شهادة أحب أن أسجلها عن الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي .. لماذا؟

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٠٤ صباحاً


الشهادة لله ثم للتاريخ لما أراه وقد أكون مخطئا ،فإن اخطأت فذلك ليس من باب التعمد أو التعصب مطلقاً ؛ وإنما أوكد أنه اذا ظهر لي ما يفوق على هذه الايجابيات التي سأسردها من سلبيات فلن أتردد عن الإدلاء بما يساوي تلك السلبيات وفقط ؛ وشهادتي بهذه اللحظة التاريخية مردّها حجم الحملة الظالمة المتسارعة والمستمرة على شخص رئيس الجمهورية بغرض تغييره او تغيبه عن المشهد ،فهناك محاولات مستمرة لإنتاج خلطة جديدة للحكم لا يكون فيها الرئيس هادي رئيساً،  وفي اعتقادي أن هذا خطأ و لن يأتي بأحسن وأفضل منه ؛ لأنه هو ..:
_ الرئيس الشرعي المنتخب بأكثرية يمانية تجاوزت 7.5 مليون ناخب يمني ، وهذا الرقم لم يبلغه  أي رئيس سبقه..!؛ وكذلك هذا الرئيس هو الذي كان زاهداً عن التسلط في السلطة، بدليل أن بقي  لعقدين من الزمن نائبا للرئيس صالح ، ولم يتأمر أو ينقلب، ولم ينشئ مراكز قوى تابعة له وتأتمر بأمره، ولهذا السبب فلقد أجمع  جميع الفرقاء على اختياره بعد أن اختاره وزكاه الرئيس السابق علي عبد الله صالح كرئيس توافقي لليمن لإدارة مرحلة انتقالية،  إي أن الرئيس هادي اختير كجزء من الحل بمعنى أنه لم يكن  جزء من أي مشكلة أو أزمة كانت قائمة، فالرئيس ليس كما اعتقد لديه عقد من أيدولوجيات معينة، وليس لديه خصومات سياسية، فأظنه على مسافة واحدة أو هكذا ينبغي من كل الاحزاب والمكونات السياسية ..؛ وفي اعتقادي كذلك أن الرئيس هادي قد وافق على تحمل المسؤولية لإنقاذ اليمن واليمنين وفقط ،ولم يفكر بالحكم أو توريثه خصوصا بعد ما وصل من عمر_ أمده الله بالصحة والعافية والعمر المديد _ ..!؛ _ وهو الذي  قَبِلَ أن يتولى في الوقت الذي كان التوتر والاحتقان في ذروته ،لكنه قبل كما قلنا كي يجنب اليمنين الانزلاق الى أتون صراعات وحروب أهلية  وتشظي انشطاري لليمن واليمنين، فغامر وقبل..؛ بينما كان الاخرون يتهربون من كل مسؤولية تعرض عليهم ،وكانوا يغلقون تلفوناتهم عندما كان الرئيس يريد استشارتهم بأي أمر خطير يهم مصير اليمن واليمنين..!؛ ولذلك فقد استطاع بصبره ان ينهي:  المتارس والخنادق ، يشرف على مؤتمر الحوار الوطني حتى تم انجاز وثيقة الحوار الوطني، وكان قد شرع في السهر والمتابعة على صياغة مسودة الدستور عبر اللجنة التي شكلها لهذا الغرض وكان على وشك عرضها على الشعب للاستفتاء عليها ،لولا أن انقلب على ذلك المنقلبون واختطفوا مدير مكتبه سفيرنا الحالي بواشنطن الزميل احمد عوض بن مبارك..!؛
_ الرئيس الذي قبل ان يتولى وهو يُدرك ويعي ان لا جيش ولا أمن معه ،لكنه كان واثقا بشعب اليمن وبدول الجوار الضامنة والتي وعدت فأوفت ،وما قصرت وهي تقف معه حتى  يومنا هذا و بكل الوسائل المتوفرة لديها ..!؛ ألم تعلموا؟؛ أنه على سبيل المثال كان  قد وجه بعض  وحدات الجيش بالتحرك صوب عمران  قبل سقوطها ،لإيقاف زحف الحوثين على عمران، لكن تلك الوحدات لم تنفذ توجيهاته هذا للاستشهاد فقط ..! ؛
_الرئيس الذي رفض الضغوط والإملاءات حتى بعد أن سيطر الانقلابين على العاصمة صنعاء، فلقد حاولوا ابتزازه والضغط عليه كي يقوم بتعين  150فرداً من تلك المليشيات وبالمخالفة للقوانين النافذة ولمخرجات الحوار الوطني ،لكنه رفض ، فتمت محاصرته  في منزله قرابة الشهر أو يزيد ،فلم يأبه بذلك ولم يرضخ ولم يستسلم ،بل قدم استقالته لمجلس النواب ،إلا ان مجلس النواب لم يقبل استقالته وعندما وجد أن اليمن في تلك اللحظة التاريخية بحاجته عدل عن الاستقالة واستمر يدير كل هذه المشاكل و التعقيدات والتشابكات  ولا يزال بحكمته وبصبره مستمر في ذلك بتوفيق من الله..!؛
_الرئيس الذي بدهائه تمكّن من الإفلات من قبضة الانقلابين الحوثين ،كي يتاح له احداث هذا الزلزال في اليمن وفي المنطقة من اظهر المشروع الفارسي الذي كان مخبأً تحت عباءات دينية ومذهبية ومظلومية ،واراد أن يدير الدولة اليمنية بعيدا عن التأثير الفارسي من عدن العاصمة المؤقتة ولا يزال يحاول رغم كل الضغوط المحلية والاقليمية والدولية وتضارب مصالحه واهداف الدول ، لكن سيكتب له النجاح بعون الله ،وسينتصر لليمن واليمنين، أي لصالح اليمن الارض والانسان..؛ شاء من شاء وابى من أبى..!؛
_ الرئيس الذي كان يُحاول بشكل جاد هيكلة الجيش وواجه في سبيل ذلك كل العقبات ،ولقد استطاع ازاحة من بعضا ممن سيطروا وتملكوا كبرى الوحدات العسكرية والقوات العسكرية من اقارب الرئيس السابق كقائد القوات الجوية مثلاً ،والبعض لم ينفذ طواعية ،مما اضطره لاستخدام وتوظيف مجلس الأمن في ذلك..! ؛ 
_ الرئيس الوحيد  الذي جاء بمندوبي أعضاء مجلس الأمن الدولي  الخمسة عشر إلى العاصمة صنعاء، ليعقدوا  جلسة لهم بالعاصمة صنعاء حول اليمن ،وهي سابقة لم تحدث في تاريخ الامم المتحدة ومجلس الآمن من قبل وربما لن تحدث في المستقبل ..!؛
_  الرئيس الذي أزال ما علق بالذهنية اليمنية من ثقافة أن الحاكم ينبغي أن يكون من شمال الشمال فقط ،على ان يكون باقي اليمنين رعية ويدفعون الضرائب لصالح اثراء الحاكمين والمتنفذين من هناك ،فقد أنهى الرئيس هادي وإلى الأبد حكم أي مركز مقدس كان من الشمال او الوسط او الجنوب ، ولقد حطّم هذا الرئيس تلك  الاسطورة  الزائفة التي كانت رائجة  لقرون من أن القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء هو أسود ولا يقبلون بالظلم والاستعباد ،وانهم خلقوا ليحكموا ويتحكموا  ، انتهت هذه الهالة الاعلامية التي كانت تصورهم كذلك  ، وثبت من خلال الواقع الذي نعيشه معاً ان  قبائل طوق صنعاء ،لم تستطع ان تحرر جثة  من سبحوا بحمده عقود والتي لا تزال محتجزة لحد الآن عند  من غدروا به وقتلوه من الحوثين المنقلبين ،هذه الجثة هي لشخص رئيس الجمهورية السابق الذي أغدق عليهم الاموال والجاه والسلطان ، والحق يقال !؛ لقد ظهرت بعض نساء هذا الطوق أرجل الرجال واشجع  الشجعان وتجاوزن بعض القاب المشايخ من الذكور ،والحقيقة كذلك تقال لولا  صمود الرئيس هادي وتصديه لمشروع الانقلاب  لما حصل هذا التعري الفاضح..! ؛
_ الرئيس الذي فكك منظومة ثقافة دولة القبيلة ؛ وقرّب الشعب اليمني  إلى إمكانية  تأسيس دولة مدنية حديثة اتحادية اليوم وليس غدا وبكل يسر ،أي اصبحنا أقرب بتمدين القبيلة وإرساء دولة النظام  والقانون إن نحن استمرينا بدعم الرئيس والوقوف معه، خصوصا وهو يتعرض لموجة كبيرة من الضغوطات وسيل جارف من الاكاذيب والاشاعات ، تنهال عليه من كل صوب ، وكأن مخرجي الفلم اليماني الحزين يريدون إخفاء البطل الحقيقي من المشهد ،ليقدموا بطلاً جديداً من ورق كي يحولون الفلم اليماني الحزين الى مسلسل مكسيكي طويل بالمعاناة وليس بالرومانسية مع كل آسف ،هناك هجمة شرسة ضد الرئيس بغرض اخفاءه أو القضاء عليه إن استطاعوا ، وليس أقلها  ما يروج من أكاذيب عن تدهور صحته ،بل ذهب بعضهم للترويج بأن الرئيس هو الآن في موت سريري إلى أخر ذلك من خزعبلات واشاعات، والتي لن يكتب لها النجاح بتظافر جميع الجهود مع رئيسنا العظيم ،كي يستكمل  ما بدأه من نقل للسلطة واصلاح مفاصلها ..!؛
_ الرئيس الذي استفاد حتى الآن من المتغيرات والمعطيات الاقليمية دون تفريط أو انتقاص من شأن اليمن واليمنيين...!؛ أي هو الرئيس الذي يُراد له أن يبيع ويقبض ، واذا به يعمل العكس ، فيشتري ليكسب كل اليمن بالنتيجة..!؛ نعم! الرئيس الذي لم يبيع أو يقوم بتأجير أي جزء من وطنه ولا يزال يقاوم ،ولن يوافق ولن يسمح بأن يبقى الشعب جائعا وثرواته تحت الارض ، وممنوع من اخراجها ..؛ لذلك يرغب البائعون والسماسرة باللحظة التي يتم  فيها ازاحة الرئيس ، كي يتسنى لهم البيع والقبض والارتزاق ..! ؛
_ الرئيس الذي لم يتورط ولا يرغب في أن يتسبب بإراقة دماء جديدة في أرض الجنوب ، فهو يتحمل غثائهم بصبر وحكمة..!؛ وهو الرئيس الذي لم ولن يفرط بأي مكسب  حصل عليه اليمانيون مثل الوحدة، بل انه يرغب ويريد  القيام  بترميم ومداوة ما لحق بالوحدة من خدوش واضرار بسبب الحكم السابق ولو بالتراجع قليلا الى نظام الفيدرالية الذي يسعى لتنفيذه حالياً، كي يعيد الثقة بين ابناء الشعب اليمني ويبرهن بأحقيته في التوزيع العادل للثروة والسلطة بين ابنائه جميعا..!؛
_ الرئيس الذي وعد الشباب ان يسلمهم الحكم ، وها هو يفي بوعده اليوم وإن كان بشكل متأخر، فها انتم  ترون برئاسة الوزراء ،رئيسا شابا طموحا نشطا نتمنى له ان يحقق كل النجاحات لما فيه مصلحة اليمن واليمنين والشباب على وجه الخصوص..! ؛ لكل ما سبق أردت أن اسجل ذلك في سفر وسجل الرئيس هادي كشهادة للتاريخ ،مع التأكيد بأن هذه الشهادة ليست صك على بياض ،ولا بإجازة ابداً  للفساد والفاسدين، ولا تأييدا للتعينات المخالفة ،وشهادتي هذه ايضاً لا تكلف الشعب مالا أو دماً أو منحاً للاستفراد والاحتكار والتوريث.. والله على ما أقول وكيل..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي