كارثة حوثية من نوعٍ آخر

محمد قشمر
الأحد ، ١٣ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٣١ مساءً


أصبحت المآسي الإنسانية في اليمن شيء كارثي والسبب الرئيسي يعود الى الأطماع الشخصية التي قادت الانقلابين لتدمير كل شيء من أجل أن يحظوا بالسيادة على الاطلال . 
لم تكتمل لهم السيادة ولم يدم الوطن بخير ، تكسرت كثر من الآمال التي عقدها اليمنيون في كافة مجالاتهم الحياتية وهذا الكلام ليس تشائم بقدر ما هو توصيف للواقع .لا يمكن أن نتحدث عن الجرائم الحوثية التي انتهكوا فيها كل القيم والمبادئ والمعاهدات والمواثيق الدولية والإقليمية والمحلية ونستطيع أن نوفيها حقها من التفصيل ، لأن ما ارتكبوه فاق ما كان يتوقعه الجميع سواءً في الداخل أو الخارج ولهذا أصبحت الجماعة الحوثية هي الأبشع والأخطر في قلوب اليمنيين بالإجماع ، حتى أولئك التابعين البسطاء الحمقى الضعفاء الذين يمضون في طريقهم خلف الكارثة الحوثية أتوقع أن يثوروا على انفسهم في يوم ٍ من الأيام لأنه لا يمكن أن تكون بشرياً وتتبع جماعة كهنوتية لا تحترم فيك ولو مثقال ذرة من الاحترام الذي يجب أن تحظى به .


الكوارث الحوثية الإجرامية كثيرة وانا اليوم اتحدث عن كارثة حوثية من نوع آخر طالت وتطال شريحة فكرية وعلمية متمثلة بأصحاب العقول الاحرار الأعزاء من حملوا مشاعل التعليم والتنوير الفكري المتزن وقدموا خلاصة أرواحهم وأفكارهم من أجل خدمة المجتمع اليمني.
هناك الكثير من العلماء اليمنين الحاصلين على أعلى الشهادات من الجامعات العالمية المختلفة أصبحوا يتذوقوا مرارة اليأس والحرمان في ظل الحكم الإنقلابي الذي لا يقدر العلم ولا أصحاب العلم والقائمين عليه. 


البروفيسور فلان يموت في بيته من الجوع، هكذا وصلت الينا الأخبار، كما أن البروفيسور فلان أصبح يحمل الأحجار على ظهره كعامل بناء في إحدى الفلل التابعة للمشرف الحوثي زعطان الذي لا يجيد القراءة والكتابة بقدر إجادته للقتل، ليحصل البروفيسور من ذلك العمل على أجرةٍ هينةٍ ليدفع إيجار منزله الذي قد باع فيه كل شيء والحصول على أقل القليل من الطعام من أجل أن يسد به رمق اهله. 
تفاعل التربويين خاصة والمواطنين عامة وخصوصاً في محافظة تعز بقدر مشرف رغم الألم مع حالة التربوي الشريف الذي قاد واحدة من أهم وأفضل المدارس في تعز وفي الجمهورية اليمنية وأصبح مديراً عاماً وكيلاً لوزارة التربية والتعليم ذلك التربوي الذي لم يجد أدنى رعاية له بعد أن أصابه الوهن وكبر في السن وأنهكه المرض ليسجل صورةً أخرى من الألم والخوف بعد أن وصل الحال بهؤلاء الأشراف الى ما هم عليه.


الإحصائيات تؤكد أن إيرادات الحوثيين خلال تسعة أشعر فقط وصلت الى ستمائة وخمسين مليار وسبعمائة مليون ريال. تخيلوا أن هذا المبلغ المهول إيرادات لتسعة أشهر فقط والمجتمع اليمني يموت من الجوع تحت قبضة الحوثين الخبيثة. 
أصبح العلماء والتربويين والمفكرين جزء من الوقود التي يحرقهم الحوثي بفكره النتن، فكيف له أن يجعل لهم مكانة وهو يعلم أنهم يعرونه أمام نفسه وجهله ومجتمعه المحيط الذي عاد لعبادة الأصنام البشرية ويقتل نفسه من أجلها .


 أتساءل متى سينفجر الأحرار بتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من أجل أن يستردوا شيئاً من كرامتهم  التي نهبها الحوثي ومشرفيه الذين لا يعرفون معنا ً واضحاً للكرامة أو للإنسانية .
التعدي والاعتداء الصارخ على الهامات التربوية والتعليمية وحرمانهم من جزء يسير من حقوقهم التي يجب أن يحظوا بها هو نوع آخر من الكوارث الحوثية التي طالت كل شيء ولم تبقي جميلاً الا دنسته بقبحها ولا عزيزاً الا كسرت وجوده بعنجهيتها المفرغة من الشرف .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي