منحة الملك سلمان لكهرباء اليمن

محمد قشمر
الاربعاء ، ١٥ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً


كانت المنحة التي قدمها جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله من أجل تشغيل الكهرباء في اليمن خصوصاً في المناطق الساحلية بمثابة الغيث الذي يحط على الأرض القاحلة المشتاقة لقطرات الماء لتعيد اليها الحياة.
إن المنحة والتي قيمتها 60 مليون دولار شهرياً لشراء مشتقات نفطية ومخصصة فقط للكهرباء وإنعاشها رحمة ورأفة باليمنيين الذين يعانون ويلات الحرب في اليمن ويتحملون مآسيها، تأتي لتحط برداً وسلاماً على أولئك الذي أحرق الصيف أجسادهم وتحولت حياتهم بسببه الى جحيم لا يطاق. يجب أن ننظر الى تلك المنحة بعين المقدر الذي يعلم ماذا تعنيه الكهرباء في هذا الزمن. ويجب أن نعلم أن المنحة المالية يمكن أن تساهم في خلق كثيرٍ من فرص الحياة لليمنيين في مناطق كثيرة. فبالرغم من أن المبلغ مخصص لشراء المشتقات النفطية ألا انه بمجرد توفر عملة صعبة وبهكذا مبلغ سيساهم في تخفيف تدهور الريال الذي وصل الى مراحل مؤلمة للوطن ولأبناء الوطن. اغلب القطاعات الحياتية أصبحت تعيش على الكهرباء والكهرباء في اليمن أصبحت جزء من ماضي نشتاق اليه كثيرا. ونحن نعلم أيضاً أن هذا يعني وبلا أدنى شك ان هناك إيرادات ستعود من فواتير الكهرباء التي لن تصرف مجانا ً للمواطنين وهذا الإيراد يجب ان يصب في مصلحة الخزينة العامة وان يتم توجيه المبالغ التي كانت تصرف للمشتقات النفطية للكهرباء الى قطاعات أخرى اهمها القطاع الصحي .
الكل يعلم أن هناك الكثير من المستشفيات تقدم خدماتها بشكلٍ متواضع وأكثر ما يعيق عملها هو عدم توفر الكهرباء وهي من أهم القطاعات، خصوصاً مراكز الغسيل الكلوي الذي يموت بعدم توفر الكهرباء ويقتل معه أولئك المرضى الذي يموتون بصمت وهم ينتظرون بزوغ الكهرباء في المستشفيات لعلها تكون سبباً في بقائهم على قارعة الحياة ولو بتلك الحالة.
إن المنحة المالية لها أثارها المهمة والكبيرة، وأتساءل هل تدرك حكومتنا الشرعية لأهمية مثل هذه المنح والهبات التي تقدم لإنقاذ المواطن اليمني وانتشاله من قعر الوجع لترتقي به في عالم الأمن والأمان النسبي . هل سيستطيع الجانب اليمني من اخوتنا المسؤولين التعامل مع هذه المنح بقدرٍ كبيرٍ من المسؤولية والوطنية التي ستساهم الى حد ٍ كبير في كسر حاجز الموت الذي يقف على رؤوس اليمنيين بسبب تلك الميليشيات التي نهبت كل مقدرات اليمن واليمنين ليعيش بها شرذمةٌ منهم فقط على حساب دماء وارواح ملايين اليمنين ؟آ 
أتمنى أن يتم التعامل مع المنحة المالية للكهرباء برفعةٍ وإخلاص ومهنية وشفافية من أجل تحقيق اكبر قدر ممكن من الفائدة التي يرجوها المواطن المغلوب على أمره .
الحر يأكل أجساد الأطفال، والمرض والمرضى يأنون وها هي المنحة هدية الله الى الشعب اليمني أتمنى أن تحظى بقلوبٍ مسؤولةٍ تعرف انها تحملت أمانة ستحاسب عليها في الدنيا والآخرة حساباً عسيرا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي