إتفاقات استوكهولم في مهب الريح

عبدالناصر العوذلي
الخميس ، ٢٤ يناير ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٤٣ صباحاً


باتريك كامبرت يقدم إستقالته من منصبه بعد أن عجز في إقناع الحوثيين بتطبيق اتفاقات استوكهولم .

الحوثيون إستطاعوا تكبيل الهولندي باتريك، ولم يتعاطوا معه، بل لقد وصل الأمر بهم، أن قاموا بقصف مقر إقامته في الحديدة، والتعرض لموكبه، ربما أن باتريك كان صارما في تطبيق تفاهمات السويد، بينما شراذم الكهنوت كانت تريد تمرير مسرحية التسليم والإستلام، التي نفذها الإنقلابيين في ميناء الحديدة .

الحوثيون يريدون التنصل من جميع ماتم الإتفاق عليه،آ  لكن ما موقف المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيت،آ  وهل سيصرح ويشير بأصابع الإتهام الى الحوثيين كمعطلين لعملية التسوية في الحديدة.

ولماذاآ  كل هذا التدليلآ  للإنقلابيين ومحاولة غض الطرف الأممية عن كل خروقاتهمآ  وتلكؤهم ، وهل سيكون خلف باتريك الدنماركيآ  اليسياغرد، حازما مع المليشيا،آ  أم غير ذلك، هذاآ  ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.آ 

لكن في الجانب الآخرآ  ماذا أعدت الشرعية للإحتمالات؟
آ وهل مازال خيار الحسم العسكري قيد التنفيذ؟آ  أم أن التواني قد خيم على الأحداث، فانكفأت الشرعية فاغرة فاها تترقب ما سيفصح عنه المبعوث الأممي .

نجح الحوثيين في فرض أجندتهم على الهولندي باتريك واستطاعوا إزاحته من المشهد العسكري، لأنه لم يتعاطى مع أهوائهم،آ  ولكن مامصير الدنماركي اليسياغرد،آ  مع الحوثيين،آ  آ وهل سيلقى نفس المصير ، فيما إذا أصر أن يمضي على منوال سلفه.

آ و هل ستظل الأمم المتحدة تحابي هذه المليشيا الإرهابية،التي اتضحت دمويتها وخروقاتها لكل المواثيقآ  الأممية والإنسانية، بعد أن وصل الأمر بهم إلى إعتقال النساء وإخفائهن قسرا وممارسة أبشع وسائل الإجرام في حقهن .

في إعتقادي أن هذه الجماعة لم ولن تنصاع لأي حل يرأب صدع المجتمع اليمني، فلقدآ  انقلبت هذه الجماعة على الديمقراطيةآ  وقوضتآ  دعائمها وعلى المجتمع الدولي أن يكون حازما في محاربة كل من يخرج عن إطار الديمقراطية،آ  والحوثيين وعصاباتهم خرجوا عن البرتوكول الدوليآ  الداعم للديمقراطيات الناشئة ويجب محاربتهمآ  لأنهم لاينطلقون من منطلقات القانون الدولي والذي يحارب كلآ  أشكال الإرهاب والتمييز العنصري .

في إعتقادي أن مارتن بدرالدينآ  آ حوثيآ  معتق سيجدآ  مخارج وتسويقات لجماعته، لكن هل التحالف والشرعية يستطيعون فرضآ  أمر واقعآ  ينهي كل هذا العبث الحوثي؟ ؟

عبدالناصر بن حماد العوذليآ 
24 ينايرآ  2019

الحجر الصحفي في زمن الحوثي