الإنسانية و الأطماع الدولية

محمد قشمر
الأحد ، ٠٣ يونيو ٢٠١٨ الساعة ١١:٠٩ مساءً


تتفاقم المآسي الإنسانية بشكل مضطرد على مستوى العالم رغم أن المجتمع الدولي قد أقر الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي من شأنها الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين الذين هما الركيزة الأساسية لكل تلك الاتفاقيات، وهي جوهر منظمة الأمم المتحدة التي قامت على أنقاض منظمة عصبة الأمم التي انهارت بعد فشل القوى العظمى في إدارة ذاتها بعيداً عن الأطماع التي دمرت العالم .
ما زالت للأسف تلك الأطماع تتوسع وتنتشر وتزيد من تواجدها على حساب الشعوب البسيطة التي لا تحلم بأكثر من السكينة والاستقرار النسبي ، لأن الحصول على القوة والتمسك بها والإنفراد يساعد بشكلٍ كبيرٍ في الانفراد بتسيير العالم كما يريد الاقوياء بما يحقق لهم المصالح التي يرونها فقط بعيدا ً عن معاني الإنسانية السامية . 
العالم العربي الان جزء من هذه المعادلة المخيفة التي أدخلتنا في دائرة الصراعات الخبيثة والتي لا يمكن من خلالها تحقيق مصالح المجتمعات العربية أو تحقيق تطلعات الشعوب فيها ، بل هي صراعات من أجل التقزيم والصغير والتشتيت بشكلٍ أكبر مما هو قائم ايضاُ من أجل ان تبقى الدول الكبرى هي صاحبة اليد الطولى على الأرض وعلى الاقتصاد العالمي . 
كل ما يمكن تصوره من انتهاكات بحقوق الانسان نراها جهارا ً نهاراً تمارس وبكل قوة ، وكل المجرمين الذين يمارسون تلك الانتهاكات يحضون بالحماية الدولية التي يجب ان تكون هي الرقيب الأول على الحقوق والحريات التي تزعم أنها تدافع أنها .وهذه الحماية للأسف تتخذ اشكالاً مختلفة وتحمل المعاني الكثيرة .
ورغم أن حماية تلك الحقوق والحريات للأفراد والشعوب هي الضمانة الحقيقية لاستقرار الأمم والشعوب ، الا أن هناك من يسعى بشكلٍ دائمٍ الى إثارة النعرات والمشاكل المختلفة من أجل أن يبقى هذا العالم على صفيحةٍ من نار يتلظى بها البسطاء والأطفال والنساء، من أجل ان تعود تلك الدول التي هي اصلاً من ساهمت في اشعال تلك النار الى الحديث مرة ً أخرى عن حقوق الانسان المنتهكة .
التلاعب بالملفات الإنسانية من أجل تحقيق أغراض معينة او مقاصد استعمارية جديدة وبطرق مختلفة لا يمكن أن تكون سلاحاً يخدم طرفاً دون طرف ولكن النار التي تشعلها القوى الاستخباراتية لا بد أن تحرق اولئك الذين تلاعبوا بها في يومٍ من الأيام لأن الواقع يقول ذلك .
اليمن وسوريا والعراق جزء من الدول التي كان للاستخبارات الدولية دور قذر في اثارة الحروب فيها والسبب كما اعتقد معلوم للقاصي والداني وأكثر ما يستخدمه النظام العالمي فينا هو ضئالة تفكيرنا وعدم قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل وبين الأخ والصديق والعدو .
سنبقى في دوامة الصراعات حتى يفني بعضنا بعضاً ولن يستقر لنا حال الا إذا أدركنا أن حياتنا وحياة من نحب مرهونة بمدى احترامنا لذاتنا وللآخرين الذي يتفقون معنا أو يختلفون في الفكر والرؤى ، وأن الله لم يجعلنا أصحاب عقل واحد ٍ مشترك يفكر بطريقةٍ واحدة بل جعل لنا ارواحاً وافكاراً شتى يمكن بهذا التباين أن نبني العالم باسره والا نكون مجرد أداة ً بيد القوى الدولية تضرب بعضنا ببعض لتعيش على خيراتنا ونموت نحن على رمضاء الألم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي