السابعة اخي الرئيس !؛
_ السماح برفع أعلام انفصالية في مؤسسات سيادية للجمهورية اليمنية، فقبل مران غير المحررة والتي مرفوع بها علم الجمهورية ينبغي أن يرفع العلم في المعاشيق وفي المعسكرات وعلى اسطح  وزارات الشرعية في عدن الحبيبة..!؛
_ السماح بتشكيل أحزمة آمنية ونخب مسلحة للمحافظات الجنوبية وفقط من المناطق المحررة هدفها خلق كراهية بمعاملاتها بشكل مهين وعنصري لكل ما هو من المحافظات الشمالية..، ووجب دمجها أو حلها اليوم وليس غداً حتى يكون الخطاب متوفق قولاً وفعلاً..!؛
_ اعطاء مساحة كبيرة من التدخل المفرط  لدولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن وفي الساحل الغربي والتي باتت تدعم عناصر انفصالية تسلحهم وتمولهم ضد الشرعية ،ومن دون المطالبة بإيقاف تدخلاتها تلك..!؛
_  السماح بتقسيم موظفي الدولة الى قسمين  وتسليم الرواتب لقسم منهم وعدم التسليم للقسم الأخر ،هذه مَثلَبة كبيرة عليه.. اتمنى  من كل قلبي عليه أن يسرع بمعالجتها وانهاء هذا الوضع الشاذ،خصوصا انه رئيس دولة ويمثل الدولة والشرعية، وما تخطط له الحكومة ارجو كذلك أن لا يسمح بتمريره في دفع انصاف رواتب لناس، ورواتب مع الزيادة والعلاوات لأخرين.زوربي أن هذا هو الانفصال بعيينه يا سيادة الرئيس حذاري من الوقوع فيه..!؛
_ استيعاب كل من يظهر في التلفزيونات يمتدح الشرعية ،ممن اتيحت لهم الفرصة الالتحاق بالشرعية فتتابع  حلقة حلقتين بكونهم محللين سياسين  وثالث حلقة ،وترى تعريف المذيعات بهم كوكلاء ونواب وما شابه ذلك ..!؛
_ إهانة الدبلوماسية وحاملي الجواز الدبلوماسي بسبب  تعين بعضهم لا يعرف معنى الدبلوماسية وايضا تصرف تلك الجوازات  لمن هبَّ ودبّ..!؛ 
_ ثبات وسكون الجبهات المختلفة منذ سنتين  تقريباً وعدم تحريك الجيش  في كل الجبهات دفعة واحدة لاستكمال التحرير ..!؛ 
_ عدم تحرير ما تبقى من محافظة تعز وهو شيء اظنه ممكناً مقارنة بجبهات أخرى..!؛ 
_ القبول والرضوخ والتماهي مع مخططات وصفقات مشبوهة من  بعض الدول العظمى ، ومن ممارسة الدبلوماسية الناعمة مع المبعوثين الدولين رغم علم الشرعية بمآلات تحركاتهم واهدافهم واغراضهم ،واصبحوا يقتنعون بكم جملة منمقة لهم في احاطاتهم والتي ينسب نجاحهم فيها لفخامة الرئيس بينما لا شيء على الأرض مما يدعونه وكأني بهم يكذبون ويظللون ،ومعلوم أن المبعوث الحالي هدفه تقسيم وتجزئة وتدويل الحديدة وتفكيك الشرعية ،بل ويسعى إلى تشريع أحكام ذاتية لبعض المناطق والوصاية على بعضها وتمكين الحوثة لبعضها وتمكين الانفصالين للبعض الأخر..فلماذا إذاً التماهي معه..؟!؛ أتمنى على الرئيس التنبه لهذا المخططات والصفقات بشكل متأمل وعدم السماح بتمريرها ..!؛
أكتفي بهذا القدر في الذكرى السابعة لاختيار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسنا التوافقي لنقل السلطة سلميا والتي لم تنقل بعد..؛أتمنى عليه أن يضاعف جهوده لنقل ما تعهد به للشعب اليمني والعالم ،راجيا أن تحل هذه السنة من الذكرى وقد تمكنا من بلوغ اهدافنا وتحقق الانتقال للسلطة وقيام الدولة الاتحادية التي ينشدها الرئيس وننشدها نحن ..والسلام والمحبة للرئيس في الختام..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي