تصعيد الخطاب السياسي بين صالح والحوثيين

عبدالناصر العوذلي
الأحد ، ٢٠ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٥ مساءً

الحوثي بالأمس في خطابه المتلفز  والذي يبدو أنه ألقاه من الضاحية الجنوبية نظرا" لبعض المصطلحات اللبنانية   أو أن كاتب الكلمة أحد عناصر حزب اللات !!

 

  ولقد كانت كلمة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي  كلمة مغتضبة  وفيها العديد من الإتهامات لصالح وحزب المؤتمر ووصفهم بالطابور الخامس وقال أنهم يضعون رجلا" في اليمن والرجل الأخرى في الخارج  ووصف فعالية المؤتمر الشعبي العام في ميدان السبعين بأنها فعالية عبثية  تنفق عليها المليارات التي قال أن الجبهات في حاجة لها  وقال زعيم التيار الحوثي أن صالح وحزبه يستأثرون بموارد الدولة  وأن نسبة الحوثيين مقارنة بالمؤتمر في سلك الدولة   لا يتجاوز  1%  وصعدت إثر ذلك  كل وسائل الإعلام التابع للحوثي ضد صالح وحزبه  بما يشير إلى عمق الخلاف بينهما وهذه أول مرة يظهر فيها الخلاف إلى القمة ويتجلى ذلك  من خلال  الخطاب السياسي للجماعة الحوثية ضد الشريك منذ بداية الحرب  حيث إشتعلت كل المواقع الاخبارية الحوثية بتوجيه سيل من الإتهامات  لصالح في إشارة إلى أن صالح ربما عقد إتفاقية من تحت الطاولة مع  الخارج تقضي بالذهاب إلى سلام لايكون الحوثيين جزء منه  وهذا ما استشعره الحوثيون  وعلى ضوئه كانت كلمة عبدالملك الحوثي  المليئة بالإتهامات وتحميل صالح تداعيات الأمور  وتصعيدهم في مواجهة المؤتمر وصالح  وهذا يدل على أن الأيام القادمة ستشهد مواجهة محتدمة  قد تتطور من الخطاب السياسي إلى مواجهة مسلحة  سيتحدد بعدها لمن الكلمة الفصل في صنعاء ومحيطها

 

في المقابل كان خطاب صالح لايقل عن خطاب الحوثي في توجيه الاتهامات  وتحميل الإخفاقات للطرف الآخر  غير أن خطاب  صالح كان أكثر حدة  وقال إن الحوثيين هم سبب كل الإخفاقات وأنهم يعتمدون عرقلة سير عمل الحكومة باستفزازهم  للوزراء والمحافظين من خلال مشرفيهم في تلك الهيئات والوزارات  لكنه المح  أنهم في المؤتمر يرفضون البيان رقم واحد  في إشارة واضحة إلى أنه يعلم بنوايا الحوثيين في الانقلاب عليه والسيطرة على كل مفاصل الدولة منفردين  ولكنه  قال بنبرة  حادة  أنه لن يسمح لمن يريد أن يفسد في صنعاء ويحدث فوضى ومن ثم يهرب فقال ان من يفعل ذلك لن يستطيع الهرب  

 

إحتدام المواقف بين الشريكين في الانقلاب  ينذر بحرب ضروس  لا تحمد عقباها وسيكون لها إنعكاسات على  سير المعارك في الجبهات  وستكون اليد الطولى لمن يخرج من هذه المواجهة منتصرا 


 الحوثيون يراهنون على بعض مشائخ القبائل بالأضافة إلى عناصرهم المؤدلجة فكريا وعقديا بالفكر الشيعي  بينما صالح يراهن بالحرس الجمهوري والأمن المركزي إلى جانب الدعم القبلي  للقبائل التي تناصرة والتي ينتمي مشائخها إلى عضوية المؤتمر  -

 

الحوثيون يرون أن صالح عقد صفقات  مع الخارج ومع تنظيمات سياسية تعمل في الخارج وفي إطار الشرعية  ويرون انه قد  أوكل إليه تصفيتهم  وبالتالي سيستبقون الحدث   لالتهامة قبل أن يلتهمهم   وهذا يؤكد أننا  سنمضي إلى تسوية سياسية ولكن بعد مخاض صنعاء وماينتج عن هذا المخاض العسير 

والخلاصة أن  محاولة إغتيال صالح  يومنا هذا بعد أن ألقى كلمته التي وجهها ضد الحوثيين ومشروعهم  القائم على  الملازم التي  ورثوها عن حسين الحوثي  تلك الملازم التي تفتقر إلى أي مشروع وطني بل هي ملازم سلالية مذهبية تعمق الخلافات وتزيد من توسيع الهوة بين أبناء الشعب اليمن 

لقد وصلت الأمور بين صالح والحوثيين إلى مفترق طرق  وعليه  سيقاتل الحوثيون باستماتة لأنهم يعلمون أن  هزيمتهم اليوم وبعد أن وصلوا إلى سدة الحكم بانقلابهم سيكون نهاية لمشروعهم السلالي ولن تقوم لهم بعد ذلك قائمة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي