التعرُّف على الأخ الرئيس في أحدث مقابلاته..! (3)

د. علي العسلي
السبت ، ٠٥ يناير ٢٠١٩ الساعة ٠١:٤٠ مساءً


”الرئيس هادي” يكشف  عن معدنه الأصيل وصلابته القوية في وجه العاصفات ، ولأول مرة يتحدث عن قضايا جوهرية وبهذا العمق الذي سترونه أحبتي الكرام ، ففي اللقاء المطول الذي أجرته معه  صحيفة "الأهرام العربي" يوم الخميس( الثالث من يناير 2019) .. واسمحوا لي الآن .. أن أحاول المرور بعجالة على بعض الأسئلة والتعمق في بعضها  نظراً لأهميتها ..فعند السؤال على رؤية الرئيس لاتفاق الحديدة ..قال الأخ الرئيس .. "نعمل دوماً من أجل السلام، ونستنفد كل الفرص المتاحة نحو السلام الذى ننشده... " ؛  الرئيس هنا في هذا المجال أكد على أن من طبيعة الدول البحث عن السلام وعن كل ما يجنب المواطن في الدولة مزيداً من الأذى  والسعي للتخفيف عن معاناته ،وعلى الرغم من المعرفة المسبقة بمراوغات وعدم الوفاء بالعهود والاتفاقات من قبل الانقلابين ،إذ وصل بهم الأمر للتنصل على ما يزيد عن 74 اتفاقية وقعوا عليها منذ بداية الأزمة ،وعلى الرغم من كل ذلك فقد ذهبت الشرعية لمشاورات ستوكهولم لفضحهم وتعريتهم بشكل أكبر ،وثانيا فالشرعية لم تعد تعمل بمعزل عن العالم الذي يمدها بالشرعية الدولية ،فلابد من الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر دول التحالف والمبعوث الأممي والدول الراعية ودول مجلس الآمن على وجه خاص  .. ؛ وعند سؤال الأخ الرئيس << هل نجاح مفاوضات ستوكهولم يعنى أن الحل العسكري انتهى وأن الفترة المقبلة فترة الحلول السياسية ؟>>..اجاب الاخ الرئيس بدبلوماسية راقية جداً لكنه ابداً لم يفرط بالمرجعيات  الثلاث المعتمدة، والمتمثلة بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة، وفى مقدمتها القرار 2216،،ومن التأكيد على ان الشرعية دوما تحمل قضية وطن وقضية شعب ومشروع بناء الدولة  الاتحادية الجديدة المدعومة وطنيا واقليميا ودوليا ..هذه المرتكزات لا تفريط فيها في جولة مشاورات ستوكهولم أو أية مفاوضات  تمت أو ستتم في المستقبل ،أو في أي سلام ..لله درك وهذه الاجابات الواضحة والصريحة بنهكة دبلوماسية راقية..!؛ وعند سؤال الأخ الرئيس عن الأضرار التي الحقتها المليشيات الحوثية باليمن ، لم يغفل الأخ الرئيس ايران في إجابته وهو الذي يتحدث عن التدخل الإيراني قبل أن أفاق العالم وتحدث عنه ،حيث أجاب الأخ الرئيس  بالقول :"لا شك أن تداعيات الحرب الانقلابية للميليشيات الحوثية - الإيرانية، قد ألحقت أضراراً جسيمة باليمن وطناً ومجتمعاً..." ؛وعند سؤال الأخ الرئيس عن كيفية التعامل مع التحديات اعتقد اننا قد اشرنا إلى ذلك في مشاركة سابقة لا داعي لتكرارها ،إلا أن الرئيس اضاف تحد جديد ينبغي الاشارة إليه والمتعلق بإيران، حيث قال الأخ الرئيس : "... والوضع الإنساني في اليمن يتطلب حتماً ضغط المجتمع الدولي على إيران، ابتداء بوقف تدخلاتها في الشئون اليمنية، واحترام السيادة الوطنية، انتهاء بالتوقف عن تهريب الصواريخ للميليشيا، التي تستهدف بها الأشقاء في السعودية، في انتهاك سافر لقرار الحظر الدولي." .. وحول السؤال الأهم المثار هذه الأيام وهو :  هل نجاح مفاوضات ستوكهولم يعنى عودة الشرعية بالكامل لكل الأراضي اليمنية؟ .. اجاب الأخ الرئيس بكل ثقة .. أنه كانت الشرعية والجيش الوطني على وشك طرد المليشيات من عمق مدينة الحديدة ،لكن حصلت الشرعية على تعهدات بتسليم الحديدة والموانئ سلميا بدون قتال ،ففي هذه الحالة  فلماذا  لا تعطي الشرعية الفرصة لفعل ذلك ؟!؛ عبر آليات وضمانات الأمم المتحدة فوافقنا  يقول الأخ الرئيس من أجل  المحافظة على المدينة والميناء والحفاظ على المدنيين، والبنى التحتية للدولة حيث أن هذه  مسألة نضعها في الحسبان..؛ نعم ! ذهبت الشرعية للسويد وهي في وضع قوي وحاسم ولولا الضغط ووصول قوات الجيش لمشارف ميناء الحديدة لما حصل اللقاء بالسويد ..ثم يقول الأخ الرئيس في هذا الصدد " لقد حصلنا في اتفاق ستوكهولم على نصوص واضحة مبنية على القانون الدولي واليمنى، وهى في المحصلة تؤدى لعودة الحكومة الشرعية لبسط نفوذها على المدينة، نحن في مرحلة اختبار حقيقي للإرادة الدولية في تنفيذ قراراتها والتزاماتها بتسليم الحديدة، ولا شك أن المسألة اليوم متعلقة بمدى استجابة الانقلابين للسلام وتطبيقهم للاتفاقات، وإذا ما فشلت هذه الجهود، فإننا لن نتخلى عن أي شبر في اليمن قبل عودته لحضن الدولة.." وعند السؤال  لفخامة الرئيس إلى أي مدى يؤمن اتفاق ستوكهولم توصيل المساعدات الإنسانية لأبناء اليمن؟ ..فقد اثارت الامم المتحدة واذرعها الانسانية والاغاثية عن قرب وقوع الكارثة الانسانية في اليمن ومن اجل ايقاف تدهور الحالة الانسانية لابد من المشاورات في السويد لبناء الثقة وتوقيف القتال في الحديدة وضمان وصول وتدفق المساعدات الانسانية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ،وما هي إلا ايام حتى شب الخلاف بين منظمة (الفاو)  والحوثين واتهام المنظمة الدولية للحوثين بنهب الاغذية وبيعها في السوق السوداء وعدم تمكن المنظمة من توصيلها للمستحقين..؛  قابله اتهام وتوعد بالمقاضاة لمنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) واتهامها بانها تأتي بغذاء منتهي الصلاحية ..، ووصلت الوقاحة حد طلب تحويل المساعدات من عينية الى نقدية (كاش).. هذه الخلفية عن المسألة الانسانية والتي لم تحلها مشاورات  اتفاق ستوكهولم وقرار مجلس الأمن الأخير لحد اللحظة .. أما اجابة الاخ الرئيس على السؤال السابق فكانت : " للأسف عبثت الميليشيات الحوثية بالمساعدات القادمة للشعب اليمنى، عبر ميناء الحديدة ومسار المساعدات الإنسانية، من خلال مصادرتها وبيعها للفقراء وتسخير عائداتها لمجهودهم الحربى، وهذا ما يجب أن نضع حداً له، لضمان تدفق المساعدات لمستحقيها الحقيقيين، ووقف شحنات الأسلحة وقطع الصواريخ والألغام التي تزودهم بها إيران بأدواتها وأساليبها المختلفة لقتل الشعب اليمنى وتهديد الأشقاء في الجوار.." .. الآن فخامة الرئيس.. هل يمكن القول إن ما نتج عن مشاورات ستوكهولم والقرار الأممي 2451 يؤسس لحل نهائي للأوضاع في اليمن؟ أجاب الأخ الرئيس بشكل حاسم أن العملية السياسية والحل النهائي قد بدء عمليا منذ  بدأ المبادرة الخليجية، وان  مشروعنا الوطني المتمثل في اليمن الاتحادي الجديد، الذى كان ثمرة مخاض حوار وطني شامل، استوعب كل قضايا الوطن، وصاغ مخرجاته كل فئات المجتمع ونخبه المشاركة في الحوار الوطني، وخرجنا من خلاله بمسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد، الذي  أجل اثرائه والاستفتاء عليه بسبب الانقلاب واستباحة المدن وقتل وتشريد العزل الأبرياء من الأطفال والنساء، واستخدام  كل ترسانة السلاح المنهوب، بما في ذلك  سلاح الطيران  وتم قصف مقر الرئيس الشرعي في عدن، في سابقة خطيرة ودموية لعصابات، استخدمت كل ما تقدر عليه لتدمير البلاد.  ثم يقول الأخ الرئيس " وعلى الرغم من كل ذلك تعاملنا بمسئولية وإيجابية مع كل دعوات ومساعي السلام، انطلاقا من مسئولياتنا تجاه أبناء شعبنا اليمنى.."   وعن سؤال وجه لفخامة الأخ رئيس الجمهورية وهو << كيف تنظرون فخامة الرئيس للجهود الكبيرة التي بذلها التحالف العربي من أجل عودة الشرعية؟ >> ..وفي هذا الصدد لقد أجاب الأخ الرئيس: بالنسبة للتحالف العربي، فمنذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم، كان الموقف والصوت العربي واحدا، وبإجماع ليس له نظير في دعم اليمن وشرعيته الدستورية ضد الفعل الانقلابي الغاشم، وتأييد ومباركة جهود دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم، وهذا ما أكدته القمة العربية الـ 26 في شرم الشيخ، التي عقدت بعد يومين من انطلاق عاصفة الحزم ودعمها المطلق وتأييدها لها، وكذلك فإن التأييد مستمر لدعم اليمن وشرعيته الدستورية في مختلف التجمعات والمحافل العربية والإقليمية والدولية. كما أن جهود دول التحالف شاخصة وشاهدة للعيان، ولا يمكن لأحد إنكارها، وهى على الدوام محط تقدير وامتنان واحترام كل أبناء اليمن، التواقين للحرية والعدالة والانعتاق من براثن الطائفية، ومن يمولها ويواليها، وهذه المواقف الأخوية الصادقة تجسد روح الأخوة والأصالة والهدف الواحد والمصير المشترك، وستظل على الدوام محل فخر واعتزاز شعبنا اليمنى، وأجياله المتعاقبة تجاه أشقائنا.." وعن المملكة ومركز الملك سلمان يقول الأخ الرئيس أن  " للمملكة أياد بيضاء، ليس على اليمن فحسب، بل في مختلف البلدان والأقطار التي بحاجة للإغاثة والعون والمساعدة، أما فيما يتصل بجهود مركز الملك سلمان وإسهاماته الإغاثية في اليمن، فإنها تمثل حجر الزاوية في كل المساعدات الإنسانية التي تقدم لليمن، ولا تقارن مطلقاً مع أية مساعدات وعون، يقدم من جهات دولية ومنظمات مانحة، فمركز الملك سلمان قدم، ويقدم للشعب اليمنى الغذاء والدواء والإيواء ومعالجة الجرحى، وتسيير رحلات جوية لنقل الجرحى والمنقطعين إلى اليمن من دول شتى منذ بداية الحرب والأزمة، ولم يقتصر ذلك على المحافظات المحررة فحسب، بل شمل مناطق اليمن دون استثناء عبر المنظمات التي يقدم لها الدعم بصورة كبيرة هذا المركز، ..."  
 إن الجديد ربما لأول مرة  يتم الحديث عنه من قبل الأخ الرئيس حول سؤال عن عاصفة الحزم وقصة الخروج من صنعاء وعدن، وعن الساعات الصعبة لفخامته في إقامته الجبرية ، وكيف نجح  في الخروج إلى عدن ومنها للخارج؟.. يقول الاخ الرئيس .. " ... حتى عندما خرجت من الإقامة الجبرية، واتجهت لعدن قاموا بضرب القصر الجمهوري  بالطائرات. ووقتها كنت أتراسل مع الأمير الراحل سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية حينها، وجاء سفراء دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدن، وهناك أعلنت عن وصول ستة سفراء إلى عدن ليتضح الموقف الخليجي وقتها، لكن لم يكن يتوقع الانقلابين موقفاً واضحاً من قبل الأشقاء بهذه القوة والوضوح.. هذا الكلام  يؤكد أن الرئيس قد  تواصل مع الأشقاء في السعودية قبل انطلاق عاصفة الحزم ،وهذ هو الرد على من يقول أن الرئيس لم يعلم بعاصفة الحزم إلا بعد انطلاقها ..هنا الرئيس بكل شجاعة ومسؤولية يقول أنه هو من طلب التدخل السعودي ،حيث يقول : " نعم لقد طلبت التدخل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بعد أن وصل الحوثي لعدن، كنت قد وقعت حينها أمام أمرين، إما أن أطلب تدخلا أو أن أسلم اليمن لإيران، ولم يكن أمامي أي خيار آخر، ...  كما أنني رجل عسكري، وأفهم الأهداف الاستراتيجية والبعيدة لإيران، ولو تأخرت ثلاثة أيام كان الحوثي سيصل إلى المهرة وحضر موت، لأنه استولى على جميع الأسلحة والمعدات والجيش أصبح معهم وبأيديهم. ومثل قرار عاصفة الحزم أفضل قرار عربي في تاريخ أمتنا وهويتنا العربية، وكان قراراً شجاعاً اتخذه الملك سلمان، وهو قرار استراتيجي لا ينقذ اليمن فقط، بل يوحد المنطقة ككل في وجه التطاولات الإيرانية، فلو كان هناك أي تأخر في اليمن لكانت المنطقة ككل ستدفع الثمن..." وعن العلاقة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.. يقول  فخامته: علاقتنا الراهنة مع الإدارة الأمريكية الحالية في عهد دونالد ترامب ممتازة جداً لدعمها للشرعية وبالرفض لأن يكون للحوثي أي نفوذ ومطالب، وتصنيفه كجماعة إرهابية، والرفض كذلك لأي توسع لإيران في الشرق الأوسط، وتعاوننا وثيق في ملف مكافحة الإرهاب. نحن نثمن هذه المواقف الأمريكية الصلبة في مواجهة التدخلات الإيرانية التي تهدد استقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين.." واختتم الرئيس حديثه  عن ملف الأسرى والمعتقلين ،حيث قال " يأخذ على الدوام جل اهتمامنا، باعتباره ملفا إنسانيا يعانى من تبعاته وتداعياته أسر وأطفال، كلهم يمنيون، ولهذا تحدثنا وبصريح العبارة مع المبعوث الأممي السابق والحالي عن أهمية وضرورة إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين من الطرفين، وبدون تحفظ، الكل مقابل الكل، وقد وافق وفدنا خلال مشاورات السويد وقبلها على طي هذا الملف بصورة كاملة.. وهذا موقف فريد يحسب للرئيس  ..انتهى ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي