المبعوث الاممي لليمن وانتصار الدولة الاتحادية

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً


الحديدة هي بوابة النصر اليمني الحديث. لا ريب. ولا شك.أن الحديدة هي سر الانتصار وهاهي تعود الى الشرعية بإرادة وقوة الشرعية وجيشها الوطني وفق مبدا ما أخذ بالقوة لا يستعاد بغيرها..!؛
 ..وهكذا ستعود العاصمة صنعاء وباقي المدن اليمنية التي لا تزال مغتصبة من قبل مليشيا الانقلاب ..كلها ستعود  الى ادارة الشرعية التي تدير عملية الانتقال. الى الدولة اليمنية  الجديد وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية..!
..وما جرى من تأخير في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب .. راجع في اعتقادي  لسببين هما..:_ هو تواطؤ الأمم المتحدة عبر مبعوثيها السابقين بالباطن والصريح من قبل المبعوث الأممي والذي ظهر مؤخرا بموقف المنحاز بشكل كامل لصف الانقلابين ؛ بدليل تبرير غياب الانقلابين عن موعد حدده هو ذاته الى جنيف، حيث لم يأتي وفدهم اليها فبدل من الاستنكار والادانة، لكنه للآسف مارس الضغط باستمرار على الحكومة الشرعية والتحالف ووقف عائقا حتى أخر لحظة على منع الشرعية  من تنفيذ تحرير واستعادة الحديدة وبالتالي الدولة اليمنية ، ومن عدم استعادتها بحسب القرارات الدولية بحجة انه متفق مع عبد الملك الحوثي للانسحاب سلميا من الحديدة ، وهو ما لم يتحقق. لغاية الأمس حيث يتواجد المبعوث الاممي السيد مارتن غريفيث  في صنعاء وقيل أنه قد قابل عبد الملك الحوثي  هناك دون الاعلان عن تحقيق نتائج ذات قيمة من ذلك اللقاء، ودون الاعلان عن  تحقيق اختراق ما..! ؛ وبدلا عن ذلك تم الاعلان عن  اتفاق مخالف للشرعية الدولية بين الامم المتحدة وقادة الانقلاب يفضي الى تسيير جسر جوي تسيره الأمم المتحدة من والى مطار صنعاء الدولي لتوفير المعونات والاغاثات واسعاف مقاتلي الانقلاب الى الخارج ..!؛
_ أما السبب الثاني  في نظري مرده هو تعامل الشرعية والتحالف الواعي والمسؤول المصحوب بصبر رجالات الدولة  الذين يمنحون الفرص تلو الفرص لمبعوثي الأمم المتحدة ؛ كي ينجحوا في اختراق  جانب الانقلابين واقناعهم بتنفيذ القرارات الدولية سياسيا وسلميا عبر اتفاق سياسي لا عسكري وتأجيل استخدام القوة العسكرية في كل مرة قوبلت كل المرونة السياسية بالاستفادة من الوقت لتهريب الاسلحة واستخدامها ضد الشعب اليمني ودول الجوار ..!؛
..وعلى ما يبدوا ان الشرعية والتحالف قد حسما أمرهما واتخذا قرار ساعة الصفر لانطلاق تحرير الحديدة ليلة امس باعتبارها بوابة النصر الكبير لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب.. خصوصا بعد ثبوت الفشل الذريع للسيد مارتن غريفيث في انجاز المشاورات في جنيف او بتسليم مدينة الحديدة سلمياً..؛ 
وعليه فانه من  المفروض ومن المتوقع ان تطالب الشرعية والتحالف بتغيير المبعوث الدولي الذي ثبت تورطه في الاعتراف بشرعية الانقلاب.. ؛ واتخذ كذلك انطلاق ساعه الصفر لتحرير الحديدة بعد أن  هرع المبعوث لصنعاء وبدل اقناعهم بتسليم الحديدة أبرم اتفاق مشين للأمم المتحدة ان تعترف الشرعية الدولية بشرعية الانقلاب؛ فما كان من الشرعية الا ان تبدأ الزحف لتحرير الحديدة. عسكرياً ..!؛
إن اتخاذ قرار الحسم في كافة الجبهات كقرار استراتيجي لا تكتيكي  هو القرار الصائب ....؛وما هي الا سويعات كما قلنا سابقا ويتحقق انتصار مشروع كل اليمنين في ايجاد الدولة المدنية الاتحادية بأقاليم بدل التمزيق والتشظي، او الانتصار لمشروع متخلف مذهبي سلالي مقيت.. ثقتي المطلقة بانتصار وتحقيق الدولة المدنية الاتحادية وهاهي تباشير النصر تأتي من بوابة النصر عروسة البحر الأحمر ومن مسقط رأس قائد مشروع التخلف والعودة باليمنين للوراء لعهود التخلف الامامي البغيض..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي