الشرعية فقط تشوف عقولهم إلى فين ..؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٨ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً


فالشرعية كانت تشوف عقل الحوثة إلى فين ..؟!؛ عندما قاتلوا ابناء دماج وهجروهم ،ثمّ استباحوا عمران ؛ثمّ دخلوا العاصمة وحاصروا الرئيس ووضعوا الحكومة تحت الاقامة الجبرية ؛ثمّ تمددوا إلى كل اليمن ..والشرعية كانت حمامة سلام وهي تشوف عقولهم إلى فين لتفضحهم أمام ومسمع العالم كله ولتشهد عليهم أنهم منقلبين ومتمردين وتحقق لها هذا القول ،لكنه لوحده لن يعيد شرعية الشرعية  ..والشرعية بحكمتها المعتادة ايضاً أظهرت الاتزان والتحضر للعالم كله والذي غض الطرف عن الانقلاب والانقلابين مدة من الزمن عبر مبعوثيه الذين تحولوا إلى ادوات بيد الحوثة والشرعية تشوف عقل كل واحد منهم إلى  أين..؟!؛
فالسيد جمال بن عمر كانت الشرعية تشوف عقله إلى أين ؟؛ وهو يشرف على تمكين الحوثة واحلالهم محل الشرعية في كافة المؤسسات والمناطق ..ثمّ تابعت الشرعية من عقبه وهو  اسماعيل  ولد الشيخ لتشوف عقله إلى أين ..؟؛ وهو يدير المفاوضات ويسهل للحوثة اللعب على مسألة الوقت لتثبيت حكم الحوثة على الأقل في مناطق شمال اليمن ..وهكذا هي تعمل الأمر ذاته مع السيد مارتن غريفيث وهو يجزئ القضايا ويقيم مناطق حكم ذاتي ومناطق عازلة ويستجلب قوى اممية لتفصل بين قوات الشرعية والانقلابين ،والشرعية تمضي معه حتى النهاية كحمامة سلام تبحث عنه وتحضر كل لقاء تدعى له ووقفت تحركاتها العسكرية من تحرير الحديدة باتت تترجى المبعوث ان يمنع حكم اعدام لاسيرة المفروض الافراج عنها بحسب اتفاق ستوكهولم  ،وأصبحت تناشد المبعوث الضغط على الحوثة لفك الحصار عن الاغذية في صوامع الغذاء بمطاحن البحر الأحمر وهي من جانبها قد فتحت الممرات الآمنة استجابة لطلب المبعوث وكل هذا لتشوف عقله إلى أين ..وهو لا يبدي ارتياح لذلك بل يحملها جزء من المسؤولية وهي تشوف عقله إلى فين وهو مستمر في تنازلاته للحوثة وتبرير مواقفهم ،بل في عهده اصبح  يعترف بالسيد عبد الملك الذي لا توجد له صفة في الدولة فيقابله ويثق به وينسب وينقل في احاطته تعهداته ،أي وكأنه هو الحاكم الوحيد لكثير من مناطق المحافظات الشمالية ،ونفسه المبعوث من تعامل مع المجلس الانتقالي وأتاح له أن يجرب نفسه كحاكم في مناطق الجنوب وبرعاية المبعوث الأممي ، وبعض دول الخليج ولا يستبعد كذلك من قبل الشرعية على اعتباره أنه يصب في نقل السلطة للحوثة وللزبيدي ومجلسه الانتقالي..!
تعالوا لنشوف الشرعية وهي تشوف عقل الزبيدي ومجلسه إلى أين..؟.. كان الزبيدي مع الشرعية وعين محافظا لعدن اتخذ قرارات من بينها رفع قيمة الدبة  من البترول  بمبلغ سبعمائة وخمسين ريال لصالح محافظة عدن وهو مخالف للقانون ،لكن الشرعية كانت تشوف عقله إلى أين..؟؛  شكل بها الوحدات العسكرية واشترى بها بعض الولاءات وضغط على الرئيس هادي بتعيين الموالين له كقادة آمنين وعسكريين ومحافظين وبدعم مباشر من دولة الامارات العربية المتحدة لدرجة تشكيل أحزمة أمنية ونخب عسكرية  بجميع محافظات الجنوب وتحت لافتات الشرعية برفع علم انفصالي ليس له علاقة بعلم الجمهورية اليمنية.. والشرعية في كل ذلك تشوف عقولهم إلى أين..؟؛  تماهت الشرعية معهم  وهم يرحلون ابناء مناطق الشمال في دينات وتماهت مع اهاناتهم المتكررة في النقاط الأمنية  للمواطنين من الشمال وبشكل عنصري ومناطقي وكأنهم عصابة  شوفينية داخل الدولة ،وهي تشوف عقولهم إلى أين..؟؛ وعند ما حان الوقت تمشكّل الزبيدي مع الرئيس فأقاله  فقامت الدنيا ولم تقعد فاحتل مبنى المحافظة وشكل مجلسه الانتقالي وجمعيته الوطنية وهياكله التنظيمية في كل المحافظات ومعظم قاداته كانوا محافظين للمحافظات الجنوبية واستمر ولائهم للزبيدي وليس للرئيس والرئيس والشرعية يشوفون عقولهم إلى أين..؟ و يستمر مسلسل المجلس الانتقالي في عرض حلقاته المثيرة والشرعية تشوف عقله إلى أين..؟؛  فيقومون بمنع الرئيس من الهبوط في مطار عدن، ثم يعيقون الحكومة ويحاصرونها داخل المعاشيق ويهدد نها ويطالبوا هادي بتغيرها او انهم سيرحلونها بالقوة  إلى أن وصلوا الى الخروج المسلح في يناير من العام الماضي ،حيث وصلوا إلى بوابة المعاشيق ولولا تدخل السعودية لدخلوا قصر المعاشيق ،يملكون قوة عسكرية وعتاد وهاهم يهددون بمنع البرلمان من الانعقاد ويتباهون بان الدول العظمى باتت تعترف بهم كممثلين للجنوب وقاب قوسين او ادنى على إعلان  فك الارتباط وصار معهم مؤسسات ثابتة وقنوات فضائية والمطارات تستقبل طائراتهم الخاصة والشرعية لا تزال تمارس الحكمة ذاتها التي مارستها مع الحوثة والمبعوثين ولم تستنفذ بعد صبرها ولا زالت تشوف عقولهم إلى أين.. اللهم عليك  بحسن الختام للشرعية واليمنين جميعهم ،ونسألك يا ربنا أن لا تجعل الشرعية باسم اتعقل والعقلنة أن تفرط  بالدولة اليمنية ووحدتها والآمال العريضة التي ينشدها معظم اليمنين ،وأن لا تكون سببا للتفتيت ونرجو كذلك أن لا يكون الجلوس بجوار نتنياهو من اجل التطبيع ، ولا من أجل ان يشوفوا عقله إلى أين..؟!؛ آمين يا رب ..اللهم آمين..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي