المبعوث الأممي والمكونات في محك حقيقي بخيارين لا ثالث لهما ..!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٢ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٢٤ مساءً


لا شك أن المبعوث الاممي السيد مارتن غريفيث  هو في محك حقيقي بعد اللغط الذي أثير مؤخرا بشأن تحركاته الأخيرة وتواطؤه مع الانقلابين بما يشبه التأييد لهم..!؛ حيث قالت مصادر سياسية أن غريفيث  قد عقد سلسلة من الاجتماعات في العاصمة الأردنية عمّان مع عدد من المكونات والأحزاب اليمنية طالبا منهم لعب دور فاعل في إنجاح مساعيه لإحلال السلام في اليمن، ومصادر حزبية تؤكد على أن غريفيث قد ادرك مؤخرا بان لا تفاوض ولا اتفاق من غير اشراك المكونات السياسية ،وهو بهذا يدشن اعادة البوصلة الى مسارها الصحيح بشأن المسألة اليمنية بالاعتماد على المكونات السياسية الفاعلة في اليمن ..!؛  انا شخصيا لا أزال على نفس التشاؤم من غريفيث ومن ورائه في المسألة اليمنية..!؛ لكني اعتبر ما حصل بعمان خطوة في الطريق الصحيح واطالبه بإبداء حسن النية من قبله وفريقه قبل ان يطلب هو ذلك من الفرقاء اليمنين ..؛ فالكل بصراحة على المحك في هذه اللحظة التاريخية ووجب انتاج حل شامل وفقا للمرجعيات المعروفة ووجب الزام الاطراف بتنفيذه ولو من باستخدام القوة وانهاء هذا الفصل السياسي الذي وصل البلد الى كوارث انسانية مدمرة ستظل تلاحق كل من كان له علاقة بإنتاج هذا الوضع السيء والى الابد  ..!؛وفقا للقاءات الاخيرة مع الاحزاب لابد من التفاؤل الحذر جدا بقرب التوصل لحل شامل للمشكلة اليمنية  ..؛ولذلك نرغب بالتأكيد على جملة مهمة من النقاط الاساسية الاتية..:
_ ان يكون التفاوض وفقا لخيارين لا ثالث لهما ..:_ الخيار الأول  أن يكون على اساس شرعية ومنقلبين متمردين ووفق المرجعيات الثلاث المتعارف عليها..!؛ وأما الخيار الثاني وانا ازكيه لأن الخيار الأول قد فشل في محطاته السابقة ،وهذا الخيار لابد أن يقوم على اشراك جميع المكونات السياسية الفاعلة في الجمهورية اليمنية واشراك الحوثة باعتبارهم مكون بعد ان يتعهدوا بالديمقراطية وان يسجلوا أنفسهم كحزب مدني لا ديني، وأن يوافقوا على تقديم كل من اشترك او ساهم بقتل اليمنين ونهب ممتلكاتهم لمحاكمة عادلة تحت اشراف اممي لها ..على هذا الاساس  فقط يمكن اعتبار الحوثة تجاوزا احد المكونات بشرط ان يحال للمحاكمة من يسمون بصقورهم المتسببون بسفك الدماء وبالدمار الذي حل باليمن والمشاركين في تدمير الاقتصاد وفي افلاس البنك المركزي من خلال نهبه المنظم ولابد من عودة كل المسروقات والمنهوبات ،مع ايداع المتسببين السجن والمجرمين المحاكمة واحترام ما يصدر بحق كل واحد منهم من احكام ..حيث حصل نهب وتم الاستيلاء على الممتلكات العامة الخاصة من بيوت او بنوك او محلات  صرافة او تجارة او اراضي إلى اخر ما هنالك.. هؤلاء لا ينبغي ولا يجب القبول بهم في بناء اليمن الجديد وهم من دمروه..! ؟ 
_ و قبل الذهاب. ينبغي أن تكون المعابر قد فتحت والحصار قد ازيل والمطارات قد فتحت والمخطوفين والاسرى قد اطلقوا والجرحى قد اوجدت الآليات الكفيلة لعلاجهم، وأن يكون قد تم التوصل بشكل نهائي إلى اتفاق حول الملف الاقتصادي وتحيد  البنك المركزي اليمني وإعادة صرف رواتب موظفي الدولة وفق جدول زمني محدد للشهور السابقة وآليات دفعها ودوام استمرار الرواتب و التعهد بعدم توقفها مجدداً...! ؛
_ ان تكون الجولة في السويد هي جولة بغرض  تفاوض نهائي ملزم محددا فيه اليات مزمنة  لجميع الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية كحزمة تتحرك جميعها في آن..!؛
انا شخصيا ما أزال حذر جدا واتمنى أن اكون غلطان ، لكني  أقول وانبه المبعوث إن لم يتم ما سبق قبيل اللقاء المزمع في جنيف فلا أسف على عدم الالتقاء اصلا لأنه لن يأتي بجديد ،وأنبه كذلك ان لا يلعب بتناقضات اليمنين وان يختار الزمان الذي لا بجلب الحساسيات وان يختار المكان القريب لموقع اليمن ..؛ و اقترح الاردن الشقيق لاستكمال جولات مكملة للاتفاق على التنفيذ لما يتفق عليه من ترتيبات، والذي ينبغي ان يعلن عنه بكل شفافية ووضوح ،وأن يتم الاستفتاء عليه ويكون ملزم  للجميع ..فالأمل الوحيد الذي يمكن أن  يفضي الى حل هو في التقاء اليمنين من اناس ليسوا تجار حروب ولا متورطين بدماء ولا بنهب او فساد وعلى الرئاسة الشرعية ومكونات الأحزاب ترشيح من يمتازوا بتلك الموصفات ..وفي الختام اتمنى ان يأتي من الجميع الخير لا الشر ..ودمتم ولا جاءكم شر..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي