جريفث المتهم الأول بانتهاك الإنسانية والزمن في اليمن ..!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٩ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٤٣ مساءً


الميت أبقى من الحي ..
جريفيث ولجنة الموتى بعمّان يقلبون المقولة الشهيرة" الحي أبقى من الميت" رأساً على عقب ،فيتماهى وفد الشرعية مع وفدآ  الحوثة ويحقق لهم مرادهم بمسألة الجثامين بالتزامن مع احتفالاتهم بيوم الشهيد والذي يعتبرونه يوماً مقدساً وحقا على الأحياء ،أخذ حق الشهداء أولاً كونهمآ  أكرم الناس ويتقدمون على ما عداهم فكان لهم ذلك ..فالحياة والحي عند جريفيث وكل المتفاوضين ليس في قاموسهم، الموت وحده هو ديدنهم.. وما يقال هو من سبيل الضحك على الذقون واللعب بعواطف اسر المعتقلين والمخفيين قسرا والناس أجمعينآ  ..!؛ ولا شك أن في نبش القبور ونقل الموتى من الالحاد انتهاك حرمةٍ أوجب الله تعالى حفظها و صيانتها و الدفاع عنها .. جريفيث ولجنة نبش القبور بعمّان اتفقوا وقرروا وتوافقواآ  على هذا النبش المخرم بالإسلام ، فعدم النبش هو الأصل ،و لا يُعدَل عن هذا الأصل إلا في حالات.. وهي على نوعين : النوع الأول : نبش القبر لغاية محددة لا يجوز التوسع فيها عن مقدار الضرورة ، و يجب إعادة دفن رفاة الميت في نفس الموضع الذي نُبِشَ فور بلوغ الغاية المبرِّرَة لنبشه، فهل اتفق المجتمعون على هذه القاعدة للتأكد من المقتول ثم اعادة دفنه بموضعه..؟؛ ..أشك في ذلك ..! ؛ ثانياً : إذا كان مع المدفون مالٌ مقوّم غير يسير فينبش قبره ، و يستخرج المال الذي معه ، ثمّ يسوى عليه القبر ثانية . فما هو المال الذي دفن مع الجثامين ..؟؛إلا اذا كان للنبش دافعآ  مالي سيقبضونه ..!؛
جريفيث منتهك لمشاعر الجميع..
فجريفيث ينتهك الأحياء وأسر الأموات والإنسان اليمني خاصة وكل الإنسانية على وجه العموم ..؛ فمعيب وجرم ما بعده جرمآ  أن يُرفع شعار الإنسانية واستغلال الكوارث الإنسانيةآ  وينتهك من قبل رافعيه..!؛آ  فهو أكبر جريمة من الكارثة نفسها..!؛ فمنذ أكثر من شهرين و كثير هم من تتفاءلواآ  بجريفيث وما حققه من اختراق في السويد منآ  تفاهمات ،وظنوا أنها قد تفضي لرفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني المظلوم ،لكن على ارض الواقع رأوا غير ذلك فأزداد احباطهم وانعدمت ثقتهم به وبغيره ،فلم يجدوا اي انجاز سوى تعذيبهم واللعب بمشاعرهم،آ  بل أن بعضهم من شدة الافراط في التفاؤل ذهب دماغه أو قلبه للانفجار ..ولقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك من أن المسألة برمتها ليس لها علاقة بالإنسان اليمني ولا بالكوارث التي حلّت عليه، بل لقد تضاعفت أضعافاً مضاعفة عمّا كانت عليه قبل اتفاق ستوكهولم..!
جريفيث أكبر منتهكي الزمن ..
لو اعدنا الذاكرة على مجمل هذه الانتهاكات لوجدنا أن الزمن منتهك بشكل غير مسبوق من السيد جريفيث ..!؛ فلقد قال أن تنفيذ اتفاق السويد بإعادة الانتشار في الحديدة والموانئ سيأخذ شهرا واحدا فقط ،ثم عدل عن ذلك ومدده الى ستة اشهر ..ليس شهر أخر أو شهرين بل ستة اشهر، ثم قال أن اتفاق السويد وتفاهماته هو من أجل بناء الثقة ، ونتيجة لعدم احترام المواعيد ،فلا ثقة تولدّت ولا يحزنون ،بل صار الكل يشك بالكل بما في ذلك مبعوثي الأمم المتحدة ،وصار الخوف على الأرواح يجعلهم يفرون الى البحر ويتم استئجار سفينةبملايين الدولارات لذلك فكيف سيعيدون الانتشار والانفراج على البر إذاً..!؛ الله يعلم!
آ لقد قال جريفيث أن اعادة الانتشار سيسمح بتدفق الاعانات وستصل لكل اليمنين بعد تنفيذه وخلال شهر من تاريخه كي لا يصل اليمنينآ  الى الموت المحقق من الكارثة الانسانية السائدة باليمن، فلم يحدث الانتشار ولم يسمح للسفن من قبل الحوثين، فأجل مارتن الافصاح عن المعرقل، وتم قصف المخازن ومنع موظفي برنامج الاغذية من الوصول اليها، فأجل السيد غريفيث الافصاح عن المتسبب ،وقال أن كلا الوفدين في ستوكهولم قد اتفقوا على تبادل الأسرى وفقاً لمبدأ "الكل مقابل الكل" فتجزأ الملف وقد يحتاج الى شهور إضافية بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى ، فأجل الافصاح عن المتسبب.. وقال سيفتح ممرات الوصول من والى تعز ليختصر زمن المسافرين فأجل هذا الملف ,وقال سيُسهم اتفاق السويد بحرية الحركة والانتقال للأموال والتجارة والأفراد فتعقد الوضع حتى أن متنفس اليمنين في مناطق سيطرة الحوثة للسفر والاتصال بالعالم الخارجي عبر عدن صار أصعب وأعقد مما يدور في فَلَكِ جريفيث ..فهو لا يرى ذلك ، أو انه لا يريد أن يراه .. , ولتستنتجو كم من جرائم وانتهاكات تمارس على اليمنين من قبل المبعوث الدولي ،أو تمارس وهو يراها ويغمض عينيهآ  ولا يحرك ساكنا فهو أكبر منتهك إذاً للإنسانية وللمواعيد ولضرب الجداول المزمنة التي يفرضها..!؛ فالسفر والانتقال بين المدن والعالم في اليمن عسير يتغير فيها وجوه المسافرين وتبُهت ملامحهم كما وصفها احد المجربينآ  والذي سافر 17 ساعة من عدن إلى صنعاء .. وكما قال : رحلة يعاني فيها الشايب من مرضه ؛ ويتقيأ الأطفال ..وتتنهد النساء .. الطرق مقطوعة من قطاعها و البدائل طرقا شاقة جدا ؛ لا يوجد فيها اثر لا للدولة هنا ولا للدولة هناك ..!
الله ينتقم من جريفيث والأمم المتحدة قبل المسؤولين عن ذلك من اليمنين ومن الجهتين ..كفى انتهاكاً للأموات.. كفى انتهاكاً لأسر القتلى ..كفى انتهاكاً للمواثيق والمواعيد وللزمن.. فالتمديد والتوسيع في الزمن هو بالضرورة على حساب بقاء اليمنين على قيد الحياة ..كفى استهتاراً برفع شعار الانسانية وعلى الواقع تتم الجرائم باسمها ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي