عين ٌ على الحرة

محمد قشمر
الخميس ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٠٤ مساءً

المدن تسجل تاريخها دائماً بمجموعة من الأحداث، قد تتعلق بالعلم أو الثقافة أو النظال السلمي أو النظال المسلح ضد الطغيان ، كما قد تدخل التاريخ كونها مدينة سلام او مدينة موت أو مدينة ظلم وقهر .

 

المدينة التي ليس لها تاريخ تندثر ولا تبقى في ذاكرة الأيام ،كأنها لم تكن موجودة على خارطة الزمن في يومٍ من الايام .

 

لكن عندما أتحدث عن مدينة بحجم تعز التاريخ والأرض والانسان فإن هذا الأمر يثير الشجون ففيها كل المقومات التي يتحدث عنها المؤرخين كمدينةٍ فرضت وجودها على سطور التاريخ ، كمدينةٍ عاشقةٍ للنور للحرية والعطاء .

 

كانت ومازالت مدينة تعز تلهم الأحرار بكل مشاربهم وتربيتهم الفكرية والسياسية على أن العطاء هو الطريق الوحيد للبقاء بشموخ وان البقاء بكرامة هو البقاء الجميل .

 

عانت كثيراً كغيرها من المدن اليمنية الا انها كانت تأبى الصمت فكانت دائماً تقود مشاعل الحرية لكل الوطن وكانت تستقبل كل أحرار اليمن ورجالاتها .

 

هذه الايام تعز تحتضن بين جوانبها مجموعة من كبار رجال الدولة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبد العزيز جباري الذي غاص في روح تعز وجمال تعز وبساطة وكرم وفكر اصحاب تعز .

 

الزيارة هذه والتي بدأ البعض رميها بالانتقادات التي تضر ولا تنفع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن تعز تحمل مقومات المدينة المدنية التي يمكن ان تكون مقراً آمناً للقيادة اليمنية رغم ما تمر به من حصار جائر .

 

هل بقاء نائب رئيس الوزراء والمرافقين له من الوزراء تأتي بقوة القرار الرئاسسي أم ان اولئك المسؤولين رأوا فيها نعم المستقر ونعم المدينة بجوها وامنها وطيبة اهلها .

 

تعز كجزء من المدن اليمنية تقول بأن توفر العناية لمدينة بحجم تعز يمكن أن تكون منغصاً للحاقدين على الجمهورية وعلى الحرية لأن استقرار تعز هو استقرار للمنطقة المحيطة بتعز وعلى رأسها محافظة عدن الجميلة والتي تعيش حالاتٍ من التمزق العسكري والخلافات الغبية المبنية على المصالح الشخصية المتناهية بالصغر والضيق .

 

تعز هي صمام أمان حقيقي لعدن كعاصمة مؤقتة ومنها قد تكون قوافل الخير والدعم اللوجستي والعسكري وبها لقربها من عدن قد يكون مقر قيادة آمن للشرعية خالصاً لا منافس له فيها أحد .

 

لهذا تجد أن الكثير من الخبثاء المدركين لحقيقة تعز يسعون لفرض صورة سوداوية مشوهة عن تعز لأجل أن تبقى تحت وصاية المتخلفين والمخربين لا لشيئ ولكن لتحقيق تلك المصالح الداعية الى التشظي والتشطر والتقسيم والتقزيم .

 

مشروع تعز المحررة هو مشروع حقيقي لإنهاك الانقلاب وتدمير رؤيته وخططه بالتهام اليمن او بيعها او وضعها رهينة ً لنظام الملالي التابع لإيران .

 

تعز من مدن الشمال هي الأكثر مقارعة لجيوش التخلف الانقلابي وهي التي استطاعت تقزيم آلتهم العسكرية ،وجعلت اسطورة القوات الغبية الحاقدة عبارة عن قوات مكسورة أمام جبروت الحق التعزي الخالص .ولهذا اليوم هناك من يرى أن الزيارة الرسمية لتعز ما هي الا تنفيذاً لأجندات معينة وانا اقول الزيارة لتعز تؤكد بأنها استطاعت وبنجاح مشرف أن تقنع الوزراء بأنها المكان الأمثل لبقائهم داخل الوطن . الكثير أكد أن البقاء في عدن اصبح يشكل خطراً أو لنقل يشكل عبء نفسي على أولئك الوزراء فكانت تعز هي المدينة الأكثر أماناً لهم ليستقروا فيها و التي لم يكن يتوقع أحداً منهم أنها ستكون بهذا القدر من المسؤولية والجمال .


الان نحن نتمنى أن يرقى المسؤولين المينيين بفكرهم وبقرارهم ايضاً وأن يقدموا كل ما يمكن تقديمه من أجل تحريرها التحرير الكامل لأنها الحزام الأمني  الحقيقي والمخلص لليمن وللوحدة اليمنية وهي أرض الميعاد للدولة اليمنية الاتحادية . 


ننتظر من القيادة ممثلة ً بفخامة المشير عبد ربه منصور هادي أن يتخذ القرار الحاسم بدعمها الدعم الكامل لاستكمال تحريرها وجعلها المنطلق الأكبر لتحرير بقية اليمن وتأمين عاصمة اليمن النؤقتة عدن من الضياع بين الرفقاء الأعداء .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي