ريمبو ..تشرعن لمشرفي الحوثي ..وترقيهم..!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٤٩ مساءً


أولاً: _ جمعة مباركة عليكم أجمعين ونسأل ألله أن يبعث من يُفشل مخططات ومشاريع شرعنةآ  الحوثة والتي مررت في ريمبو بستوكهولمآ  ونتمنى أن تُصحح في اجتماع مجلس الآمن اليوم وفي قراره الجديد أن صدر..!
ثانياً:_ أظن أن وفد الشرعية وقع في فخ المغريات بالموافقة اللفظية طوال الاسبوع من وفد الانقلابين على حزمة الملفات التي كانت معروضة على جدول المشاورات في ريمبو _ ستوكهولم ، إلى أن اتت لحظة الحسم فانسحبوا من الملفات التي كانت تحمل مصالح الشعب اليمني وثبتوا فقط اتفاق الحديدة الذي يخدمهم ،والتي ربماآ  طبخت من قبل المبعوث الدولي وبالتنسيق مع وفد الحوثة مع كل آسف..!؛
ثالثاً:_ بغض النظر عن ملابسات والغام ومفخخات اتفاق الحديدة ،إلا أن أخطر ما فيه في تصوري يتمثل بالآتي:_
- أن الاتفاق جرى بينآ  طرفين لم يسميان وهذا فخ مقصود في اعتقادي..!؛
- بناء على هدف التشاور في السويد هو بناء جسور الثقة ،فكان يفترض أن يتم الاتفاق على هدنة انسانية في جميع الجبهات لكن لم يشر الاتفاق إلا على الحديدة ، وتحديدا مدينة الحديدة ومينائها وادخلت مينائي الصليف ورأس عيسى رغم ان الجيش الوطني لم يصل إليهما بعد ،وهذا قد يشير الى منع استبقي للجيش من تحريرهما مستقبلا ،وهذا فخ مقصود ايضاً..؛
- كذلك اشار الاتفاق الى اعادة انتشار مشترك للقوات وهذا معناه طرفين متكافئين نديين والقوات المراد اعادة انتشارها من الطرفينآ  لم يسميها ايضا، وهو في ظني أمر مقصود، بحيث عند التفسير يقال انها قد عرفت في النقطة السابقة عند ذكر الالتزام بعدمآ  استقدام أي تعزيزاتآ  عسكريةآ  وكأن العملية بين جيشين نظاميين ..!؛آ 
- في اعتقادي أن النقطة الخامسة وبالربط مع النقطة الثالثة عشر هما أخطر ما في الاتفاق ، حيث اشارت النقطة 13آ  الى المشرفين كنص كأنه محشور حشر، لكن النقطتان وبقية النقاط أشارت الى استحداث وظائف للمشرفين الانقلابين والتشريع لوجودهم مع كل آسف، بل وترقيتهم الى لجان مشتركة عاملة في الميدان وتحت أشراف ورئاسة الامم المتحدة وبمهام كما يتضح من باقي النقاطآ  الواردة في الاتفاق ،ومعترف بهم ويقدمون تقارير اسبوعية إلى مجلس الآمن عبر رئيس اللجنةآ  الذي يقدم تقريره الاسبوعي الى الأمين العام للأمم المتحدة، والذي بدوره يعرضه على اجتماعات مجلس الأمن ..!؛
- عند ذكر الامم المتحدة وادوارها ومهامها واشرافها استخدم مصطلح تلتزم جميع لأطراف..!؛ فمن يقصد بها ؟؛وما دخلها في اتفاقات لم توقع عليها؟؛ فلربما سيلزم مجلس الآمن الاطراف الاخرى باتفاق السويد وهم لم يشاركوا فيه ،ولذا وجب التنويه والتنبيه..!؛
في نظري تلك أهم ما في الاتفاق من مفخخات،آ  والتي بالنتيجة ستؤسس لمفاوضات قادمة بين المسميين وتستبعد المكونات الأخرى في تقرير مصير السلام والاستقرار واليمن عموما في المستقبل القريب ،وحصره فقط على الطرفين اللذين تحاورا في السويد وفد الحكومة الشرعية كما جاء في تعريف المبعوث الدولي ووفد انصار الله أي القيادة في صنعاء، كما اشار الى ذلك في سياق مؤتمراته وتدخلاته في السويد وفي اكثر من مرة، وهذا مخالف كليا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني بالتوافق والشراكة بين جميع المكونات..؛
ولذا .. نقول..: أن علىآ  الحكومةآ  الشرعية اليوم ومن خلال ممثلها في نيويورك ،ومن خلال اصدقائها ان يضغطوا باتجاه تفسير وتعريف اتفاقات وتفاهمات السويد، كي تكون واضحة وغير ملتبسة وأن يزيلوا التفخيخ في الالفاظ والجمل عند صدور قرار جديد من مجلس الآمن الدولي ، ان كان من ضرورة لإصداره، بحيث يتم تعريف الاتفاق بين الطرفين وفد الحكومة الشرعية وبين وفد الانقلابين ،أي بين حكومة شرعية ومنقلبين وان لا يسمحوا بتجزئة الحلول ولا بتمرير الاستحداثات والتعينات التي ابتدعها الحوثة مثل المشرفين وغيرها من الالقاب والتعينات ،بل يتم العمل بكل ما أمكن على انتزاع قرار من مجلس الأمن في فقرة من فقراتهآ  اليوم باعتبارها باطلة وهذاآ  ما سيجعل استغنائهم لخمسة وثلاثين الف موظف باطلاً.. وجمعة مباركة مرة اخرى..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي