الحديدة وكوارث المجتمع الدولي

محمد قشمر
الثلاثاء ، ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً


أصبح التدخل الدولي الداعم للحوثيين بشكلٍ مباشر وغير مباشر يثير السخط عند اليمنين الذين أصبحوا متضررين من القرارات الدولية التي تتحدث عن الإنسانية وهي من تساهم في نسف كل الجهود الإنسانية في اليمن.
بدأت عجلت التحرر من الاستعباد والظلم الحوثي في اليمن على قدمٍ وساق وشهدت الجبهات تقدم واضح أبرزها جبهة الساحل الغربي، بل محافظة الحديدة على وجهٍ أخص. محافظة الحديدة التي عانى أبنائها الويلات والجوع والفقر من الكيان الحوثي الظالم. تأتي جهود الشرعية والتحالف لإعادة الحديدة إلى حضن الشرعية ومن أجل أن يتم الاستفادة الكاملة والقصوى من الميناء الذي يستخدمه الحوثيين لتغذية أجنداتهم الطائفية. ميناء الحديدة الذي يجب أن يخفف من وطأة العذاب على أبناء الحديدة على أقل تقدير. 
تصريحات القيادات الحوثية بأنهم على استعداد تام لنسف الميناء يبين بجلاء أنهم أداة تدمير. تلك التصريحات التي أطلقها المجرمين الحوثيين كانت موجهة للمجتمع الغربي وكما أظن بتوجيه من بعض الدول الغربية وذلك من أجل أن تطلق تلك الدول صرخاتها في وجه التقدم اليمني نحو تحقيق الانتصار من أجل استعادة مدينةٍ مهمةٍ إلى الشعب اليمني. 
وما يزعج أكثر هو أن المجتمع الدولي يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بعرقلته للحسم العسكري في اليمن ، وأن التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين الأوربيين بأن تحرير الحديدة سوف يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وسيمنع من دخول المساعدات الإنسانية وتدفقها فيه ضحكٌ على عقول الناس ، فهل يتغابى المجتمع الدولي في تصريحاته أم أنه لا يدرك أن ميناء الحديدة هو واحد من الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، ولنا موانئ أخرى أهم منه على بحر العرب ، لا يمكن أن تتركوا الجلاد يتمادى في القتل ويمعن في التعذيب ثم ترفضوا باسم الإنسانية أن يتم توقيفه وردعه عن ممارسة هواياته اللعينة بتجويع اليمنيين . 
الكوارث الإنسانية التي تحط على اليمن كثيرة وقائمة، والحديدة ومينائها في قبضة الانقلابين الحوثيين، فما هو الجديد؟ الجديد أن الحوثيين بتحرير الحديدة هم من سيتضررون وأن الميناء ليس أكثر من منفذٍ خطيرٍ يساهم فقط في إطالة أمد الحرب في اليمن. 
صرنا ندرك أكثر أن الكوارث الإنسانية التي نعاني منها في اليمن الغرب جزءٌ ممن يساهم في صناعتها ويجب عليه أن يتوقف عن محاربة الإنسانية باسم الإنسانية .
دعوا القوات الشرعية والتحالف ينجزوا مهمتهم في تحرير اليمن من العبث الإيراني الحوثي . دعوهم يحرروا الوطن من الموت البطيء الذي تعهد به الحوثي واعوانه واجعلوا للإنسانية معانٍ حقيقة لا شعارات الهدف منها ابتزاز بحت باسم الإنسانية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي