طريقة وحيدة أراها معقولة لتسليم الأسلحة ..يا سيد غريفيث..!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٨ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٢٦ مساءً


لم يعد هناك متسعاً من الوقت للحوثين للعب على  الزمن للاستفادة منه لصالحهم  ،لقد تضيّقت الدائرة عليهم ،ولم تعد كذلك الثقة بالمبعوثين كما كانت عليه في السابق ليلعبوا كما يشاؤون .. وباتت الأوراق جميعها مكشوفة والفضائح ستتوالى إذ لم يبادر غريفيث بالضغط  على الحوثي المدلّلْ ،كي يتم اخراج  ماء وجهه من مشاورات السويد ليوفر السلام  والأمن للشعب اليمني والذي عُبِث به كثيراً جداً  ..!؛
ويمكن مساعدة السيد مارتن  غريفيث بمقترح  له وجميع المتفاوضين هناك  بالسويد وعلى النحو الآتي :
_ طالما الجميع في مرحلة بناء الثقة وهناك استحقاقات قد تم حسمها سابقاً؛ فما على الطرفين إلا  تنفيذها فوراً ومن  دون مماطلة أو تلكؤ..!؛
_ ولكي نكسر العناد والمقامرة والكبر عند المنقلبين،  فلدي المقترح الآتي بالنسبة لتسليم السلاح ،فطالما قد وافق الحوثة على التخلي عن إدارة ميناء الحديدة طواعية للأمم المتحدة وتنازلوا على الادعاءات الكبرى بالوطنية والسيادة وما شابه ذلك ،فمن باب أولى ولا ينتقص من العناوين المُدّعاة أن يسلموا سلاح الدولة الثقيل والمتوسط عبر الأمم المتحدة ذاتها كطرف ثالث تجمعه وتسلمه الى سلطات الدولة الشرعية بعد ذلك ..
_ أظنك تعلم يا سيد غريفيث تعلم اليقين أن المسألة في اليمن  ليست تسليم السلاح وانهاء الانقلاب بتاتاً فحسب، و انما المسألة كذلك وببساطة جدا هي الادعاء بالحق الإلهي في الحكم وهذا هو  بيت القصيد والباقي جميعه تفاصيل ،وعليه ينبغي في المشاورات الحالية التوصل لحسم هذه المسألة  فإن استطعت الانتزاع منهم بإسقاط هذا الادعاء ستحل جميع المشكلات ، فاجعلهم يقرون بالدولة وبالوصول للسلطة عبر الآلية الديمقراطية المعروفة للحكم في العالم ،فان اقروا بذلك فسوف يقرون باستعادة الدولة ،وبمخرجات الحوار الوطني الذي توافق عليه اليمانيون بما فيه هم ذاتهم ، فعليهم المصادقة على آليات مزمنة  لتنفيذه ،وان ينخرطوا في العملية السياسية كمكون مدني يرغب بالعمل السياسي مثله مثل غيره من المكونات ، وبالنسبة للسلاح كما اشرت عليهم البدء فورا بالموافقة على تجميع وتسليم السلاح الذي في حوزتهم و المنهوب من معسكرات الدولة إن أرادوا  الخروج من مأزقهم والابقاء على ماء وجههم  الى طرف ثالث، فلا مانع  ، طالما وقد وافقوا على تسليم ميناء الحيدة لطرف ثالث (الأمم المتحدة)  لإدارته فمن باب اولى أن يسلم سلاح الدولة المعلوم والمعروف إليها أو بمعيتها واشرافها ،وتكون هي  الضامنة لحماية كوادرهم وانصارهم غير المتورطين في جرائم ضد الانسانية ،تضمن الأمم المتحدة حمايتهم ضد من سيتغوّل عليهم ويقوم  باستضعافهم أو ظلمهم ،ولا اعتقد أن الحوثة سيرفضون  أن يسلموا السلاح إلى الامم المتحدة وهي التي لا تزال تدللهم على طول الخط ، ولا يزال شهر العسل بينمهما قائما ..؛ إلا اذا كان بهم مس من الجنون ..!؛ هذا هو الطريق الوحيد الممكن يا غريفيث لإحداث اختراق حقيقي في مشاورات السويد فاتبعه ان اردت المضي بمسألة السلام في اليمن ولا طريق ولا خيار غيره إلا مزيدا من الدماء والمعاناة..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي