دويلة ساحل عمان

عبدالناصر العوذلي
الجمعة ، ٠٤ يناير ٢٠١٩ الساعة ١٠:٢١ مساءً


الإمارات بلدة صغيرة ليس لها  هوية تاريخية، ولا تحمل أي صفات تدل على جذور أو أصول  تعود لحقبة من الحقب،  غير أن الثابت أنها كانت صحراء تسمى بساحل عمان، وفيها بعض  الخييمات لما يسمى الآن أبو  ظبي أو دبي اوعجمان وبعض المخيمات الأخرى. .

 الإمارات  يقوم إقتصادها على الترويج السياحي والذي يشمل قطاعات متعددة وتديرها شركات محلية وأجنبية، مهمتها تسويق منتجاتها من المتعة الجسدية والروحية،وأنشأت لذلك الأبراج العملاقة، مثل برج خليفة وبعض القرى السياحية الأخرى .

 حرصت الإمارات  منذ قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990، على عدم تدشين ميناء عدن  كمنطقة سوق حرة  لأن ذلك يصيب موانئها بالشلل التام، ولذلك كانت حريصة على إبرام إتفاق بينها وبين الرئيس السابق علي صالح الذي أغدقت عليه بالأموال والمليارات في مقابل تجميد ميناء عدن، وكان لها ذلك.

إستطاعت الإمارات بأموالها شراء ما أرادت من النظام السابق، والذي وصل به الأمر إلى تأجير ميناء عدن لشركة موانئ دبي،  بأبخس الأثمان، والتي لم تراعي حقوق السيادة الوطنية، حيث أن هذه الشركة شلت حركت الميناء العتيد، وأوصلته إلى الموت السريري،لأنها تعلم أن إنتعاش ميناء عدن يعتبر  إطلاق رصاصة الرحمة على ميناء جبل علي .

 بعد إنتخاب  الرئيس عبدربه منصور هادي  رئيسا لليمن بعد ثورة 11 فبراير 2011 تغيرت المعادلة فالرئيس الجديد حرص على أن يكون عهده،  عهد بناء  وتشييد بعيدا عن الإرتهان للخارج الإقليمي أو الدولي، وعلى ضوء ذلك الغى عقد شركة  موانئ دبي وأعاد الميناء للسيادة الوطنية في محاولة منه لإعادة الروح والرونق والحضارة لعدن ومينائها، ذلك ما أغضب الدويلة الناشئة وبدأت تعد العدة للعودة إلى عدن، ونسجت لذلك  العديد من المؤامرات كي تتسنى لها العودة .

عادت الإمارات إلى اليمن من بوابة التحالف العربي، لدعم وإعادة الشرعية، دون أن تطلب منها القيادة اليمنية ذلك، غير أنها تسلقت  في ثنايا التحالف، وجاءت إلى اليمن من خلاله،  ولها برنامج غير الذي ظهر عنوانا للتحالف العربي، فهدف الإمارات  موانئ اليمن وطموحها أبعد من مسألة إعادة الشرعية.

وأعتقد أن هدفها  ميناء عدن وحضرموت،  وبعض الجزر الحيوية، مثل جزيرة ميون التي تتحكم في منفذ باب المندب  وجزيرة سقطرى الحيوية، لما تحويه من كنوز طبيعية، وثروات مهولة ولأنها أرض بكر أرادت الإمارات التغلغل فيها،خصوصا أن ثروة الإمارات بدأت نضبت ومشروع الصين وطريق الحرير  وميناء جوادير يكاد يعصف بها ويعيدها إلى قرى كما كانت سابقا .


 عمدت الإمارات  إلى إستغلال ضعف اليمن في مرحلة الحرب الصعبة،التي كانت هي إحدى الدول التي أضرمت سعيرها، كل ذلك من أجل  السيطرة على موانئ وجزر اليمن غير عابئة بروابط الإخاء ولا بأهداف التحالف الذي استغلته أيما إستغلال لتمرير أهدافها التي اتضح انها أكبر من حجمها، ولا تتماهى مع أهداف التحالف المعلنة. 

عدن وميون وحضرموت وسقطرى، قامت فيها دول يمنية منذ آلاف السنين وتصدت لحملات غزو عديدة وتحطمت على أسوارها رايات  البرتغاليين والأتراك والإنجليز، وعلى مر السنين كانت اليمن مقبرة الغزاة، فاليمن بلد عجزت عن ليه وتطويعه والسيطرة عليه أعتى دول العالم،فهل تعي دويلة البارات وشركات الترويج السياحي، انها كفأر يريد إلتهام أسد، وهذا لعمري قمة الخبال، فاليمن يمرض لكنه لايموت، 

أيها الأشقاء  نحن في مرحلة حرب واليمن يقدم خيرة أبنائه ليس دفاعا عن نفسه فحسب ولكن دفاعا عن الجزيرة والخليج، فالعدو المتربص لايريد اليمن، إلا نقطة إنطلاق  إلى دول الجوار،  فلا تستغلوا إنشغالنا بحرب عدو بتجهمنا جميعا وتفتوا في عضدنا أيها الأشقاء إن قوتنا هي قوة لكم، وهزيمة عدونا هي لاشك هزيمة لعدوكم فانصرونا ننصركم.


  إن اليمنيين ينظرون الى ماتقوم به دويلة الساحل العماني ويرون أنه  لاينم إلا عن خسة مقيتة  فتجنيس أبناء سقطرى لايعطي لكم الحق بالتملك فمن تم تجنيسه خذوه لكم وأفسحوا له مجالا في  إماراتكم .

أما موانئنا وجزرنا فدونها الرقاب والموت الزعاف  سقطرى  يمنية  تحطمت على أسوارها  رايات وسفن البرتغاليين والبريطانيين والإغريق فعودوا إلى رشدكم واعلموا أن اليمن مقبرة الغزاة 


عبدالناصر بن حماد العوذلي 
4 يناير  2019

الحجر الصحفي في زمن الحوثي