المطلوب توجيه أفرادكم وسلاحكم نحو الداخل..!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢١ يناير ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٢٩ مساءً


لو استحضرنا بعض الحب الذي كنا نُكنه لحزب الله وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله عندما كان يوجه سلاحه وامكاناته نحو الداخل الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الدخيل وذلك النصر الذي أحرزه في 2006آ  على الكيان الغاصب ، وتلك الانتصارات التي كنا نراها ونتفاعل معها بكل احاسيسنا العروبية والقومية ، قد جعلنا ذلك الانتصار الذي لم تحققه جيوش العرب في زمننا الحديث ،قد جعلنا ذلك الفعل وكأننا بتنا سفراء لحزب الله ومدافعين عنه ،لدرجة الاحتفاظ بصور السيد حسن في بيوتنا وسياراتنا وفي كل مكان .. وعندما تحوّلآ  مواقف حزب الله في العراق وفي سوريا واخيرا وصوله إلى اليمن وتدخله في شئون داخلية ما كان ينبغي ان يتورط فيها ويترك قضيته الذي انشئ من أجلها .. تضاءل ذلك الحب وذلك الاهتمام بحزب الله وقياداته عند معظم الشعب العربي كما أدعي ..ولبواقي تلك الذكريات الجميلة التي نستحضرهاآ  فإنني اعتقد انها تؤهلنا أن نناشد حزب الله وقائده السيد حسن نصر الله أن يعود إلى المكانة التي بدئها وانشئ حزب الله على أساسها كمقاوم للاحتلال وفقط لتحرير لبنان وما أحوجه اليوم لأن يكتفي بتحرير مزارع شبعة اللبنانية قبل الانتصار للمنقلبين في اليمن ،_فاسمح لي يا سيد حسن أنك كنت مخطئا عندما قلت : اتمنى ان أكون جنديا تحت امرة السيد عبد الملك ،فأنت بهذا التوجه قد قلبت فكرة المقاومة رأسا على عقب ..؛ وبدلاً من أن يقول السيد عبد الملك أنه هو الذي يتمنى أن يكون جنديا تحت امرة حسن نصر الله وهو ما يتوافق مع شعاره وصرخاته المعلنة وجدنا العكس للآسف _ مطلوب إذاً أن تعودآ  والعودة أحمد الى احترام تعهدات حزب اللهآ  منذ النشأة في أن لا يوجهآ  سلاحه ابداً نحو الداخل اللبناني أو نحو داخل حواضنه في الأمة العربية ،وليسمح لنا بسبب هذا الود الذي كنا نحمله وأوردناه أن ننصحه ونقول له أن تمددك نحو البلدان العربية كان خطأً استراتيجيا سيؤدي بالضرورة الى تشتيت قدراتكم وإلى تقزمآ  واختزال اهدافكم ،والى السماح بنشؤ انتهازين في صفوقكم، والى تألب العالم عليكم للحد من قدراتكم وتوسعكم، وبالتالي انحسار دوركم في تحقيق اهدافكم في محاربة الكيان الصهيوني إن كان موقفكم جاداً في ذلك..؛
وعليه.. ووفقا للمعطيات الماثلة أمامنا ،من تحركات المسؤولين الأمريكيين في المنطقة ومن تصرفات وردود افعال الكيان الصهيوني في تكرار الهجوم على سورية الشقيقة وضرب البنى التحتية لحزب الله أو ايران فيها كما يقولون،فكل من يفهم ألف باء السياسية سيستنتج على اقتراب نشوب حرب اقليمية تتزعمها امريكا ضد ايران وذراعيها حزب الله والحوثين..؛ ووفقا لذلك إن كان هناك بقية عقل عند قادة حزب الله والحوثين أن يفوتوا على ما يخطط ،وليعملوا على تحويل ما يراد من اضعاف الى قوة لصالح العرب ودوله ،وادخار موارده التي ستنفق بالمعركة ..أرى أن يعمل السيد نصر الله على تقريب الحوثين لصناعة السلام في اليمن وذلك بإنهاء انقلابهم وتسليم السلاح الذي استولوا عليه وان يتحولوا الى مكون سياسي بعد ذلك ويشاركوا في السلطة الانتقاليةآ  ،وكل إمكانياتهم العسكرية والجهادية عليها أن تذهب لتلتحم مع كوادر حزب الله لمقارعة العدو الصهيوني في الداخل الفلسطيني ،وعلى حزب الله في هذه الحالة أن يسحب خبرائه وقاداته من اليمن ،وان يعيد ترتيب تواجده في سورية وان يركز تجمعه وقوته في الاستعداد للدفاع عن لبنان حتى تحرير ما تبقى من أراضيه هنا سيتغير المشهد وستفوت المشاريع الجهنمية التي تغذي الصراع بين الشيعة والسنة بدلاً من توحيد الصفوف لدحر الكيان الصهيوني من ارض العرب والمسلمين وتحرير اقصانا من براثن هذا الاحتلال الجاثم والذي نراه يتمدد بحسب مخططه القديم الجديد ،ألا ترى معي يا سيد نصر الله ان الطائرات المسيرة بعددها وعدتها التي دمرت مؤخراًآ  بالعاصمة صنعاء من قبل التحالف بعد قصفها لمعسكر العناد .. أليس كان الأحرى بها ان تتوجه الى سفارة امريكا بالقدس العربية بدلا من ان تصل لتتفجر في معسكر العند أو في مأرب بيمنيين ..؟! هذه نصيحة اسديها للسيد حسن نصر الله ان كان لا يزال يتقبل النصائح وهي منسجمة مع موقفي الثابت وتأييدي لحزب الله عندما كان كلياً ضد الكيان الصهيوني والكيان الصهيوني فقط..؛ وهذا ما كنت مؤمن به وألاحظهآ  عندما كان حزب الله يتصدى للكيان ويحرر الارض في لبنان ويرعب الكيان في توازن الرعب والقوة ،أي عندما كان يخدم الأمة ولا يؤذيها .. !؛ أتمنى ان تصل الرسالة ويستفاد منها وبالفعل نرى اعادة النظر من هذا التمدد في الداخل العربي ؛بحيث وهو المطلوب أن يوجه الافراد والمعدات نحو الداخل الفلسطيني أي ضد الكيان الغاصب والمغتصب للأرض والانسان في فلسطين الحبيبة ، خصوصا و نحن مستأئون حيث نتابع نتنياهو يصول ويجول هذه الايام ويطبع الحياة السياسية هنا وهناك ويحل محل دول عربية واسلامية عديدة ..! اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي