بصمة فخامة الرئيس القائد

علي هيثم الميسري
السبت ، ١٢ يناير ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٢٤ مساءً

فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لم يسعى لأن يكون كعفاش اليمن أو كقذافي ليبيا أو كمبارك مصر أو كأسد سوريا أو كغيرهم من الرؤساء ، بالمختصر المفيد لم يسعى ليُخَلَّد في السلطة ولم يعُد هناك متسع من الزمن ليتربع على كرسي السلطة حتى يُقال عنه أنه متشبث بالسلطة ، أو أنه فكر لمجرد التفكير أن يورِّثها لأبنائه كما فعل علي عفاش ، بل كان كل همه أن يضع له بصمة تتوارثها الأجيال القادمة قبل أن يغادر السلطة التي أرقت مضجعه وأثقلت كاهله ، فكان مشروع اليمن الإتحادي هو ضالته المنشودة .

آآ 

معظم الرؤساء لا سيما العرب حينما إستولوا على السلطة كان همهم الأوحد هو الخلود فيها ، فخططوا وتآمروا وسَخَّروا كل سلطاتهم لتحقيق هذا الهدف الغير مشروع ، فناولوا ظهورهم لشعوبهم ولم يأبهوا لكرامة وعزة شعوبهم ولم يحققوا الحد الأدنى لكرامتهم ولرفاهيتهم ورُقيِّهم .

فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي جاءته السلطة طواعية بل هرولت إليه وهو كارهاً ، وسعت إليه ولم يسعى لها وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني فتحقق فيه الحديث النبوي الشريف عن عبدالرحمن بن سمرة الذي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا عبدالرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وُكِّلتَ إليها وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعِنتَ عليها .

قد يقول قائل بأن معطيات الواقع تقول بأن فخامته لم يحقق شيء وأن الشعب اليمني يعيش أسوأ حالاته فكيف أُعين على الأمارة ( السلطة ) ؟ سأقول له بأن الشواهد كثيرة وأولها أن أنجاه الله من محاولات إغتيال كثيرة وحفظه بحفظه التام وحرسه بعينه التي لا تنام ، أما مسألة أنه لم يحقق شيء وأن الشعب يعيش أسوأ حالاته فأقول له المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار هو أعظم إنجاز للشعب اليمني ، والإنقلاب الغاشم لمليشيا الحوثي كان منعطف قد يكون لابد منه حتى تتطهر أرضنا من نجاسة هذه الفئة الضالة التي قد يعاقبنا الله بأفعالها قبل أن نصل لمرسانا الآمن بإذن الله تعالى . وهناك مسألة أخرى لابد أن أعرج عليها وهي : مفردات "يمن جديد" و "يمن إتحادي" و "أقاليم" لم تُذكر إلا منذُ توليه السلطة بعد إنتخابات توافقية وإستمر صدى هذه المفردات يتردد في صدر كل يمني يتوق للحرية والكرامة والعيش الكريم بعد أن عشنا زمن ماضٍ لم تنطقها ألستنا ولم تكتبها أقلامنا ، وكانت هناك بعض المكونات والأحزاب لم تصدُق مع فخامته خوفاً من تلك العصابة الإجرامية التابعة للمنظومة العفاشية ، وهناك أيضاً البعض منها لديها مشاريع خاصة بها والبعض الآخر آثر مصالحه ووجد أنه سيخسرها فيما إذا تحول اليمن إلى يمن إتحادي ، وقد إستشعر ربان سفينة اليمن الأدميرال عبدربه منصور هادي بهذا المخطط وتوقع بحدسه لكل هذه العراقيل وقال مقولته الشهيرة "أثبتوا .. لا تفزعكم قوى الشر" . وها نحن الآن على متن سفينة اليمن الحبيب بقيادة الربان المحترف الأدميرال عبدربه منصور هادي ، وعلينا جميعاً أن ندرك أن من حولنا الكثير من المخاطر الكثيرة التي قد تؤخر وصولنا إلى البر الآمن ، لذا علينا أولاً أن نثق بالله عز وجل وبرحمته وندعوه السلامة مادامت أرواحنا في أجسادنا ، وثانياً علينا أن نثق بصدق وبإمكانيات وقدرة وإحترافية هذا الرجل القائد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وثالثاً وأخيراً علينا أن نتآخى ونتكاتف ونرمي كل خلافاتنا التي تعرقل مشروعنا الحلم ونقف خلف فخامته أعواناً له وليس عليه لنوفر له الجو الحسن ، وبالتأكيد سنصل للمشروع الذي رسمه وخطط له فخامته وبه سيكون هو البصمة التي سنعيشها ما تبقى من حياتنا وسيتوارثها أجيال اليمن .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي