الرئيسية > عربية ودولية > تقدم محدود ومفاوضات مستمرة.. هل لإسرائيل أهداف جديدة في غزة؟

تقدم محدود ومفاوضات مستمرة.. هل لإسرائيل أهداف جديدة في غزة؟

" class="main-news-image img

أثار التكتيك العسكري الإسرائيلي الأخير، والمتمثل بإجراء تقدم محدود في عدة مناطق من قطاع غزة، واستمرار المفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس، بهدف التواصل إلى اتفاق تهدئة، تساؤلات حول وجود أهداف جديدة، بعد نحو ستة أشهر من الحرب.

 

وعلى مدار اليومين الماضيين، تقدم الجيش الإسرائيلي في مناطق محدودة بمدينتي غزة شمالاً وخان يونس جنوباً، مجدداً عملياته العسكرية والاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، بالرغم من انسحابه من تلك المناطق.

 

حرب استنزاف

 

ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل أن "الجيش الإسرائيلي يقوم في الوقت الراهن بعمليات عسكرية أشبه ما تكون بحرب الاستنزاف"، مشيراً إلى أن "الجيش لا يرغب في إشعال المواجهة؛ لكنه في نفس الوقت معني بإبقائها مشتعلة".

 

وأوضح عوكل، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن للجيش الإسرائيلي أهدافا رئيسة من التوغلات المحدودة، أبرزها ضمان عدم قدرة الجناح المسلح لحركة حماس على إعادة تهيئة نفسه عسكريًّا بالمناطق المستهدفة.

 

 

أما الهدف الثاني، بحسب المحلل السياسي فإنه يتمثل في ضمان السيطرة الأمنية على المناطق الاستراتيجية بالقطاع، خاصة في مدينتي غزة وخان يونس"، لافتاً إلى أن التحركات العسكرية تلك مرهقة للغاية لعناصر الجناح المسلح لحركة حماس.

 

وأشار إلى أن "الهدف الثالث يتمثل في ممارسة الضغوط السياسية والعسكرية على حركة حماس خلال مفاوضات التهدئة، وإجبارها على تقديم المزيد من التنازلات للتوصل لاتفاق تهدئة، وفق سياسة التفاوض تحت النار".

 

ورأى عوكل أن الهدف الرابع يتمحور حول سعي القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل المتواصل لتحقيق الأهداف الخاصة بها، وضمان إقناع الرأي العام الإسرائيلي بقدرتهم على إدارة مرحلة الحرب وما بعدها. 

 

ويرجح أن "تتخذ المؤسسات الإسرائيلية قراراً بتوسيع العمليات العسكرية في غزة قبل البدء في عملية رفح المرتقبة"، مبينا أن إسرائيل تسعى للحفاظ على ما تسميه بـ"إنجازاتها الاستراتيجية" في القطاع.

 

حالة تأهب

 

من ناحيته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "العمليات العسكرية المحدودة تأتي في إطار الاستعدادات لعملية رفح"، لافتاً إلى أن "إسرائيل معنية في إبقاء جيشها بحالة تأهب لأي تطورات مرتقبة".

 

ويوضح أبو زايدة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "بقاء الجيش الإسرائيلي بهذه الحالة يمكّنه من البدء في أي لحظة بعملية رفح، وهي العملية التي يولي لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اهتمامًا خاصًّا"، مشيرا إلى أن العمليات المحدودة تؤكد قرب العملية في رفح.

 

 

وبين أن "إسرائيل تعتمد بعملياتها المحدودة على عنصر المباغتة، بحيث يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة بدقة، والتي تكون عادة إلحاق أضرار ببعض المنظومات العسكرية التي تحاول حماس إعادة بنائها".

 

وأشار إلى أن "تلك العمليات تضعف الجناح المسلح لحماس وترهق مقاتلي الحركة، خاصة وأن العمليات المحدودة لا تتركز في منطقة بعينها، وإنما تكون بعدد من المناطق وبشكل متقطع"، مبيناً أن هذه الاستراتيجية من شأنها إطالة أمد الحرب.

 

ورأى المحلل السياسي أن "إسرائيل لن تتوقف عن هذا النوع من العمليات، وسيكون الأسلوب المتبع من قبل جيشها بعد الحرب على غزة"، مشدداً على أن ذلك يأتي في إطار التخطيط الإسرائيلي لإعادة احتلال القطاع.

 

ومضى قائلا: "بتقديري توسيع هذا النوع من العمليات في الوقت الحالي مرهون بالتقدم الذي يحرزه الوسطاء بمفاوضات التهدئة بين طرفي النزاع"، متابعاً: "قد تعتمد إسرائيل هذا الأسلوب حتى حال التوافق على هدنة مؤقتة".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي