الصرخة العمياء في وجه الحق !!

محمد قشمر
السبت ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٧ مساءً

كانت وما زالت النظريات السلطوية المبنية على الاساس السلالي أو الطائفي تثير الكثير من الحيرة عند اغلب المفكرين واصحاب العقول ، والتساؤل المشروع القائم عندهم جميعاً ..

 

كيف استطاعت فئة من البشر تسخير مجموعات من بشرٍ آخرين لتقديسها وجعلها مصطفاة على حساب نفسها واهلها ومالها في الوقت الذي تثبت تلك الفئة بأنها فاسدة وغير قادرة اصلاً على إدارة ذاتها الإدارة السليمة .

 

عادت هذه الصورة المظلمة في الحكم للواجهة بعد الثورة الايرانية التي شكلت محور تحول خطير في العلاقة الاسلامية المشتركة مع أحد اكبر واكثر المذاهب إثارةً للمشاكل المختلفة داخل الاسلام كدين وكهوية لينقل معه مجموعةً من البشر الى عالم ٍ من الغياب واللا وعي الانساني المقزز لتجعل من الدموية والإثارة الطائفية مهنجها في السيطرة والتحكم .

 

اليمن كانت تقبع تحت الحكم الإمامي رزحاً من السنيين التي خالجها الكثير من الجوع والفقر والتخلف والمرض حتى أصبحت اليمن او ماكنت تسمى اليمن الشمالي كتلةً من السواد المعيشي القاتم المبني على تقبيل الأقدام والركب للتقرب الى الله كون الحاكم هو ظل الله في الارض .

 

استطاعت ثلةٌ من أبناء اليمن في تلك الفترة ان تستنهض همت اليمنيين فكانت ثورة ال26 من سبتمبر التي أخرجت اليمن من دائرة التخلف الإمامي الى ذلك العالم الفسيح المنور التي كان اغلب الشعب اليمني يجهله تماماً ولكن الثورة عندما يتركها الحكماء ليتحكم بها الأدعياء والمتمصلحون واصحاب المشاريع الضيقة فإنها تعود منكسرة في غياهيب ظلمة التخلف والظلم والتجهيل .

 

عادت اليمن نسبياً الى الضبابية والفردية في الحكم في عهد المخلوع علي عبد الله صالح الذي حاول ان يجعل الحكم وراثياً جمهورياً من خلال توريث الحكم لذريته من بعده ولكن كان لليمنيين رأيٌ آخر حيث انتفض الشعب في 2011 للبحث عن زوايا النور للخروج من حالة الركود التي قاده الحاكم المفلس لليمن وكانت هذه الثورة التي انطوت تحت ما يسمى بالربيع العربي تواجه أقوى التحديات من قبل كل القوى الرجعية ومن المصايب ان تتكاتف القوى لإعادة انتاج النظامين الخبيثين القديمين الفاسد لصالح والامامي ممثلاً بالحوثي واتباعه .

 

الان كأن الأمر استتب للحوثي واتباعه فقد استطاع ان يسيطر على كل مقدرلات الدولة اليمنية وادخل اليمن في اتون حرب اكلت الاخضر واليابس وقتلت الالاف وشردت الملايين .

وبعد كل تلك الدماء التي سالت من أجل حياةٍ كريمة عاد الحوثي الذي يعتبر الحاكم الجديد لليمن ليعيد السلالية الطائفية الى اليمن الجمهوري بطريقة مفزعة .

 

حرفوا المناهج الدراسية ليسهل عليهم السيطرة على افكار الجيل القاجم وليقبع تحت احذية الحاكم الطائفي الحوثي المستعبد لأتباعه على اساس ديني ما انزل الله به من سلطان واستوردوا صرخة ً شيطانية تهدم ولا تبني وتدعوا الى القتل ولا تعرف للحياة معنى لتكون صرختهم المقيتة دعوة مفتوحة للفوضى والارهاب المتجدد النائم بين بؤرهم الخبيثة ..

 

طالت تلك الصرخة ولكن في آذان اليمنيين وصرحوا بقتل اليهود والامريكان وقتلوا كل شيئ جميل في اليمن قتلوا الاطفال والنساء والشيوخ وهم يشددون الحراسة على السفارة الامريكية صاحبة العلاقة الوثيقة معهم مما يجعل الرؤية عند اصحاب النظر القصير قاتمة تحمل الكثير من الحيرة .

 

الحوثي اطلق صرخته في وجه ابناء اليمن محاولاً استرداد ملك لم يكن له في يوم من الايام ولم يكن لإجداده ان صدق نسبه . الصرخة اصبح الكل يدرك انها عقيمة وانها لا تعرف للنور طريق وانها صرخة عمياء في وجه حقٍ لن يموت .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي