الرئيسية > نوافذ ثقافية > لوحات علي نفنوف حالات تشكيلية تستفز العين والفكر

لوحات علي نفنوف حالات تشكيلية تستفز العين والفكر

" class="main-news-image img

يهتم السوري الفنان علي نفنوف بالقضايا الاجتماعية والإنسانية والوطنية الأصيلة ويعبر عن محبته وانعكاساته الداخلية بأسلوب فني تجريدي بشكل سهل ممتنع.

 

وهو خلال مشاركته مع الفنان عدنان أيوب في معرض ثنائي أطلقا عليه عنوان “هتان”، اختار التركيز على أعمال تحمل قضايا إنسانية وتحكي قصصا ومشاعر وانفعالات حسية، عبر عنها من خلال قوة الخطوط وصرخة الألوان الزيتية التي رسمها على القماش الخام، متبعا مدرسة الفن التجريدي الحديث وموظفا تقنيات غير تقليدية

 

وكان المعرض الذي شارك فيه نفنوف بثلاثين لوحة أشبه بمجموعة رسائل وأفكار وهواجس وحكايات وقصائد شعرية وومضات كتبت من لون، حيث حملت اللوحة الواحدة عدة رسائل متروكة لخيال المتلقي، كل حسب ذائقته الفنية.

 

وقال نفنوف إن “في زحمة الأفكار والقصص والحكايات لا بد من استنفار كل الطاقات اللونية لإيصال المشهد البصري بحالة تشكيلية تستفز العين من أجل الوقوف أمام اللوحة احتراما لألوانها ومن ثم الدخول إلى مروجها وقطف الأفكار الملونة”.

 

وأضاف “قد تكون اللوحة مصوغة بلون واحد لإنتاج فكرة ذات تخيل واسع الطيف من خلال تحدي الفنان لذاته ومن خلال إنتاج ظلال وأبعاد وإضاءات ومساحات متدرجة لنفس اللون الواحد حرصا على منح المتلقي إمكانية التأمل والتخيل”، مشيرا إلى أن الأزرق الطاغي في أعماله الذي يحمله من البيئة التي يسكنها حيث يسكن في مدينة ساحلية ويعيش بين الزرقتين حاضر بكل تدرجاته، فكان القاتم منه محاولة للبحث عن الفاتح أو الضوء والأزرق السماوي البهيج كان مداسا لتأملات وتخيلات لا حدود لها، وهنا لا بد من التنويه بأن لون اللوحة أو الألوان المستخدمة فيها هي اللغة الوحيدة القادرة على إيصال الفكرة عبر العين.

 

وأوضح الفنان نفنوف أن لوحته هي مدينة أسرار مزدحمة بأفكار لا مألوفة، الواقعية فيها أنها غير واقعية، منطقها الحيرة، وحده التأمل والتفكر طريق الوصول إليها أو فهمها، هذه المدينة مزدحمة بثرثرات لونية كل لون يقول حكايته وكل ظل يعطي الظل الآخر قيمة استثنائية.

 

وقال “مدينة مليئة بالحكايات القديمة وربما بذكريات الطفولة، مليئة بالسقوط والنهوض، مليئة بالأمل والوجع ولكن في معظمها هي قصص إنسانية وروايات مرتبطة بالمكان أو ربما هي ومضات شعرية قصيرة تشبه العزف في لحظة ما”.

 

وتابع “صحيح أنني أرسم بأسلوب تجريدي ولكن في اللوحة الواحدة قد تجد الانطباعية والواقعية والسريالية والتعبيرية والوحشية، ولكن كل هذا لقص قصة أو كتابة قصيدة بأحرف من سبعة ألوان، فاللوحة تحمل أكثر من احتمال وتشير إلى أكثر من دلالة لأن فيها عدة رسائل وعدة قصص وعددا لا محدودا من الانفعالات والنزق الحسي، فهي تتلخص بهذه اللوحة التي تنجز بأيام أو بوقت قصير، فهي تشكيل انفعالي موجود بخاطر الفنان تلخص زمنا ما أو حادثة ما أو تجربة عاشها الفنان في لحظة معينة”.

 

وقال “أجد نفسي أبحث عن المزيد من اللا مألوف لصياغة لوحة جديدة تحمل في زاويتها اليسرى توقيعا، فأنا أرسم ما يجول في خاطري من كلمات ولا أرسم لوحة، أنا أقص قصة أو أحكي حكاية أو أكتب ومضة وكل ما أفعله هو يشبهني في لحظة، فنظرية الإبداع تقول: إن الرسام هو موسيقي وإن الموسيقي هو شاعر وإن الشاعر هو فنان”.

 

يذكر أن الفنان علي نفنوف أقام معارض عديدة في مختلف محافظات القطر وآخرها معرض هتان في المركز الثقافي أبورمانة، ويهتم بالأسلوب التجريدي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، إضافة إلى كتابته للشعر الحديث.

 

ويرى نفنوف أن “لكل فنان أسلوبه ومشواره”، وفي تصريحات له يؤكد أن “تجربته تسعى لأن تكون منفردة لا تشبه إلا ذاتها، وفن التصوير الضوئي هو فن التحدي وأنا أعمل على تأسيس أنماط جديدة لهذا الفن من خلال ابتكار لقطات جديدة، مدروسة، وأكثر إدهاشا، لذلك أعتمد على أسلوب التشريح في اللقطة”.

 

ويوضح أن “المشهد الجمالي الواسع أصبح مخزنا للآلاف من اللقطات التي تمت تجزئتها بدقة، فمثلا الجميع يصور الورود بشكل عام، ولكن للمياسم والبتلات صورة أخرى لها أهداف أخرى، وكذلك هذه الهضاب التي نأخذ لها صورة واحدة، ويمكن أن نأخذ منها الملايين من الصور بعد تجزئتها، بهذا نكون قد اعتمدنا على أسلوب التخصص في التشريح الجمالي للوحة، باختصار نحن في الطريق إلى تأسيس مذاهب ومدارس جديدة في هذا الفن بعيدا عن المفاهيم التقليدية، على أنه حالة توثيقية أو توقيف الزمن بلحظة”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي