الانقلاب في اليمن أقنعة ووجوه

محمد قشمر
السبت ، ٠٣ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٧:٠٥ مساءً


بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي سجل سابقة ً في التاريخ العربي المعاصر انقلبت اليمن راساً على عقب وأصبحت في رأس قائمة الدول الأشد فقراً وعوزاً وجوعاً. استطاع الانقلاب الذي كان عبارةً عن تحالف حوثي مؤتمري وبقوات عسكرية يمنية تم بنائها بقوت الشعب وأمواله وبجماعاتٍ قبليةٍ وطائفيةٍ تقاتل من أجل اللاشيء أن يدمروا أحلام كل اليمنيين من أجل ان يبني المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح والحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي احلامهم التي لا تنتمي بأي صلةٍ للشعب والى مصالحه. كان لانهيار التحالف المؤتمري الحوثي ايضاً أثر في ظهور الوجه الأقبح للانقلاب الذي تجلي بوجه الفساد العريض في كل القيم عند كل التابعين الخونة لزعيمهم صالح والذين تحولوا فجأة الى أتباع مكسورين في قائمة أنصار الحوثي الذي أطبق على كل شيء.


تدخلت الدول الشقيقة في عاصفة الحزم لاستعادة قرار الشعب وشرعيته من أيدي الانقلابين وكان لهذا الانقلاب أوجه عدة أسفر عن تفاقم الصور المجسدة للأنا في شكل دولة تنهار أمام أعين الجميع.


 التحالف والمخلصين من أبناء اليمن سعوا بأرواحهم وبقواتهم الى كسر تلك القوة الهمجية ليتمخض عن نصرٍ أوليٍ في تحرير أغلب المناطق الجنوبية، وسالت دماء أبناء الجنوب اليمني من أجل تجسيد صورة التضحية والإيثار والتلاحم الوطني في وجه العتاد العسكري الحوثي وقوات الحرس الجمهوري الذي باع هويته للعبودية وتم تحقيق انتصاراتٍ مباركة، وتحررت عدن من الكهنوتيين والشمولية. لتعيش من جديدٍ في قبضة كهنوتيين من نوع آخر وشموليين لا يعترفون بالآخر. كان ذلك الوجه هو وجه عيدروس الزبيدي ومن سار على نهجه الإنقلابي المخيف.


بعدها بدأت عدن في الولوج الى عالمٍ أخر والى نفق ٍ جديد لم يكن احد يتوقع أن يسير بذلك الاتجاه، وتكونت ميليشيات جديدة أظهرت مؤخراً عدم ايمانها بالشرعية اليمنية أو اعترافها بها رغم أنها تعلم أنها لن تكون أكثر من دميةٍ في رقعةٍ شطرنجية يعبث بها الأخرون.


أسفر الاقتتال في عدن بين قوات الحماية الشرعية التي تمثل اليمن وتمثل القيادة اليمنية الى إظهار وجه جديد للتعاون الإنقلابي وسقوط بعض الأقنعة عن بعض الشخصيات التي كانت تتوارى خلف أقنعة الوطن ليتضح للجميع أنها عبارة عن وجهٍ آخر للانقلاب استطاع أن يجبر البسطاء على الصمت حول احتضانهم لقيادة الانقلاب الممثلة بطارق وإخوته وقادة الحرس الجمهوري الخائن الذي أصبح عبداً عند عبدٍ آخر لا يتعرف بالسيادة اليمنية، 


سقطت أقنعة كثيرة عن شخصيات كبيرة كانت تسبح في فلك الشرعية ثم تسعى لطعنها في الخلف لا لشيء ولكن من أجل تحصد المزيد من المنافع الشخصية.
ما زالت هناك الكثير من الشخصيات ترتدي تلك الأقنعة وما زالت تغرد حول هادي باحثة ً لذاتها عن مصالح تحاول من خلالها ايضاً التقرب الى الشيطان وطعن الشرعية والتحالف عموماً وهادي على جه الخصوص في الظهر . 


لن تنتهي مأساة اليمن الممثلة بالخونة الذين يبيعون دائماً ولا يعترفون بالوطن كحضنٍ وكعقيدةٍ يجب الإخلاص له كونه قارب نجاةٍ لكل اليمنيين. وستبقى الأقنعة تحجب عنا كل قبيح يعيش معنا ويأكل بيننا ويدس لنا السم ما استطاع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي