الفراغ الدبلوماسي اليمني

محمد قشمر
الاثنين ، ٠٨ اكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٣٠ مساءً


ما زال العبث والفوضى والتعامل الحاط بالكرامة هي المسيطرة على الوضع، وما زلنا نعول كثيراً على أدائنا الضعيف في إيصال رسائلنا القوية بطرق ضعيفة شتى لنقابل بالتهاون في التعامل الدولي تجاه قضايانا المصيرية . اعتداء الحوثيين على مسيرة نسائية سلمية ليست جديدة ، ولن تكون نهاية المطاف بالنسبة له ، والكارثة أن تجد منظمات دولية تقول بأن المرحلة تحتم عليه التعامل مع الأمر بحزم وبجدية من أجل ألا ينفرط العقد الفريد الذي يلتف حول عنقه من جماجم الأطفال والنساء.آ 
مازالت الدبلوماسية اليمنية تعيش في حالة فراغ روحي ووطني، تعبث بأحلام اليمنيين ولا تستطيع أن تنقل الصورة الحقيقية للوجع الذي يعيشه اليمني والقهر الذي يلازم حياتنا يومياً .
الأمل لابد منه ولكن الحقيقة لابد أن تكون حاضرة لنعالج من خلالها أخطائنا. هل تدرك الدبلوماسية اليمنية قوة الشارع الغربي في التأثير على سياسات بلدانها؟ وهل استطاع الدبلوماسي اليمني ان يسخر كل وقته وجهده لتقديم ما لديه من ادلةٍ وبراهين واضحة ساطعة عن الوضع اليمني للشارع الغربي من أجل أن يقف مع قضايانا التي تهنا عنها بسبب العبث السياسي الذي يقوده مجموعة من الجهلاء السياسيين او الدبلوماسيين؟ الثورات دائماً تحتاج الى حاضنة فكرية متداخلة بين جموع الشعب والقيادات التي تكون في مقدمتها وفي خلفها داعمةً وموجهةً لها من أجل التحرر الحقيقي من الضياع والانحلال والانحدار والجوع والمهانة .
آ كم كان جميلاً أن نرى مجموعة من الحرائر خرجن من أجل بطون وأرواح البشر القابعة في دائرة الموت البطيء، ولكن المؤلم أن تجد القوة العسكرية القادرة على كسر الحوثي تنتظر من المجتمع الدولي أن يساهم في تحريكها لتحرير اليمن من قبضة البطش الحوثي وهم يعلمون أن للمجتمع الدولي حسابات أخرى .آ 
الوطن يأن والصوت يرتفع ومازلنا نجهل كيف نوصل ذلك الصوت بطريقةٍ صحيحة الى الشعوب الحرة في دول الغرب لتؤازر شعب يأكل الجوع ويقتات الألم . الشعب اليمني صابر وقوي، ولكنه يحتاج الى من يساهم في دحر الكهنوت لا أن يفني نفسه من أجل أن يعود الحالمون بالسلطة ليتربعوا على عرش الحكم على دماء الأطفال .آ 
ناشدت كثيراً القيادة الشرعية أن تضع لها خطة عاجلة للتعامل مع الملفات الساخنة بدبلوماسية ارقى وأوسع وأشمل، وأن يتم استثمار السفارات اليمنية في إيصال تلك الملفات الى المجتمعات الحرة التي بدورها ستساهم في تحفيز دولها للوقوف الى جانب الشعب والشرعية .
إن الفارغ الدبلوماسي اليمني يساهم بطريقةٍ أو بأخرى بتضييع وتمييع القضايا اليمنية، ولا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه . لأن الموقف الدولي سيكون أكثر خشونة في مواجهة الشرعية والتحالف من أجل ابتزازٍ أكثر وصنع مآسي جديدة تستفيد منها المنظمات الدولية .آ 
الوطن يحتاج الى كل الجهود ، لان جهد الانتفاضة الشعبية في هذه المرحلة لن يكون حاسماً ، خصوصاً وأن الأحرار والحرائر في صنعاء يعلمون أن القوة الشرعية على أبواب صنعاء وهي قادرة على ان تكون خير مساند لثورةٍ وهبةٍ شعبيةٍ طاحنة ضد الحوثي الذي اصبح مجنوناً مهووساً بالقتل من أجل البقاء أكبر قدر ممكن في السلطة المسلوبة. لن تنتصر جموع الشعب وهي ترى أن قوةً عسكريةً ضخمةً واقفة تنتظر من العزل من النساء ان تحقق ثورة لتدخل القوة العسكرية صنعاء على إيقاع الطبول والزغاريد وليس على إيقاع المدافع .آ 
العملية مشتركة ولن تتم الا إذا تكاتفت الجهود، عندها سننتصر جميعاً.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي