غسِيل مقاتلين.. تحت يافطات انسانية ..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ١٢:٢٧ مساءً


إن غسيل المقاتلين يعتبر احد مكونات غسيل الأموال أو تبيض الأموال ،حيث ان التزوير والتهريب. والتحايل يندرج ضمن هكذا مصطلح ..بمعنى ان التعبيرين في الدلالة المفهومية يتطابق في المجمل لما يجري من تأمر على اليمن الأرض والإنسان..!؛
إن استعمال اصطلاح غسيل الأموال باغتباره أولاً غسل  الأموال غير المشروعة التي يتم تحصيلها من عمليات (السرقة ،تسهيل الدعارة ،الرشوة ، تهريب المخدرات ، تهريب البشر ، المتاجرة بالأطفال، التزوير، التحايل ،ونوادي القمار.. وكلها عمليات قذرة ذات روائح كريهة ) فالغسل إذاً  إزالة الروائح القذرة عن هذه الأموال حتى لا يتعرف على مصدرها .. كذلك فإن ما يحدث  في يمننا الحبيب هو ازالة جرائم تهريب المقاتلين كما يبدوا في المشهد الاخير تحت يافطات انسانية يشبه تماماً غسل الأموال  فيما يُعتمل فيه وتطلع روائح أشد قذارة من تلك التي تعتمل في الأموال ،بل لا يستبعد ان يرافق كل ذلك استعمال غسل الأموال ذاتها في هذه الحرب القذرة ؛لأن الذي يجري بالإضافة الى غسل الأموال الجزء الأكبر منه تهريب المقاتلين من وإلى اليمن لإنتاج الموت واستمرار القتل، والأخطر هو أن من  يقوم يغسل أو ازالة  تلك الروائح القذرة يعتقد بعض مسؤولي الأمم المتحدة، وهي التي عرّفت غسيل الاموال وحذرت منه واصدرت تشريعات عقابية ضد مرتكبيه. او ممارسيه ،فقد ورد أن الأسماء التي قيل أنهم جرحى الحوثة جزء كبير منهم اجانب (إيرانيين ولبنانين)  مقاتلين ضد الشعب اليمني، عملت لهم  جوازات يمنية مزورة  باعتبارهم حوثين ؛وكما ورد بالاخبار ان ذلك تم بعلم المبعوث الأممي ، فلو صحت هذه الاخبار فإن الجربمة ستكون مضاعفة بحق هذا الشعب المكلوم ،ولقد تم تداول هذه القصة بكثافة  من قبل المواقع الاجتماعية باعتبارها فضيحة العصر  ..!؛
ثم تطور (غسل الأموال) ليصبح مدلوله يعني استعمال وسائل مالية وحيل خادعة لإضفاء الشرعية والقانونية على هذه الأموال المكتسبة من مصادر قذرة غير مشروعة..!؛  مثله مثل الانقلاب  وتضليل اعلامه ونشطائه وخزعبلاته على العامة والعالم ،فهم باستمرار يبتكرون حيلا خادعة ومفبركة عن الوضع اليمني ،ثم يتم استعمال الامم المتحدة ومبعوثيها لتمرير ما يريدون من أجل المحاولة  لإضفاء الشرعية والقانونية على جرائمهم المستمرة بالقتل والحصار وعدم دفع الرواتب ومضايقة النشطاء وانهاء الصحافة وتجنيد الاطفال  وكلها اعمال قذرة . وهكذا أصبح (غسل الأموال) بمعنى (تبييض الأموال)  ..!؛
فتهريب الخبراء الإيرانيين واللبنانيين وغيرهم من المقاتلين الأجانب يعني الغسل ،أما التبيض فكونه يتم التهريب بمعية الامم المتحدة و بطائراتها ..؛أي تحت عباءتها..!؛ ففي غسيل الأموال يتم  كسب الأموال من مصادر غير مشروعة.. في الحالة اليمنية يتم  استيراد مقاتلين لمعاونة انقلاب غير شرعي.. في غسل الأموال أحياناً يتم خلط هذه الأموال الحرام بأموال أخرى حلال ، لإخفاء مصدرها الحرام والخروج من المساءلة القانونية.. في الحالة اليمنية يتم  خلط الحالة الانسانية الكارثية المتسبب فيها الانقلاب المُحرّم والمُجَرّم دوليا ،وبالتالي استثمارها  لصالحه في الضغط على الشرعية ومنعها من قبل الامم المتحدة من ممارسة انشطة مباحة شرعاً وقانوناً  في استعادة الدولة وتحرير المناطق من الانقلابين ،فيراد انتاج مبادرة جديدة تزيل المرجعيات وتخفي جرائم الحوثي الانسانية وتعفيه من المساءلة القانونية.. !؛
وأخيراً لندلل على ما ذهبنا إليه بتأكيدات من مصادر يمنية مسؤولة على  تحميل الأمم المتحدة كامل المسؤولية عن قيامها بإخراج العناصر الإرهابية الإيرانية واللبنانية، مشيرة إلى أن عملية تواطؤ ودعم من الأمم المتحدة للمليشيا قد حدثت بالفعل ، جعل الأخيرة تتمادى في قتل الشعب اليمني. ونوهت تلك المصادر من أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، قد تجاوز كافة القوانين والمواثيق الدولية، وتجاهل معاناة الشعب اليمني جراء انتهاكات المليشيا، ليحقق انتصار إعلامي من أنه عقد جولة مفاوضات جديدة. وأكدت المصادر ذاتها بالقول، إن بقاء غريفيث في صنعاء وتسهيله لعملية تهريب الخبراء، ومغادرته ضمن وفد المليشيا، يكشف تورط الأمم المتحدة في عملية غسل جرائم الحوثي  في اليمن والتي تعد واحدة من عملية غسل الأموال وتبيضه..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي