المساعدات الدولية في اليمن وصناعة الألم

محمد قشمر
السبت ، ٣٠ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٨:١٧ مساءً


تأتي المساعدات الإنسانية التي تصل الى اليمن لتحاول أن تخفف شيئاً من المعاناة التي يعيشها المجتمع اليمني بكل فئاته . 


الكل يعلم أن اليمن يمر بأسوأ مرحلةٍ من مراحله في الوقت الحاضر، وأن الأزمات الإنسانية المتتالية التي تعقب إحداها الأخرى تنهال علينا تباعاً لتضيف الى المجتمع اليمني تاريخ لا يرغب في قراءته ، المساعدات الإنسانية التي تأتي من كثير من الدول المانحة وعلى راسها طبعاً المملكة العربية السعودية ممثلةً بمركز الملك سلمان للإغاثة والتي تحملت الشرف الأكبر في إغاثة اليمنيين و ارسال المساعدات المختلفة اليهم سواءً غذائية أو طبية أو غيرها. 
أنا أعلم والكل يعلم أنه مهما قُدمت من مساعدات في هذه الفترة لا يمكن أن تكون حلا ً لتلك الكارثة، ولا يمكن أن تفي بمتطلبات المرحلة واحتياجات البشر التي تتزايد يوماً بعد يوم، المساعدات تصل الى اليمن ولكن الحوثيين كانوا دائماً لها بالمرصاد فكانت الكثير منها تضيع عندما تقع في أيدي الحوثيين كما ان عدم قدرة المنظمات الدولية المنفذة على توزيع المساعدات تلك بالشكل الأمثل يزيد من المأساة والمعاناة ، 
الكارثة التي أزعجتني وآلمتني كثيراً هو ما يقوم به بعض الشركاء اليمنيين من القابعين في المناطق الخاضعة للشرعية من المنظمات والمؤسسات المحلية التي نجحت في توقيع اتفاقيات مع المانحين وعلى رأسهم مركز الملك سلمان ولكنهم لم يستطيعوا أن يكونوا عند حسن ظننا جميعاً في الإدارة السوية والرشيدة لتلك المساعدات التي تصل اليهم، فيتم التعامل معها على أنها أملاك خاصة ، فكانت عمليات التوزيع تخضع لأهوائهم وتفتقر الى الكثير من التنظيم والترتيب وتجذب الكثير من المهاترات بين شركاء العمل الواحد لكسب أغراض ومصالح شخصية ضيقة جداً سواء للأحزاب أو للأشخاص وهو ما يرسم صورة سيئة جداً عن مستوانا الأخلاقي كيمنيين نفرح بأكل والاستيلاء على المساعدات الخاصة بأخوتنا وأبنائنا وأمهاتنا من الفقراء والمعوزين في زمن الحاجة الشديدة .
اصبح الموضوع يمثل كارثةً إنسانية وأخلاقية تضاف الى الكوارث التي يتحملها الشعب اليمني وإحدى الرسائل السلبية التي أرسلها المتطفلين على العمل الانساني والإغاثي الى الأصدقاء والأشقاء المانحين للمساعدات الإنسانية .
في اليمن مجتمعات تتضور جوعاً رغم كثرة المساعدات التي يجب أن تخفف ولو شيئاً يسراً من ألام وأوجاع الناس وجوعهم ، واصبح الاستثمار المخيف للماسي الإنسانية محل نظر عند أصحاب الفكر والإنسانية الحقيقة التي تعاني وترصد الكثير من كل تلك السلوكيات السيئة في هذا المجال.
مركز الملك سلمان قدم حتى الان مليارات من الدولارات كمساعدات إنسانية لليمن وهذا المفروض من شأنه أن يخفف وطأة الجوع والمرض، ولكنا لا زلنا نرى الوضع يزداد سوء، والسبب سوء في إدارة الموارد الإنسانية التي تصل الينا.
أيها القوم ارفقوا بأخوتكم وأبنائكم وامهاتكم وآبائكم فكيف نطالب بالعالم أن يرفق بهم و انتم جزء من المصيبة القائمة على رؤوسهم بسوء إدارتكم لكل تلك المساعدات التي لا يستفيد منها الا القليل من البشر.
يكفينا ما فينا من السوء والعورات التي ظهرت للعالم فجعلتنا سوء يخشاه الجميع ويزدريه الكل .
اناشدكم الله أن تعملوا كما يجب وألا تستخدموا تلك المساعدات لتحقيق أغراضكم الشخصية والحزبية فما في المواطن اليمني يكفيه ...إرحموا أنفسكم وأهلكم ووطنكم قبل أن تبحثوا عمن يرحمكم من الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي