مشاورات قوس قزح ..!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٢٤ صباحاً


قلدك الله يا غريفيث  والله الله على الشعب اليمني.. وصدقني شاور ضميرك قبل أن تيسر أية مشاورات بين  البين اليمني  ..!؛وبحسب المتعارف أن المشاورات عادة ما تكون ارجاع الحق الى نصابه ،و إعطاء الحقوق لأصحابها .فهل في مشاورة  قوس قزح سيتحقق ذلك؟؛ نتمنى من كل قلوبنا ..!؛
 ويقال شاور فلانًا في الأمر : استشاره (أي طلب رأيَه) ، والاسْتِشَارَةُ ؛الدعوة للمشاورة لاتخاذ موقف موحد.. فما الجديد في مشاورات قوس قزح  إذا في بريمبو شمالي استوكهولم ؟؛ إذا كان ما أعلن عنه هناك قد تم توقيعه من الاطراف سابقا قبيل انطلاق المشاورات..! ؛فمن يطلب الاستشارة؟؛ومن هو صاحب القرار ؟؛وما هو الشيء الذي يطلب توحيد الموقف المتشاور عليه ؟؛ وما هو الشيء الذي يسعى إليه السيد مارتن غريفيث وبالضرورة يخدم كل اليمنيين؟! ..اسئلة الايام القادمة ستجيب عليها..!!؛
نحن في اليوم الثاني من مشاورات قوس قزح ،وبما أننا قد عنون مقالنا بهذه الصيغة كون المكان الذي يجري فيه التشاور هو بحسب الاخبار منطقة اسمها قوس قزح في منتجع بريبو شمال استوكهولم  ..؛ فلا بأس إذاً من التطرق لتعريف قوس قزح علميا حتى يُستفاد من المعلومة ..فقوس قزح  يسمى كذلك قوس المطر أو قوس الألوان  وتعريفه هو ظاهرة  طبيعية فيزيائية ناتجة عن انكسار وتحلل ضوء الشمس أثناء هطول المطر أو بعده مباشرة ، يظهر هذا والشمس مشرقة، تكون الألوان في القوس من الداخل باتجاه الخارج على  الترتيب الآتي  :  البنفسجي ، النيلي ، الأزرق ، الأخضر ، الأصفر ، البرتقالي ، الأحمر يحتوي علي العديد من الألوان الطيفية وهي عبارة عن أشعة ذات اطوال موجية مختلفة، عندما تهطل الأمطار بغزارة في مكان ما ، يظهر في الأفق قوس بألوان الطيف، طرفاه على الأرض وقبته باتجاه السماء ، والكثرة الكاثرة من الناس تسميه (قوس قزح). ويقول بعض اهل العلم أن هذه التسمية تسمية خاطئة لأن قزح اسم من اسماء الشيطان لعنه الله. فإذا قلنا قوس قزح، فكأننا قلنا قوس الشيطان، والشيطان عندما يسمع هذه العبارة يتعاظم ويفتخر وينتشي ويتطاول. وقد أمرنا الإسلام دائما بأن نفعل خلاف ما يحبه الشيطان ويتطاول بسببه، ولذلك ينبغي على المسلم إذا رأى هذا القوس أن يقول : قوس الله، أو قوس المطر، أو قوس الرعد.. وبغض النظر عما ينبغي فلسنا بصدد التحدث فعلا عن ظهور قوس قزح بعد مطر وانما نحن هنا في مكان اسمه قوس قزح ، لكن ما  استوقفني من هذا التعريف وتعليق اهل العلم وجعلني  احاكيه بمقالي واسقاط بعضا مما جاء فيه على الحالة اليمنية ،فلربما قد تتفقون معي  مع بعض الاختلافات البسيطة، حيث نجد  قوس المطر هو ظاهرة طبيعية بينما أقزاحنا في اليمن ظاهرة مصطنعة ،أي مصنوعين صناعة  والناتجين عن انكسار ثورة فبراير بفعل خفوت الشمس او حجبها بالغمام الذي ادى الى هطول مطر غزير(رصاص ،قنص ،قصف ،تفجير ،الغام ..الخ) على اليمن اربع سنوات متتالية منها المسكوب ومنها صواريخ زلزال وبالستية اخرى إلى ما هنالك.. ويظهر قوس قزح بالوان طيفه حيث اختلطت الألوان وتداخلت المواقف والاتجاهات والمصالح فظهرت للعالم تلك الصورة الفسيفسائية الرائعة بالوان الطيف اليمني عندما اشرقت شمس ثورة فبراير .. لكن اعداء الحياة والانسانية اعداء الشعب اليمني سعوا لانكسارها ، فظهرت الألوان من الخارج نحو الداخل من ابتداء بلون لون الدم اليمني (اللون الأحمر ) الذي انسكب ولا يزال في يمننا الحبيب الى باقي الوان الطيف منها الأصفر والأخضر وحتى البنفسجي .. نعم يظهر في الأفق قوس طرفاه  على الارض اليوم في مكان التسمية هما المتفاوضين وقبته باتجاه السماء.. وهنا ينبغي على طرفاه الارضيين ان يرفعا اليمن عاليا باتجاه السماء وان يترفعوا عن كل صغيرة  تؤذي اليمن واليمنين ..  وهنا اركز على ما اكده الرئيس للوفد اليمني بضرورة تسليم خرائط الألغام _والتي كنا قد اشرنا إليها في تناول سابق_ باعتبار ذلك يتماشى مع ما يخططه ويريده السيد مارتن من سعيه لتخفيف العنف ،فلن يتخفف العنف الا بالتقليل من سكب الدماء واكثر ما يخيف اليمنين تلك الالغام المهولة المزروعة على امتداد اليمن ،ثم اضف فقرة اخرى وهو الاقرار المادي بحجم القطع العسكرية الثقيلة والمتوسطة التي في حوزة المنقلبين ،ثم بالاتفاق الفوري  على آلية للبدء بدفع الرواتب للموظفين بحسب كشوفات الخدمة المدنية ،ثم اقرار الطرفين وقبولهما بالتعايش وقبول الاخر وفقا للدستور والقانون مما يجعل الحوثة مكون سياسي لا ديني ويستوعب بعد ذلك بالعملية السياسية وفقا للمرجعيات الثلاث المعروفة ..هذا باعتقادي الحد الأدنى المطلوب من مباحثات قوس قزح..!؛
اختم فأقول لابد من انتقال من مرحلات المشاورات الى مرحلة التفاوض وعقد اتفاقات ولابد من رفع اليمن عاليا وتغليبه على كل مصلحة ضيقة ..!؛وأتمنى أن  يسود العلم، ويذهب الجهل، ويندحر الشيطان، نعوذ بالله تعالى من شره وكيده ومكره.. آمين اللهم آمين وجمعة مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي