الرئيسية > عربية ودولية > تقارب الغرب وأرمينيا يثير قلق روسيا

تقارب الغرب وأرمينيا يثير قلق روسيا

" class="main-news-image img

لا يخفي الكرملين قلقه من التطور السريع للعلاقات الأمريكية والأوروبية مع أرمينيا، متهما الغرب بخلق أزمات جديدة لموسكو مع شركائها التقليديين في جنوب القوقاز الذي يعد الحديقة الخلفية لروسيا، وهو أمر شبهه محللون بما حدث مع أوكرانيا في العام 2014.

 

وتستشعر موسكو على ما يبدو أن الغرب يعيد تكرار، ما حصل في أوكرانيا، منذ العام 2014 وظهور نظام سياسي في كييف يعادي روسيا ويبتعد عنها، لتأتي تصريحات الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، والتي قالت إن الاجتماع بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، المقرر عقده، في 5 أبريل/أبريل المقبل، في بروكسل، يثير قلق موسكو، لأن واشنطن وبروكسل تتحدثان علنًا عن مسارهما المعادي لروسيا.

 

وأشارت الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى أن "أرمينيا تتحول أمام أعين العالم أجمع إلى أداة لتنفيذ خطط الغرب الخطيرة، والتي تتعارض تمامًا مع المصالح الأساسية للشعب الأرميني"

 

لماذا روسيا قلقة؟

 

ويرى الباحث في الشؤون الروسية فلاديمير كوكوشكين، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن القلق الروسي ناجم عن معرفة روسيا بأن الغرب "لا يبحث عن مصالح ودية" في أرمينيا، بل كل مساعيه تصب في خلق "التيار المعادي" لموسكو.

 

 

وأضاف: "الموضوع أكبر من مجرد مشاريع اقتصادية أو انفتاح طبيعي بين الغرب وأرمينيا، بل يريد الغرب أن يحول هذه الدولة لشوكة في خاصرة روسيا كما فعل مع أوكرانيا بالضبط، والنتيجة نراها، اليوم، عداء غير طبيعي ومؤامرات تحاك ضد روسيا، وفي النهاية حرب أثّرت على كل العالم والخاسر الأكبر الشعب الأوكراني".

 

سياسة جديدة هي الحل

 

وفي ذات السياق يرى الباحث في الشأن الأرميني فاديم أزنافوريان، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "القلق الروسي مبرر، فالغرب يقترب أكثر وأكثر بشكل فعلي على حدود روسيا، ويبدو أن موسكو باتت، اليوم، معنية بانتهاج سياسة جديدة مع بعض جيرانها".

 

ويضيف أزنافوريان "بما أن العالم يتغير فلا بد للسياسة أن تتغير، لذلك يجب على روسيا إعطاء المزيد لشركائها التقليديين، بانتهاج أساليب جديدة، أي يجب إعطاء الشركاء أكثر مما يعرض عليهم الغرب".

 

ويتابع: "خلق نموذج روسي يشمل كل المناحي السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية، ويكون بديلاً للنموذج الأوروبي، بل أفضل منه في بعض النواحي، لإغراء الشركاء بالبقاء، أي خلق رغبة لدى هذه الدول بتطبيق النموذج الجديد أو السعي للعيش في تفاصيله، وبهذا تضمن روسيا أن الإغراءات الغربية لن تجد لها بابًا لتدخل منه".

 

ويختتم الباحث في الشأن الأرميني حديثه بالإشارة إلى أن "هذا التغير يجب أن يتم بسرعة وإلا فالغرب لن يقف عند أرمينيا، وسيستمر بزرع بذور التيار المعادي لروسيا في حقول الدول الجارة التي كانت موسكو تضمن ولاءها الخالص".

 

تنافس دولي على النفوذ

 

يعتقد الخبير في الشؤون الدولية سيرغي أولينيك، نقلا عن "إرم نيوز" أن ما يجري مع أرمينيا، اليوم، هو "ضمن مخطط كبير لإعادة تقسيم خريطة النفوذ الدولي".

 

 

 

ويوضح "لاشك أن الموضوع أكبر من أرمينيا رغم أن الغرب بالتأكيد يريد تجريد موسكو من حلفائها التقليديين، لكن ما يجري، اليوم، هو صراع واضح على رسم خريطة نفوذ عالمية جديدة، فالعالم يعيش حالة مخاض لولادة نظام عالمي جديد".

 

ويلخص الباحث في حديثه عن صراع النفوذ، بما اعتبره "مفاتيح خرائط العالم الجديد"، ويقول في هذا السياق: "لطالما كانت أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط محسوبة على جهتين في البداية فرنسا وبريطانيا، لتأتي بعد ذلك جهة أخرى وهي الولايات المتحدة في المقابل كان هناك الاتحاد السوفيتي الذي يبسط سيطرته على قارة آسيا والجزء الشرقي من القارة الأوروبية هكذا كان العالم مقسمًا، لكن اليوم بدأت تتغير هذه الخرائط، فرنسا وبريطانيا وحتى أمريكا، باتت خارج المزرعة الأفريقية، على حساب توسع روسي صيني في هذه القارة، وكذلك الشرق الأوسط، الذي ينسج يومًا بعد يوم خيوط علاقة متينة مع روسيا والصين".

 

ويضيف أولينيك: "هذه التغييرات تدفع الغرب لإيجاد موطئ قدم جديد، أين هذه المرة؟ في الدول التي كانت يومًا تحت العباءة السوفيتية، وكعادة السياسة الغربية التي تدخل من بوابة الاقتصاد والمجتمع في البداية ومن ثم تتوسع لتحمل معها قطاعات أخرى خاصة السياسية والعسكرية".

 

وخلُص الخبير في الشؤون الدولية إلى القول: "في النهاية ما يجري إعادة تموضع للقوى العالمية تمهيدًا لاتفاق دولي ضمني بتقسيم خريطة العالم من جديد الغرب يتجه شرق القارة الأوروبية، وروسيا والصين باتجاه الشرق الأوسط والقارة الأفريقية".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي