الخلل الإنساني في المعالجات الدولية للحرب في اليمن

محمد قشمر
الاثنين ، ١٤ يناير ٢٠١٩ الساعة ١١:٤٠ صباحاً


السعي الدولي الحثيث لتحقيق أي تقدم أو نجاح في مساعيه لوقف الحرب في اليمن ولو بشكل جزئي أصبح يشكل واقعاً يجسد الإصرار في هتك عرض القانون الدولي الإنساني بوضوح. عندما نجد أن هناك دفع وبقوة لأن تكون موازين القوى غير متكافئة بحيث تحاول الجهات الداعمة للحل السياسي كما تقول بأن ترجح كفة قوة على أخرى من خلال الضغط على طرف لحساب طرفٍ آخر. تكمن في هذه الحالة الكثير من المشكلات خصوصاً لو كان الطرف صاحب الأفعال المجرمة بناء على المواثيق والقرارات الدولية هو الذي يحظى بذلك الدعم.
الظاهر ان التحرك الدولي في اليمن يسعى لأن يحقق نجاح دبلوماسي في حلحلة الملف المعقد من أجل تحقيق اقصى فائدة إنسانية للمجتمع اليمني على وجه العموم سواءً في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب أم الشرعية ، إلا أن الأغلب يدرك أن هناك سلوك مشين في التعامل مع القضية الانسانية وذلك من خلال رعاية وتنمية المنتهك الأكبر للحقوق الإنسانية في اليمن ، هي محاولة واضحة اثمرت عن مساواة الانقلاب بالشرعية ومساواة الجلاد بالضحية ، اثمرا وبشكلٍ جزئي في تدمير القرارات الدولية التي وضعت العقوبات الدولية على قادة الانقلاب لتعيدهم كأبطال سلام من طاولة المفاوضات والمشاورات التي عجزت عن خلق حالةٍ من السكون عند القاتل الذي يصر انه يطهر الأرض من البراءة .
الخلل واضح من خلال التعاطي مع الإجرام على أنه جزء من معادلةٍ سلميةٍ يجب أن تتم وفق رؤى المجتمع الدولي الذي لم يعد يفرق بين الخير والشر، بل أصبح يساهم في تربيع الشر كحاكم على رؤوس الضحايا من أجل الا يجرؤا على مقاضاة قاتليهم.
الحالة اليمنية كشفت وتكشف الكثير من الحقائق التي كانت متخفية خلف المواثيق الدولية الإنسانية، فبرغم كل التقارير التي تؤكد وجود مآساة دولية صنعها الحوثيين كانقلاب إلا أن المجتمع الدولي مازال يتودد لهم من أجل أن يكونوا جزءاً من النظام السياسي اليمني، والكارثة موافقة التيارات السياسية لهذه الكارثة ورفض الحوثيين لها كونهم لا يرون في أنفسهم إلا أصحاب الحق. التواجد الأممي في الحديدة يشكل خطر على اليمن وتأخير أو تأجيل الحسم العسكري أو الغائه ما هو إلا إعادة تدوير الانقلاب بطرقٍ شتى وتثبيتهم بأساليب دولية قد لا يدركها قادة الشرعية الذين هم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة. تتوالى المآسي الإنسانية في اليمن ويصر المجتمع الدولي على تأخير وتأجيل وإطالة أمد الحب لتتفاقم المآسي الإنسانية في اليمن ، كم كان مؤلماً وقاتلاً لنا جميعاً ونحن نرى قامة تربوية تعليمية ومدرس يبني العقول يرمي بنفسه داخل أحد المراكز التجارية هارباً من مأساته التي يستغلها المجتمع الدولي لتمرير أجنداته التي قلنا أنها لا تخدم اليمن ولا اليمنيين ، وتأكدوا أنه سيتم استثمار تلك الحادثة للضغط على الشرعية لتقديم المزيد من التنازلات لصالح الحوثيين، وفي العرض العسكري في قاعدة العند يصر الحوثيون أن يثبتوا أنهم الأقوى سياسياً وعسكرياً فيقتلون من كبار قادة الجيش اليمني الذي اصبح في نظر الكثير من أبناء اليمن عاجزاً عن إنقاذ ذاته من الهلاك ناهيك عن إنقاذ الوطن مما هو فيه .
ما زال المجتمع الدولي يصر على بناء الصراعات التي تساهم في صنع المزيد من المآسي لتحقيق منافع خاصة قد تكون اقتصادية أو سياسية ولكنها بلا شك تكون على حساب القيم الإنسانية التي بدأت بالإندثار بسبب السلوك المشين في حل الصراعات المختلفة داخل المنطقة العربية.
على الشرعية أن تنقذ نفسها لأن اللعنات ستتوالى عليها إن سلمت نفسها وشعبها للشيطان وهي تدرك أنها تغرق في وحل السياسية والمجتمع الدولي الذي يصر على وأد الإنسانية من خلال الاتفاقات السياسية المخزية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي