إلى وزير التربية التعليم .. التعليم ضرورة قصوى، والضنك قاتل

محمد قشمر
السبت ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٩:١٥ مساءً



حمى الضنك ينتشر في مدن وقرى اليمن ليلتهم الصغار قبل الكبار . والكارثة أن نجد المنظمات الإنسانية المعنية تتراقص على أنغام الموت الذي يلاحق صغارنا لتبحث عن تمويل لأحلامها التي تتحقق على حساب اليمنيين. 
أطفالنا في اليمن يعانون الويلات، ويعانون من نقصٍ حادٍ في كل ما يمكن أن يكون سبباً في حياتهم بأمان. والتعليم أصبح يمثل الكسر الأخير في قاموس الشرف العربي، 
هل سيصحو المجتمع الدولي من غياهيب الخذلان الذي يمارسه ضد أطفالنا ، أم انها سياسية تفرضها الظروف لجني المكاسب وتحقيق الاحلام التي لا تنتمي للشعب اليمني. 
كيف يمكن أن يعود ألاف الأطفال والطلاب والطالبات اليمنيين غير القادرين على تعليم أولادهم في المدارس الخاصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة ممن هم نازحين من الموت والدمار والأمراض والأوبئة ، وهل يمكن أن يتخلى الأباء والأبناء عن حلم التعليم الذي به نبقى أحياء بشرف ، لماذا لم تدرك القيادة اليمنية حتى الان الكارثة التي حطت على رؤوس الطلاب والطالبات وذويهم الذين يموتون كمداً بسبب عجزهم عن تدريس أولادهم أو الحاقهم بالمدارس. 
إني أناشد وزير التربية والتعليم معالي الدكتور عبد الله لملس الرجل العالم البروفيسور أن يسعى جاهداً لإيجاد حلول لهذه المرحلة الحرجة، والتي ستكون وسام شرف عظيم يحوزه إن نجح في اتخاذ ما يمكن لأجل استمرار عملية التعليم للطلاب اليمنيين دون عودتهم الى دائرة الشقاء في اليمن المنهك، الحلول كثيرة منها انشاء موقع الكتروني متخصص بالتربية والتعليم يتم التسجيل والتدريس عبره لكل الطلاب الذين عجزوا عن التسجيل بسبب الفقر وبسبب ظروفهم الخاصة من أجل الا تضيع سنوات عمرهم هدراً دون تعليم . أؤكد لكم أن العودة لليمن مُهلكة للوطن وللأطفال ولذويهم وليست من الحلول التي يجب أن توضع على الطاولة، لان العودة ستمثل عبئ جديد على الدولة التي هي غير قادرة على توفير الحد الأدنى من أيٍ من الخدمات التي يحتاجها المواطن، وعودتهم أيضاً تشكل عبئ على المنظمات المحلية التي تكافح من أجل تقديم اليسير للموجودين داخل اليمن ، وأكبر المستفيدين من عوتهم هي المنظمات الدولية التي تقتات من دماء الشعوب وأحلامهم كما سيستفيد الانقلاب الحوثي الذي يبذل الجهد الكبير من أجل تجريف عقيدة أبناء اليمن وافكارهم وتحويلهم إلى عبيد عند إيران وقادتها الخبثاء. 
أصر على أنه يجب على الحكومة اليمنية أن تبحث عن حلول جادة لهذا الأمر ومن ضمن الحلول انشاء مدرسة للجالية اليمنية وانا من هنا اطلب رسمياً من الأخ السفير في المملكة العربية السعودية منحنا التصريح وانا سأسعى لإنشائها بالتعاون مع الكثير من الأخوة داخل المملكة وخارجها.
كما أرجو وأناشد القيادة السياسية اليمنية وعلى رأسها الوالد رئيس الجمهورية عبد به منصور هادي ونائبه ورئيس الحكومة أن يبذلوا كل جهدهم لدى الأشقاء بمد يد العون واستثناء الطلاب اليمنين لعودتهم إلى المدارس خصوصاً النازحين الذين يمثلون جزءً من القضايا الإنسانية الكبرى التي تقدم وتبذل المملكة وقيادتها الحكيمة الكثير من البذل والعطاء لها على أرض اليمن. لن يستكثر الاشقاء علينا مقاعد دراسية في مدارسهم التي تبني العقل والروح بصورة ٍ متزنة، ولكن نحتاج الى تواصل جاد معهم بهذا الخصوص بالذات، لأن التعليم زادٌ ضياعه سيقتل المجتمع والوطن اليمني وسيكون وصمة المٍ وعار على جبين كل مسؤول يمني أياً كان قصر في حق الطلاب وساهم في بقائهم خارج مقاعد الدراسة . التاريخ لا ينسى لأن الذاكرة ليست مثقوبة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي